رأي الراية:
في غزة..لا تنسوا الاحتلال
النظر الجيد لكل الازمات الفلسطينية يوضح ان الاحتلال الاسرائيلي هو المُسبب، بأدوات مختلفة في القدس والضفة وغزة، وانكار ذلك يعد تورط نحو المجهول، وتغيير مسار التناقض من تناقض رئيسي مع الاحتلال الى تناقض داخلي في مسار خطير يرقى لدرجة المحظور.
الجدل الدائر حول أزمات قطاع غزة التي خلقها الاحتلال بالحصار على مدار 12 عام، يعبر عن تفكير عقيم من خلال تحويل مشاكل قطاع غزة الى مساعدات انسانية قد تنجح في توفير بعض وجبات الطعام او زيادة ساعات الكهرباء، لكن هل هذا كل شيء؟
المطلوب لغزة أكبر من مساعدات مؤقتة تشجع حالة الافقار والتسول، المطلوب حل جذري لكل المشكلات من خلال حكومة وطنية تتحمل المسؤولية عن كرامة وحياة المواطنين، لأن حل مشكلة المياه لايتتم عبر بضع شاحنات من المياه المعدنية بل تحتاج لسياسات وخطط وعمل ذؤب وأموال كبيرة لن تحصل عليها الا جهة مسؤولة سياسيا وقانونيا.
أزمة البطالة الأعلى في العالم لا يمكن تسكينها بمشاريع تشغيل مؤقتة، بل تحتاج الى نزع الذرائع الاسرائيلية وابطال مفعول الحصار من خلال انهاء الانقسام، واعادة دورة الاقتصاد والانتاج والتصدير وهي دورة اقتصادية كاملة لا تتحقق الا عبر توحيد النظام السياسي والاداري والامني الفلسطيني.
وبصراحة اذا كانت حركة حماس لا ترغب في حكومة التوافق التي شاركت في تشكيلها، فلا مانع من الذهاب لحكومة وحدة وطنية ضمن تفاهمات وطنية مؤقتة من أجل التحضير لانتخابات وطنية تعيد ترميم المشهد الفلسطيني وفق نتائج صندوق الانتخابات فقط، بعدما فشل الجميع في معادلة الشراكة.
أزمات غزة الكبيرة والخطيرة على كافة المستويات الانسانية، لا يمكن علاجها بالمسكنات وبعض المساعدات من هنا وهناك خاصة وانها مساعدات تتم بموافقة الولايات المتحدة الأمريكية ورضا حكومة الاحتلال الاسرائيلي وهو أمر محط تساؤل لا يغيب عن كل عاقل.
توحيد المؤسسات الوطنية بسرعة أو الذهاب لانتخابات من اجل ذلك، وايجاد نظام حكومي فلسطيني موحد وقوي ينزع ذرائع الحصار ويستعيد دورة الحياة في غزة كجزء من الوطن هو الحل الامثل بعيدا عن محاولات التسكين والترويض لواقع هش الجميع فيه خسران.