التربية تفتتح برنامج التعليم للمستقبل (E4F)
افتتحت وزارة التربية والتعليم العالي من خلال المعهد الوطني للتدريب التربوي، وبالتعاون مع مؤسسة الأميديست البرنامج التدريبي التعليم للمستقبل (F4E)، حيث تزامن الافتتاح في ثلاث محافظات رئيسية وهي رام الله، وبيت لحم، وطولكرم، مستهدفاً ما يزيد عن (100) معلم/ة من المدارس المشاركة في البرنامج.
وحضر الافتتاح كل من ق.أ. مدير عام المعهد الوطني للتدريب التربوي د. صوفيا الريماوي، وأ. حنان الحروب، ود. نهى العايدة من جامعة القدس المفتوحة، ونائب مدير عام المعهد أ. أحمد ناصر، وعدد من مدربي المعهد والمعلمين المنتسبين للبرنامج.
وفي افتتاح اللقاء، رحبت الريماوي بالحضور والضيوف، وأكدت أن هذا البرنامج الذي يمتد على مدار عام كامل يتمتع بخصوصية عالية كونه يتماشى بشكل كامل مع سياسات ومساعي الوزارة في تأصيل خبرات وقدرات المعلمين، وإكسابهم الكفايات والمهارات اللازمة للتعامل مع مختلف السياق التعليمية الجديدة والمتجددة على الدوام. كما تطرقت الريماوي الى منهجية التعليم بالخبرة، حيث يقوم هذا البرنامج بتأطير الخبرات المختلفة ضمن مسميات خاصة تتناسب والثقافات والبيئات التعليمية المتنوعة، وذلك من خلال عقد لقاءات وجاهية، حيث يحمل كل لقاء فكرة ومهام من صلب عمل المعلمين، يتم تطبيقها بما يتناسب مع سياق وثقافة المدرسة، ومناقشة الخبرات العديدة من خلال حلقات التعلم اللاحقة بما يصب في بوتقة التعلم من الاقران.
كما وضحت الريماوي أن البرنامج الحالي قائم على مبدأ تعليم الكبار، وتبادل الادوار لتحقيق أفضل الممارسات التعليمية بما يتناسب مع البيئة المدرسية وامكانية التطبيق للوصول الى مخرجات تعليمية افضل، كما أكدت على ضرورة قيام المتدربين ببحث إجرائي في نهاية البرنامج لرصد تطور ممارساتهم وممارسات الطلبة والمدرسة، مما يتطلب تفاعل جميع عناصر العملية التعليمية مع ضرورة ثقة المعلم بقدراته على احداث التغيير المطلوب.
من جانبها، تحدثت الحروب عن ضرورة التطوير الدائم والمستدام للمعلمين، وقدرتهم على تحمل المسؤولية التربوية والمجتمعية والوطنية على حد سواء، وكذلك ضرورة التطوير في أساليب التدريس ورصد جوانب القوة والضعف، وايجاد البدائل الكفيلة برفع المخرجات التعليمية، مع ضرورة تطوير جوانب التقدم لدى المعلم خاصة تلك الجانب المرتبطة بتسارع التكنولوجيا، كما تناولت الحروب أهمية الموائمة بين فلسفة وقناعة المعلم واحتياجات الطلبة والمجتمع ومنظومة القيم والسلوك.
وأكدت الحروب أن التغيير الذاتي والرؤية الخاصة بالمعلم هي الاساس في إحداث التغيير المطلوب للطلبة والمدرسة والعملية التعليمية، مشددة على أهمية القناعة بالتغيير والاستفادة من الاقران كونهم الركيزة الاساسية في إثراء المحتوى والاسلوب.
وفي ذات السياق، ـتحدثت العايدة عن ضرورة كتابة فلسفتنا التعليمية من خلال التأمل والمشاهدة، وذلك بوضع تلك الفلسفة في أطرٍ وقوالب معينة قابلة للقياس والتقييم، وشددت على ضرورة الايمان بقدراتنا كمعلمين للانطلاق في عالم الابداع والتمييز، مع ضرورة المقارنة مع الاقران في إطار التعلم الناقد والفاعل.
والجدير بالذكر أن التدريب ضمن البرنامج الحالي يعنى بالارتقاء بكفايات ومهارات معلمي الصفوف من (5-10) ، وتقوية وخبراتهم التربوية إضافة الى خبراتهم الأكاديمية، كما يعمل على مأسسة التطور المهني المستمر في المدارس المشاركة، ويمتد لمدة عام كامل يحصل في نهايته المشارك على شهادة دبلوم مهني متخصص في التعليم.
ويعتمد البرنامج على منهجية التعلم القائم على الخبرة حيث يمر المشارك بعدة مراحل اثناء تطبيق البرنامج: لقاءات وجاهية مرة واحدة كل شهر مدة يوم كامل، ثم يكلف المعلم بواجبات يطلب ممارستها على أرض الواقع، يتبعها الانخراط في حلقتي تعلم مدة كل منها 3 ساعات لمناقشة الواجبات والتأملات في النشاطات المرتبطة بالواجبات التي نفذت بناء على الخبرات التي اكتسبت بمشاركتهم في حلقات التعلم، إضافة للتواصل الالكتروني بين المشاركين أنفسهم، وبينهم وبين الميسر وادارة البرنامج عبر بيئة مودل كمثال، وما تحتويه من انشطة داعمة ومهمات مرتبطة باللقاءات الوجاهية، ويتوج البرنامج بمشروع تخرج لإتمام متطلبات النجاح في البرنامج.