جدل حول جدوى مسيرات العودة بغزة
خاص- عامر أبو شباب
يثور جدل متزايد حول جدوى مسيرات العودة وكسر الحصار على حدود قطاع غزة جراء تزايد أعداد الشهداء الذين وصلوا إلى قرابة 200 شهيد منهم 7 في الجمعة الماضية وحدها، وما يزيد عن 21 ألف جريح.
وتتوزع المواقف حيال استمرار المسيرات بين رأي الفصائل في ضرورة استمرارها حتى تحقيق أهدافها في ابقاء قضية حق العودة حاضرا، والضغط من اجل كسر الحصار عن غزة، بينما يطالب رأي آخر بضرورة توقفها لانحرافها عن أهدافها وشكلها النضالي المتفق عليه سابقا، وتذهب جماعة ثالثة الى ضرورة اعادة ضبطها بحيث يتوقف نزيف الشهداء من خلال وضع ضوابط ابعادها عن مرمى نيران قناصة الاحتلال وضمان سلميتها بشكل تام.
واعتبر عضو قيادة الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار القيادي في الجبهة الشعبية هاني الثوابتة أن مسيرات العودة وكسر الحصار متواصلة بشكل سلمي تام بدعم كل الفصائل المشاركة تحت عنوان العودة كشعار مركزي ورئيسي، في مواجهة كل المشاريع التي تستهدف حقوق الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حق العودة باعتباره حق غير قابل للتفريط او التصرف من أي قوة دولية مهما بلغت من الجبروت والغطرسة.
وأضاف الثوابتة أن للمسيرات هدف تكتيكي يتمثل في كسر الحصار وتوفير حياة كريمة للشعب الفلسطيني ورفع الظلم عنه، مع التأكيد على أن المسيرات تحمل شعار العودة بإجماع كامل.
وأكد الثوابتة لـ "راية" أن الاحتلال كيان مجرم يحاول ارسال رسائل دموية عبر الايغال في الدم الفلسطيني وايقاع أكبر عدد من الشهداء والجرحى على قاعدة فرض نظرية الرعب والتخويف لأبناء الشعب الفلسطيني للحد من المسيرات التي تشكل عامل ازعاج وارباك لحكومة الاحتلال واستنزاف للاحتلال على مدار الأشهر الستة الماضية.
وشدد على أن الهيئة منذ البداية حريصة على دماء الشهداء وان تكون الخسائر صفر دون قطرة دم، لكن ورغم الضوابط الا ان الاحتلال لا يتورع عن استهداف المشاركين العزل حتى على مسافات بعيدة من الحدود، مع أهمية تعاظم خسائر الاحتلال.
في المقابل حذر الناشط المجتمعي د. رياض عواد أن تدفع المسيرات نحو حرب جديدة ومدمرة لا تتحملها غزة وفق تخوف شعبي واسع بعد أن فشلت في تحقيق أهدافها وخرجت عنها حيث لم يعد يذكر أن المسيرات تسعى لحق العودة.
ودعا الفصائل المشاركة الى اعادة النظر في جدواها بعد نزيف الدم الفلسطيني خاصة الأطفال مما يتطلب مراجعة حفاظا على الشباب الفلسطيني.
وأضاف الناشط د. عواد لــ "رايـــــــة" الذي يعد من أوائل الداعين الى فكرة المسيرات السلمية قبل ان تعمل الفصائل على ادارتها، أن المطلوب من الفصائل المشاركة تقييم المسيرات التي لم تعد تطالب بحق العودة ولا كسر الحصار وانحسرت في الضغط على الاحتلال من اجل تهدئة مقابل حلول انسانية.
وأكد د. عواد ان مهمة الفصائل تنظيم هذا النضال وتجعل له نتائج وتحمي الدم الفلسطيني من بطش قناصة الاحتلال لكي يهدر دمه مجانا، لا ان تترك الشعب هائما على وجهه فيندفع نحو الحدود ويدفع دمه وتبتر أقدامه.
واوضح أن مسيرات العودة تراجعت من مسيرات عودة الى كسر الحصار ثم الحصول على تهدئة والان تتجه الأمور الى حرب بعد فشل خيار التهدئة، مما يتطلب وقفة جادة ومصارحة الشعب قبل ان يحاسب الشعب والتاريخ المشرفين على هذه المجزرة واستمرار هدر دماء الفلسطينيين.
وكانت وزارة الصحة بغزة أفادت أن الجمعة الـ 27 من مسيرات العودة و كسر الحصار كانت الاكثر دموية بعد مجزرة 14 مايو المنصرم من حيث
نوعية وطبيعة الاصابات من خلال انتهاج الاحتلال لسياسة القنص المباشر في المناطق القاتلة والحساسة ضد المواطنين السلميين شرق قطاع غزة.