جريمة بشعة
ممنوع اللعب- إسرائيل تغتال الطفولة الفلسطينية
غزة – راية: سامح أبو دية
خيّم الحزن والغضب على منطقة وادي السلقا بقطاع غزة، التي استفاق سكانها على وقع جريمة بشعة ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق ثلاثة أطفال، لم تتجاوز أعمارهم (13 عاما)، اغتالتهم طائرة حربية وهم "يلعبون" في عتمة الليل بجوار منازلهم.
"خالد ابو سعيد، وعبد الحميد ابو ظاهر، ومحمد السطري" شهداء أطفال، خرجوا الى اللهو واللعب بجوار منازلهم المتلاصقة؛ والتي لا تبعد عن المنطقة الحدودية شرق دير البلح الا بضعة أمتار قليلة، حتى باغتتهم طائرة حربية، مزقت أجسادهم النحيفة.
الرد على الجريمة
وتواصل آلة القتل الإسرائيلية اغتيال الطفولة الفلسطينية، حيث حصدت أكثر من 40 طفلا في قطاع غزة خلال 6 أشهر، وباتت الأصوات ترتفع غضبا على استمرار جرائم الاحتلال تلك، وصلت الى حد الخروج في مسيرات تطالب المقاومة بالرد على الجرائم.
جيش الاحتلال ادعى أن الأطفال الثلاثة كانوا يحاولون زرع عبوة ناسفة قرب السياج الفاصل، لتبرير تلك الجريمة البشعة التي تُضاف الى سجله الحافل، غير أن ذوي الشهداء، بالإضافة الى الكثير من الوقائع، تنفي تلك مزاعم.
اللعب ممنوع
والدة الشهيد خالد أبو سعيد، أكدت أن نجلها عادة ما يتواجد في أرضهم الزراعية القريبة من الحدود، برفقة أصدقائه، تضيف: "لديه هواية صيد العصافير، كما يحب حياة الزراعة وتربية الأغنام، ولم يكن يحمل أي عبوات ولم يشكل أي خطر كما يدعي الاحتلال".
وعن لحظة استهداف طفلها، تقول أم خالد: "نسكن في منطقة قريبة من الحدود، ومعتادين على سماع أصوات الانفجارات والقصف، مساء الاحد سمعنا صوت قصف ولم أكن أتوقع أن المستهدف ابني"، مشيرة الى أنها تركته يدرس في آخر مرة شاهدته.
وفي لحظة من أشد لحظات حياتها ضعفا، طالبت أبو سعيد التي ودعت شقيقها أيضا شهيدا من قبل؛ بحماية دولية للأطفال الفلسطينيين في غزة من جرائم الاحتلال التي لا تتوقف، "ولن تتوقف الا بتوفير الحماية" وفق ما تقول
الابن الوحيد
أما الشهيد محمد السطري (13 عاما) فقد اغتاله الاحتلال بدم بارد، واغتال معه أحلام وأماني أسرته، التي انتظرته يكبر ويترعرع وسطها كي يساند والده في اعالة خمس شقيقات، فهو "الفتى الوحيد" لتلك الأسرة المكلومة، وهذا ينفي رواية الاحتلال من جانب آخر.
يقول أحد أقارب الشهيد: "محمد الابن الوحيد لإبراهيم، هل يعقل أن يُرسل ابنه الوحيد لممارسة أعمال المقاومة وزرع العبوات؟"، نافيا مزاعم الاحتلال، كما طالب بمحاسبة الاحتلال على جرائمه بحق الإنسانية، ولجمه عن ارتكاب المزيد من المجازر.
والد الشهيد السطري، أكد أن الاحتلال يتعمد قتل الأطفال بدم بارد، مشيرا الى أن الشهداء الثلاثة "أطفال" بعيدون كل البعد عن تلك الأعمال (زرع العبوات) حتى أنهم لا يستطيعون حمل العبوة، كما ادعى الاحتلال.
ويقول إبراهيم والد الشهيد السطري: "ليس غريبا على احتلال مجرم؛ ارتكاب مثل تلك المجازر البشعة بحق الأطفال الأبرياء (..) الاحتلال عودنا على رؤية مشاهد قتل الأطفال بدم بارد، وليس جديدا عليه ارتكابها بحق ابني هذه المرة".
استنكار دولي رسمي
الحزن والغضب الشديدين خيّم على وجوه زملاء الشهداء في مدرسة بلال بن رباح الأساسية في مديرية تعليم الوسطى، ورفعوا صور الشهداء، كما وضعوا صورهم على مقاعد الدراسة، التي توشحت بالسواد على فراقهم.
وتعليقا على المجزرة الإسرائيلية، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الإثنين، عن "الأسف" لاستشهاد 3 أطفال فلسطينيين، جراء قصف إسرائيلي، وأضاف: "أن تعريض حياة الأطفال للخطر هو أمر غير مقبول".
ودعا غوتيريش "جميع الأطراف إلى الامتناع عن أي إجراءات تعرض حياة الأطفال للخطر".
كما علّق المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية التسوية في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، قائلا: "أعلن تعاطفي مع عائلات الأطفال الفلسطينيين الثلاثة الذين قتلوا بالأمس نتيجة غارة جوية إسرائيلية في غزة".
وأضاف: "يجب تجنب هذه المآسي بأي ثمن، ويجب حماية الأطفال وعدم تعريضهم للعنف أو للخطر".