"معركة خانيونس".. تسلل دموي وتحليلات مرتبكة

تقرير خاص- عامر أبو شباب

يسود قطاع غزة توتر كبير جراء معركة شديدة بين قوات الاحتلال والمقاومة الفلسطينية بعد عملية أمنية لم تعرف تفاصيلها كاملة، بالتزامن مع الحديث عن اتصالات مصرية وقطرية لمنع الانزلاق نحو مواجهة عسكرية واسعة والحفاظ على تفاهمات الهدوء السابقة.

وكان جيش الاحتلال أعلن بشكل مفاجئ عن تعرض قوة خاصة كانت في مهمة أمنية ميدانية إلى اشتباك عنيف مع عناصر المقاومة شرق خانيونس جنوب قطاع غزة مما أدى الى مقتل ضابط في جيش الاحتلال وإصابة أخر، مقابل استشهاد 7 عناصر من المقاومة.

وفي رواية كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس قالت إن قوة خاصة تسللت في سيارة مدنية بعمق 3 كيلو متر، ونفذت اغتيال للقائد في كتائب القسام نور بركة وبعد اكتشافها تم ملاحقتها ومطاردتها حتى تدخل الطيران الحربي بقصف شديد للتغطية على عملية انسحاب القوة نحو الحدود.

وبعد ذلك تعرضت البلدات الاسرائيلية الى سقوط رشقات من الصواريخ قصيرة المدى في ظل تحليق مكثف لطائرات الاحتلال في أجواء قطاع غزة، واستمرار المشاورات الامنية والعسكرية الاسرائيلية التي التحق بها رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قاطعا زيارته الى فرنسا.

وقال القيادي في حركة حماس حماد الرقب إن عملية الاغتيال للقائد بركة تؤكد أن الاحتلال لا يتخلى عن الغدر رغم التفاهمات الجارية، من خلال عملية غير مكشوفة لاغتيال يحدث فتنة إلا أن المقاومة كشفت العملية ومنعت الانسحاب بشكل سهل.

وأضاف الرقب خلال حديث مع "رايــــة" أن رد المقاومة على عملية الاغتيال وما تلاها من سقوط شهداء قيد الدراسة على طاولة الفصائل صاحبة القرار خلال المرحلة المقبلة، خاصة بعدما تأكد للجميع ان الدخول الى قطاع غزة لن يكون نزهة مجانية الثمن، وفي ذلك رسالة واضحة عن ما يمكن ان يحدث خلال مواجهة عسكرية شاملة".

وتتباين التحليلات في الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي حول طبيعة العملية و الهدف منها، التي استدعت المغامرة بقوة خاصة اسرائيلية كان يمكن ان تتعرض للقتل أو الأسر لولا تدخل الطيران الحربي بقصف مكثف للسماح بانسحابها.

ويطرح مراقبون اسئلة لماذا لم تتم عملية الاغتيال بطريقة أخرى أقل مخاطرة، والذهاب نحو تنفيذ عملية قد تدفع الأوضاع الى مواجهة عسكرية بعد جهود كبيرة لإحراز تقدم في تفاهمات تهدئة برعاية الامم المتحدة ومصر وقطر، أدت الى دخول مساعدات مالية هامة لحكومة حركة حماس وتحسن كبير في برنامج الكهرباء وسط حديث عن اتفاق تهدئة بين حماس وتل أبيب.

وتجددت الليلة وصباح اليوم اتصالات مصرية وقطرية منفصلة لمنع تدحرج التوتر الى مواجهة عسكرية تعود بجهود الوساطة المبذولة خلال الأشهر الماضية الى نقطة الصفر، وفتح الخيارات على مواجهة شديدة، كانت نتنياهو أعلن أنه سيستخدم فيها  قوته القوى القصوى ضد حركة حماس فيما توعدت المقاومة أن تطال الصواريخ كافة أنحاء إسرائيل. 

وتبقى التساؤلات أكثر من المعلومات عن الحدث شرق خانيونس ومستقبل تفاهمات التهدئة بين حماس وحكومة الاحتلال، وتطورات الوضع الأمني والعسكري.