القدس المفتوحة تنظم مؤتمر "القدس في قلب الصراع العربي الإسرائيلي.. رؤية استراتيجية نحو المستقبل"
تحت رعاية رئيس مجلس الأمناء م. عدنان سمارة، عقدت جامعة القدس المفتوحة في قطاع غزة، وعبر تقنية (الفيديو كونفرنس) مع الضفة الغربية، يوم الثلاثاء الموافق 16/10/2018م، في فندق (الكومودور) على شاطئ بحر غزة، فعاليات المؤتمر العلمي المحكم "القدس في قلب الصراع العربي الإسرائيلي.. رؤية استراتيجية نحو المستقبل".
حضر حفل الافتتاح محافظ غزة السيد إبراهيم أبو النجا، ورئيس مجلس الأمناء م. عدنان سمارة، ورئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو، ونائب رئيس مجلس الأمناء أ. د. رياض الخضري، وعضو مجلس الأمناء د. عبد الله عبد المنعم، ونائب رئيس الجامعة لشؤون قطاع غزة أ. د. جهاد البطش، ورئيس اللجنة التحضيرية د. عماد نشوان، ورئيس اللجنة العلمية د. عبد الرحمن المغربي، ووكيل وزارة الثقافة أ. فايز السرساوي، ونواب رئيس الجامعة ومساعدوه، ومديرو الفروع بالقطاع، ومديرو الدوائر والمراكز، ولفيف من الأكاديميين والباحثين والشخصيات الاعتبارية والفصائلية، وقيادات العمل الوطني، والوجهاء، وحشد كبير من الباحثين والكتاب والمهتمين.
افتتح المؤتمر راعيه م. عدنان سمارة مرحباً بالحضور، مؤكداً أن جامعة القدس المفتوحة هي "جامعة في وطن ووطن في جامعة"، وولدت فكرتها للتغلب على مساعي الاحتلال في منع شعبنا من التعليم.
وقال إن الجامعة، إضافة إلى مهمتها الأكاديمية التي تقوم بها بامتياز، لم تتناس قضاياها الوطنية؛ فبالأمس سلطت الضوء على قضية اللاجئين في مؤتمر عقد بنابلس، واليوم تسلط الضوء على مدينة القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين.
وأوضح م. سمارة أن الحركة الصهيونية هي حركة سياسية بامتياز وليست حركة دينية، وتسعى لجلب تعاطف اليهود في مختلف أرجاء العالم ودفعهم للالتفاف حول إسرائيل، وحولت السياسية إلى دين وأقنعتهم بأن العودة إلى القدس هي دين وليست سياسة، ما وضع القدس في قلب الصراع.
وأشار م. سمارة إلى ظهور بعض المؤرخين الذين أكدوا أنه لا يوجد أي آثار للهيكل اليهودي في القدس، وأن ما يجري في القدس هو قضية سياسية بامتياز، فهم يسيرون ضمن خطة تتمثل في عزل الضفة عن القدس بشكل كامل تمهيداً لتهويدها.
وقال إن المشروع الإسرائيلي لحل القضية الفلسطينية، الذي وافق عليه الأمريكان، يقوم على دولة في غزة وجزء من الضفة الغربية بدون القدس، وشعبنا وقيادتنا يرفضون بالمطلق هذا الحل الذي تمثله "صفقة القرن" اليوم، وشعبنا مصرّ على نيل حقوقه مهما طال الزمن.
إلى ذلك، رحب أ. د. عمرو بالحضور، وتمنى للمؤتمر النجاح، وقال "إننا على موعد مع فعالية علمية جديدة تقدم معلومات علمية جيدة للمجتمع بدعم من مجلس أمناء الجامعة".
وقال إن "مدينة القدس تتعرض لتشويه إسرائيلي لربطها باليهود، ولهم باع طويل في هذه التشويهات، ومن يتابع التشويهات في المراجع الإسرائيلية سيذهل منها".
وقال: "ارتبطت مدينة القدس بأنها مدينة مقدسة عند الله سبحانه وتعالى، وقد بنيت بعد البيت الحرام بأربعين سنة، واعتبرت بوابة الأرض إلى السماء، مضيفاً أن المسيح صعد منها إلى السماء، ومنها أيضاً عرج سيدنا محمد عليه السلام".
وركز أ. د. عمرو على أن القدس لم يبرحها أهلها رغم كل الحروب التي كانت تتعرض لها المدينة، وأن علاقة القدس بالديانات السماوية عقدية وتعبدية ولا علاقة لها بالديانة اليهودية على الإطلاق، بل هي علاقة تاريخية حسب رواياتهم، مشيراً إلى أن الروايات التي كتبت عن علاقة اليهود بالقدس كلها محرفة وموضوعة.
وقال إن المشكلة مع الاحتلال الإسرائيلي هي مشكلة سياسية وليست مشكلة دينية، والمعتقدات الاحتلالية هي معتقدات بالية يجري تسويقها في العالم، لذلك هي البقعة الوحيدة التي أهلها في رباط إلى يوم الدين.
ودعا الباحثين إلى الاطلاع على المصادر المختلفة والتبحر فيها فيما يتعلق بالقدس من أجل نقل الرواية الحقيقية إلى العالم.
وفي كلمته، رحب د. نشوان بالحضور مبتدئاً بالسيد رئيس مجلس أمناء ورئيس الجامعة وأعضاء مجلس الأمناء ومجلس الجامعة، متحدثاً عن جدوى المؤتمر وكيف تمت التحضيرات له، مشيراً إلى أنه قد تقدم للمؤتمر 61 ملخصاً قبل منها 55، ووصل منها 37 بحثاً قبل منها للعرض في المؤتمر 27 بحثاً.
ثم أشاد نشوان بجهود اللجنة العلمية والتحضيرية ولجنة العلاقات العامة والإعلام، شاكراً لجميع الحاضرين حضورهم، ومؤكداً على استمرار جامعة القدس المفتوحة في جهودها التي كلفها بها سيادة الرئيس محمود عباس لحماية التعليم في المدينة المقدسة.
إلى ذلك، تحدث أ. السرساوي أمام الحضور، ناقلاً تحيات معالي وزير الثقافة د. إيهاب بسيسو، مشيداً بالمؤتمر وباللجان التحضيرية، ومؤكداً على دور جامعة القدس المفتوحة في دعم المدينة المقدسة، شاكراً للجامعة فكرتها الإبداعية في إقامة معرض (المدينة المقدسة)، ومشيداً بالعلاقة التي تربط الوزارة بجامعة القدس المفتوحة، داعياً إلى بذل المزيد من الجهود للمضي قدماً في العلاقات المميزة.
وبعد انتهاء الجلسة الافتتاحية، افتتح الحضور معرض "مدينة السلام" الذي ينظم على هامش المؤتمر بدعم من وزارة الثقافة وبرعاية من شركة "مشارق"، وتعرض فيه لوحات فنية مميزة أعدها فنانون فلسطينيون تجسد المراحل المختلفة التي عاشتها مدينة القدس، والمعاناة الناجمة عن الاحتلال الإسرائيلي.
جلسات المؤتمر
بدأت الجلسة الأولى، التي ترأسها أ. د. جهاد البطش، بعرض أربع أوراق بحثية، عرض خلالها م. عدنان الهندي وأ. فداء أبو جزر ورقة بحثية بعنوان "مستقبل مدينة القدس في ضوء اعتراف الرئيس الأمريكي ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل"، فيما قدم د. خليل حماد وأ. منال قويدر ورقة بحثية بعنوان "السياسات التهويدية في مدينة القدس وتقليص السيادة الفلسطينية عليها"، وعرض د. إيهاب أبو منديل وأ. يحيى قاعود ورقة بحثية بعنوان "إدارة ترامب والحقوق الفلسطينية: الدلالات والخيارات المتاحة"، واختتمت الجلسة بورقة علمية قدمها د. حاتم العيلة بعنوان "السياسات الأمريكية إزاء قضايا الحل النهائي (قضية فلسطين نموذجاً 1993-2018)، ثم فتح باب النقاش أمام الحضور.
فيما اشتملت الجلسة الثانية، التي ترأسها أ. د. زياد الجرجاوي على خمس أوراق بحثية، عرضت خلالها د. منى الششنية ورقة بحثية بعنوان "دور جامعة القدس المفتوحة في تعزيز مكانة القدس لدى طلبتها من وجهة نظرهم"، فيما قدم د. أحمد عكاشة وأ. عوض الله أحمد ورقة بحثية بعنوان "الشراكة الاستراتيجية في التنمية ودورها في مواجهة التحديات الاقتصادية في القدس"، وعرض أ. ناصر حمودة ورقة بحثية بعنوان "دور جامعة القدس المفتوحة في دعم صمود أهل القدس والحفاظ على هويتها"، وقدمت د. سوسن مزيد ورقة بحثية بعنوان "ملامح صورة القدس في منهاجي اللغة العربية والإنجليزية للمرحلة الأساسية الدنيا (1-4)، واختتمت الجلسة بورقة علمية قدمها أ. د. زياد الجرجاوي وأ. د. عبد الفتاح الهمص بعنوان "التحديات الاجتماعية والنفسية التي تواجه التعليم في المدينة المقدسة وسبل الحد منها"، ثم فُتح باب النقاش أمام الحضور.
أما الجلسة الثالثة التي ترأسها أ. د. جمال إبراهيم، فقد اشتملت على خمس أوراق بحثية، وكانت الورقة الأولى للأستاذ محمد أبو مصطفى بعنوان "موقف الولايات المتحدة الأمريكية من مدينة القدس 1947-2017"، وقدم د. محمد البطة ورقة بحثية بعنوان "القدس بين الماضي والحاضر في المنظور الإسرائيلي"، وقام د. منذر الحلولي بعرض ورقة بحثية بعنوان "أثر المعوقات الصهيونية على السياحة في القدس وسبل مواجهتها"، وقدم د. أمير حرارة ود. محيي الدين حرارة ورقة بحثية بعنوان "التحديات الاجتماعية التي تواجه أهل القدس وسبل مواجهتها (المخدرات نموذجاً)"، واختتمت الجلسة بورقة بحثية قدمها أ. د. سليمان المزين وأ. هبة عقيلان بعنوان "دور الأنشطة والفعاليات الوطنية بمدينة القدس في مواجهة ممارسات الاحتلال الاسرائيلي الرامية لطمس الهوية الفلسطينية".
وناقشت الجلسة الرابعة والأخيرة، التي ترأسها د. حسن أحمد، خمس أوراق بحثية، وقدم خلالها د. أشرف أبو عابدة ورقة بحثية بعنوان "الأزمات العربية وتأثيرها على مكانة القدس رسمياً وشعبياً"، وطرح د. خالد أبو قوطة ورقة بحثية بعنوان "دور المواقع الإلكترونية للفضائيات العربية والأجنبية في تغطية قضية القدس وتطوراتها"، أما أ. د. جواد الدلو وأ. ختام الكرنز فقد قدما ورقة بحثية بعنوان "الصورة الصحفية لمسيرة العودة في الصفحات الإخبارية لموقع (إنستغرام)"، وطرح د. أمين وافي وأ. أسعد حمودة ورقة بحثية بعنوان "معالجة الصحف الفلسطينية في مناطق 48 لقضية القدس.. دراسة تحليلية مقارنة"، وفي ختام الجلسة قامت د. بيسان موسى من الجزائر باستعراض ورقة بحثية بعنوان "مكانة القدس في الإعلام العربي الإسلامي".
وفي ختام المؤتمر، قرأ أ. د. مجدي زامل، عميد كلية العلوم التربوية، البيان الختامي للمؤتمر، وكذلك التوصيات الختامية، وتم تكريم الباحثين واللجان التحضيرية والعلمية، وكل من أسهم في إنجاح فعاليات المؤتمر.