خاص
"الحسن" أول طفل من نطفة مهربة يلتقي بوالده المحرر
غزة – رايـة: سامح أبو دية-
أجمل اللحظات على الاطلاق للأسير المحرر تامر الزعانين وعائلته التي وصفت الحدث بالأكثر جمالا وسرورا، هي تلك التي التقى بها بطفله "الحسن" الذي أنجبه وهو داخل سجون الاحتلال، عبر "نطفة" تمكن من تهريبها عام 2013.
الشاب الزعانين اعتقله الاحتلال من بيته في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة وهو في عمر 21 عاما، وحكم عليه بالسجن لمدة 12 عاما بتهمة الانتماء لحركة الجهاد الإسلامي ومقاومة الاحتلال.
اللقاء الأول
في بداية عام 2014، أصبح الزعانين أول أسير ينجح في تهريب نطفة بعد صعوبات بالغة من مراقبة أعين قوات الاحتلال، ثم تكللت عملية زوجته بالنجاح؛ وأنجب ابنه الوحيد الحسن، وهو اليوم يحتضنه، يداعبه ويلاعبه.
المحرر الزعانين أُفرج عنه بتاريخ 4/11/2018، يقول: "عندما أنجبت ولدي الحسن وانا داخل السجن، كانت فرحتي منقوصة ولكن شعرت أنه تم الافراج عني لأول مرة، وعندما تم الافراج عني كانت الفرحة الأكبر عندما احتضنته لأول مرة بعيدا عن اسلاك وزجاج السجن".
واعتبر أبو الحسن إصرار الأسرى في سجون الاحتلال على إنجاب الأطفال عبر تهريب النطف انه "انجاز كبير وهو شكل من أشكال مقاومة المحتل"، يضيف: "كسرنا شوكة الاحتلال وسنبقى ننجب الأطفال مهما حكم الاحتلال علينا ومهما فعل".
رحلة إنجاب صعبة
كما تحدث المحرر الزعانين عن أوضاع الاسرى داخل سجون الاحتلال، ووصفها بـ "الصعبة للغاية" خاصة مع دخول فصل الشتاء والبرد القارص، ومنع الاحتلال إدخال الاغطية والملابس الشتوية بشكل دوري.
عائلة الأسير المحرر وصفت رحلة إنجاب الحسن بأنها "صعبة"، تقول والدة أم تامر وقلبها ينبض فرحا: "في البداية طرح الفكرة فوافقت واعتبرته إنجازا عظيما أن ينجب ابني طفله الأول وهو داخل السجن، وهو قهر للسجن والسجان".
10/1/2014 هو تاريخ لا يمكن نسيانه بالنسبة للمحرر الزعانين وعائلته، هو ذلك اليوم الذي خرج فيه "الحسن" ذي النطفة المهربة؛ الى الحياة، ومنح فيه سرورا لوالديه الذين لم يعرفا الفرح والسرور طيلة 8 سنوات قضاها الأب في السجون.
الطفل "الحسن" يبلغ من العمر الآن 5 سنوات تقريبا، تضيف أم تامر (56 عاما): "عندما وُلد الحسن كانت فرحة لا تسعنا، فقد خفف علينا سجن والده، كنت أقول له تعال اجلس بجانبي، هنا كان والدك يجلس؛ تعال واجلس مكانه، فقد حل محل والده الاسير".
أجمل الأيام
"أحلى يوم في حياتي هو يوم الاحد الماضي" بتلك العبارة بدأت هناء زوجة المحرر الزعانين حديثها لمراسل رايـــة، تقول: "استقبلت زوجي بعد غياب 12 عاما، واستقبله الحسن ابنه الذي لم يلتقي به(..) مشاهدة اب يستقبل ابنه لأول مرة هو مشهد لا يوصف، وهي فرحة شاركنا بها الكون بأكمله".
تفكير الأسير تامر وزوجته هناء كان متقاربا، فقد تواصلت هناء مع زوجة الأسير عمار الزبن صاحب أول عملية ناجحة لتهريب النطف، وعندما طرح تامر الفكرة كانت ستطرحها عليه في ذات الوقت، مشيرا الى أن عملية "الزراعة" تمت بنجاح وأنجبت الحسن وهو الان في أحضان والده.
وعن لقاء الطفل بوالده لأول مرة، تشير الزعانين الى أنه أروع وأجمل الأيام على الاطلاق، تضيف من خيمة تعج بالزوار والمهنئين: "من يشاهد الحسن ووالده كأن الطفل يعرف والده منذ زمن، وكأنه وُلد قبل أن يُسجن والده".
وتمنت أم الحسن (30 عاما) الافراج القريب عن جميع الاسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، خاصة شقيقها لؤي الزعانين وأن يلتقي بأسرته، كما وجهت رسالة الى زوجات الأسرى تدعوهن الى الصبر.