مواصي خانيونس من جنة إلى مكرهة صحية
راية
يشتكي سكان منطقة المواصي غرب خانيونس جنوب قطاع غزة من أثار أحواض الصرف الصحي التي تلوث التراب والهواء والقضاء على أشجارهم في منطقة تعتمد على الزراعة، وينتظرون من يستمع لمعاناتهم.
وطالب المواطنون بلدية خانيونس بايجاد حل لأحواض الصرف الصحي التي كانت مؤقتة وتحولت الى دائمة بعد عشر سنوات، والحد من الأضرار الناجمة عنها بحرمانهم من الأشجار المثمرة، فضلا عن الروائح الكريهة التي مست صحة المواطنين خاصة الأطفال.
وأوضح المواطن ابراهيم المجايدة أن أحواض الصرف الصحي مست حياة ورزق المزارعين وأشجارهم وتحولت الى مكرهة صحية تنذر بالكثير، داعيا بلدية خانيونس الى زيارة المكان ووضع حلول الى معاناتهم في الروائح والمياه وموت الاشجار.
وطالب المجايدة وزارة الزراعة بالتعويض بدل فقدان أشجارهم وتلف الاراضي والبيوت البلاستيكية وتقديم الادوية لمعالجة نتائج رذاذ برك الصرف الصحي.
وقال المزارع الحاج سليم الأسطل ان برك الصرف الصحي أثرت على المياه الجوفية، ودفعت المواطنين لشراء مياه الشرب، بعد الاعتماد على مياه الآبار، بالإضافة الى انتشار البعوض الذي لم يعد يحتمل وانتشار الأمراض، وحرمانهم من الزراعة مصدر رزقهم الرئيسي دون الالتفات من الجهات المسؤولة سوى وعود بلا رصيد.
بينما يوضح الناشط المجتمعي عدنان العصار أن أحواض مياه الصرف الصحي التي أقيمت بعد الانقسام أصبحت أزمة دائمة وتطورت نتيجة أزمة الكهرباء وعدم معالجتها بشكل كامل ودفعها صوب البحر مما أثر بشكل مباشر على الثروة السمكية وكذلك شواطئ الاستجمام جراء حرمان محافظة خانيونس من متنفس سياحي هام.
وأضاف العصار ان الروائح الكريهة طالت عدة احياء في مدينة خانيونس، فضلا عن انتشار البعوض في الاحياء القريبة، مما زاد من المشاكل الصحية للمواطنين، رغم وعود البلدية نقل تلك الاحواض الى المنطقة الحدودية الشرقية خاصة منطقة صوفا.
بلدية خانيونس على لسان محمود القدرة مدير دائر الأشغال والصيانة العامة رأت أن انشاء أحواض الصرف الصحي كان الأفضل باعتبارها محطة مؤقتة، يجب ان تكون قريبة من التصريف الى البحر، خاصة ان الامكانيات الحالية لا تسمح بالمعالجة الكاملة للاستفادة من تلك المياه في الزراعة.
وشدد القدرة على أن الوضع الاقتصادي المتردي للبلديات وأزمة الكهرباء منع تطوير الاحواض والاستفادة من المياه في الزراعة بعد معالجتها، مؤكدا أن اختيار المكان جاء بناء على دراسات وتقديرات لجنة من ثلاث جهات هي بلدية خانيونس والجهات المانحة وسلطة المياه.
المؤقت يصبح دائم، في أزمات قطاع غزة المتراكمة، ومنها أحواض الصرف الصحي التي أقيمت في منطقة زراعية غرب محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة، المؤقت قبل عشر سنوات تحول الى دائم وجلب معه معاناة متعددة الأوجه، لذلك عدم معالجة أزمة مؤقتة يحولها الى كارثة دائمة، وتتفرع الازمة كإخطبوط دون معالجة حقيقية تمنع الأذى عن المواطنين، ويبقى المتهم الانقسام والاحتلال وكذلك تبقى الحلول بعيدة المنال.