فتح بيت عزاء للأديب الراحل خيري منصور في رام الله وغزة

 نظمت وزارة الثقافة الفلسطينية و الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين، ومنتدى الرسالة، في رام الله، بيت عزاء للراحل الكبير الأديب خيري منصور، أمس الأحد، في فندق الرتنو، كما استقبل أعضاء الأمانة العامة في مقر الاتحاد في قطاع غزة المعزيين بالراحل.

وكان في استقبال المعزين في رام الله وزير الثقافة الدكتور إيهاب بسيسو، والأمين العام لاتحاد الكتّاب الروائي نافذ الرفاعي، وأعضاء الأمانة العامة جهاد صالح وأحمد يعقوب، وحنان عواد، ورئيس مجلس إدارة منتدى الرسالة الاستاذ نبيل عمرو، ولفيف من الأدباء والكتّاب والمثقفين والمهتمين وأفراد من عائلة الراحل خيري منصور.

وأكد الأمين العام للاتحاد العام للكتّاب والأدباء الروائي نافذ الرفاعي، في كلمة تأبين الراحل المبدع خيري منصور، على أن فلسطين والأمة العربية، خسرت برحيل منصور قامة سياسية وأدبية وثقافية، أمضت حياتها في العطاء والاجتهاد، والإبداع، معتبراً الراحل واحداً من أهم الشخصيات المؤثرة في مجالي الصحافة و الثقافة.

وقال الرفاعي أن الاتحاد العام للكتّاب سيعمل على جمع أعمال الراحل خيري منصور الأدبية، وطباعتها من جديد وإعادة نشرها، لقيمتها الأدبية ووفاءً للراحل الكبير.

وتناول الرفاعي العديد من مناقب الراحل، كشخصية ذات أبعاد مختلفة فهو صحافي بارع، وشاعر عريق، وناقد فذ ومفكر له بصمته في دائرة التأثير الفكري والسياسي.

ونوه الأمين العام لاتحاد الكتّاب على أن الاتحاد العام للكتّاب العرب، و شخصيات أدبية وثقافية عربية أرسلت برقيات تعازي بالراحل خيري منصور.

وفي كلمته أشاد نبيل عمرو بمناقب الراحل خيري منصور، مسلطاً الضوء على محطات عاشها في بلدان متعددة، وعلى نشاطه الصحفي والإبداعي، معتبراً الفقيد قيمة وقامة يعتز بها، وعمل الكثير من أجل فلسطين، ونصرة قضيتها، في محافل عديدة، ذات بصمة يمكن اعتبارها في يوم من الأيام مراجع هامة في الصحافة الأدب.

فيما ألقى الأمين العام للكتّاب الأسبق أحمد عبدالرحمن كلمة له في الراحل خيري منصور، مؤكداً فيها على أهمية الراحل وأثره الإبداعي، وضرورة الاستفادة من إرثه الذي تركه للأجيال، وأن فلسطين لم تغب عن وجدان الراحل، بل كانت قضية شعبه هاجسه الدائم، ومحل انشغاله.

وفي كلمته قدم أمين عام الرئاسة الفلسطينية، الطيب عبدالرحيم تعازي الرئيس محمود عباس، للكتّاب والأدباء، وعائلة الفقيد، مؤكداً على أن الراحل كان كاتباً هاماً، وأديباً بارزاً، وأن مسيرته ذاخرة بالعطاء.

وفي كلمة نجل الراحل عبر المحمول قال أصيل خيري منصور، أن والده رحل بعد مسيرة طويلة من الإبداع، والكتابة الهادفة والمهمومة بشئون الوطن، وأنه يشكر كل من شارك في تنظيم بيت العزاء، وأن تعازي الجميع قد وصلت العائلة، وكانت محل احترام وتقدير.

من جهته شدد وزير الثقافة د. إيهاب بسيسو على أن تأبين قامة كبيرة كخيري منصور يشكل رسالة وفاء لمن قدم لفلسطين إبداعاً لا ينضب .. وقال في كلمته خلال حفل التأبين: حتى بعد رحيل الجسد ستبقى الكلمات التي خطها خيري في مقالاته وأشعاره تواصل حضورها بين الأجيال المتعاقبة، فهو ينتمي إلى جيل حمل اسم فلسطين عالياً، وناضل بقلمه ومواقفه الثقافية والوطنية كي تبقى فلسطين حاضرة على خريطة الإبداع العربي.

وأضاف بسيسو: خيري منصور وغيره من القامات الإبداعية يشار إليها كجزء من تعريف فلسطين والهوية والأرض، فاسم خيري منصور ومكانته من اسم فلسطين ومكانتها التاريخية والوطنية والثقافية، وبالتالي فمكانته الذانية جزء أصيل من مكانة فلسطين على خريطة الإبداع العربي.

وسلط أحد أقارب الراحل خيري منصور الذي جاء من دير الغصون لاستقبال المعزين، الضوء على سيرة الراحل، ومشواره الطويل في العمل الصحفي والأدبي، مقدراً جهود المنظمين لبيت العزاء، والمتحدثين عن الراحل، ومعتبراً أن هذا الجهد دليل تماسك وقوة ابناء الشعب الفلسطيني.

وفي مقر الاتحاد العام للكتّاب في غزة، استقبل الأمين العام المساعد عبدالله تايه، وأعضاء الأمانة العامة، الدكتور عاطف أبو حمادة، سليم النفار وشفيق التلولي وناصر عطاالله وفايق ابو شاويش ، المعزين بالراحل خيري منصور، فيما أكد تايه في كلمة تأبين الفقيد على أهمية جمع أعماله، وطباعتها وإعادة نشرها، وفتح المجال للباحثين في تناول أعماله، وتسليط الضوء على مشواره الأدبي والصحافي.

وتحدث في مداخلة له الروائي زياد عبدالفتاح عن الراحل خيري منصور الذي رافقه في العديد من محطات حياته، سواء في العراق أو مصر، معتبراً رحيله المفاجئ شكل صدمة له، رغم انقطاع طويل بينهما بسبب ظروف التواصل والأوضاع الراهنة، مؤكداً على ضرورة تناول أعمال منصور بالقراءة والبحث والتنقيب عن إبداعه في أعماله النقدية والشعرية.

وشارك في استقبال المعزين الكتّاب أعضاء الهيئة العامة للاتحاد، عبدالكريم عيان، الدكتور أحمد الوحيدي، والشاعر علاء الغول وأخرون.

وشارك العديد من الكتّاب والمثقفين والمهتمين، في بيت العزاء، منهم مفوض المكاتب الحركية الدكتور حيدر القدرة، والأديب عبدالحق شحادة، والكاتب الصحفي هاني حبيب، ومدير مؤسسة المسحال للثقافة والفنون، سمير المسحال، والمدير في وزارة الإعلام بيان الأغا، ونائب نقيب الصحفيين الدكتور تحسين الأسطل، وأعضاء الأمانة العامة في النقابة بسام درويش، والدكتور إبراهيم زقوت، والدكتور خالد بلبل.

 الراحل خيري منصور، كاتب وشاعر وناقد أصل فلسطيني ،ولد في قرية دير الغصون بالقرب من طولكرم عام 1945.

 درس في الضفة الغربية حتى أنهى دراسته الثانوية، ثم انتقل للدراسة في القاهرة.

 أثناء نكسة حزيران عام 1967، أبعدته سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن فلسطين، فانتقل إلى الكويت ثم بيروت ثم العراق.

أصدر مجلة "الفكر العربي المعاصر" في بيروت وعمل في تحريرها.

ثم عمل محرراً في مجلة الأقلام العراقية.

 ثم محرراً أدبياً في جريدة الدستور حيث كان يكتب في أحد أعمدتها اليومية.

 توفي الأديب والصحفي خيري منصور يوم الثلاثاء الموافق 18/9/2018م، بعد وعكة صحية لم تمهله الكثير.