بيروت: احياء الذكرى الـ 36 لمجزرة صبرا وشاتيلا
احيا ابناء الشعب الفلسطيني في لبنان، الجمعة، الذكرى الـ 36 لمجزرة صبرا وشاتيلا التي وقعت في 16 أيلول عام 1982 في مخيمي صبرا وشاتيلا في لبنان، وراح ضحيتها آلاف الابرياء من الشعبين الفلسطيني واللبناني بعيد خروج قوات الثورة الفلسطينية من لبنان.
واقيم للمناسبة مهرجان حاشد في قاعة رسالات في بيروت بمشاركة عشرات المتضامنين الاجانب من لجنة كي لا ننسى صبرا وشاتيلا، وحضور سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور، وامين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في لبنان فتحي أبو العردات، النائب في البرلمان اللبناني فادي علامة، رئيس بلدية الغبيري معن الخليل، ممثلي الفصائل الفلسطينية وحشد غفير من ابناء شعبنا واسر الشهداء.
واعتبر السفير دبور أنّ إحياء الذكرى هي للتذكير بالمجزرة الهمجية التي ارتكبتها دولة الاحتلال الاسرائيلي ضد المدنيين والعزل، وأنّ العدالة للشّهداء الذين سقطوا في مجزرة صبرا وشاتيلا تكون من خلال تكريمهم والإبقاء على ذكراهم في ما هم وفي المنطقة التي دفنوا فيها.
واشار الى ان الباطل الذي تتجلّى صُوره في هذه المرحلة الحرجة من خلال ما يُراد تنفيذه من مشاريع تحت مسميّات حلول، ومحاولات فرضها بالقوّة على شعبنا وقيادتنا هي أشدّ وأخطر المنعطفات منذ إعلان وعد بلفور المشؤوم، "سواء بالإغراءات المادية او من خلال التباكي على الأوضاع الإنسانية، وهم لا يعلمون بأنّ الأوطان لا تقدّر بثمن، والكرامة لا تقدّر بثمن، والهويّة لا تقدّر بثمن."
واكد دبور، ان شعبنّا وقيادتنا وتاريخنا النّضالي سيفشل كلّ تلك المحاولات، ولن يسمح لكائنٍ من كان بأن يتجاوز شرعيّتنا الفلسطينيّة المتمسكّة بالثّوابت الوطنيّة، مشدداً علو ان عنوان القضيّة والشّعب الفلسطينيّ واضح ومعروف، وهو منظّمة التّحرير الفلسطينيّة، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني والّتي قدّمت خيرة أبنائها وقادتها شهداء للوصول إلى إنجاز المشروع الوطني الفلسطيني المتمثّل بالاستقلال الكامل بدحر الاحتلال عن أرضنا وإنجاز الدولة واقعاً سيادياً على الأرض الفلسطينية بعاصمتها القدس، وتحقيق العودة، لذلك نؤكد على رفضنا لأيّة مشاريع تسعى للتّوطين والتّهجير.
وقال "إنه لن يوجد من أمتنا من يقبل بأن يتنازل عن حقّ الشعب الفلسطيني في عودته إلى وطنه وفقاً لقرارات القمم العربية المتعاقبة"، مثمناً مواقف كلّ من ساندوا ودعموا الموقف الفلسطينيّ في المحافل الدّوليّة كافّة ، ورفضوا كلّ القرارات الّتي تنتقص من حقوقنا المقدّسة وبخاصة حقّ شعبنا في العودة والحرّيّة والاستقلال.
واكد المتحدثون في المهرجان من القوى اللبنانية، أنَّ المجتمع الدولي منحاز إلى إسرائيل من خلال القرارات الدولية التي لم تنصف إلى اليوم شهداء مجزرة صبرا، مشددين على أنّ صفقة القرن ستزول بسبب ثبات الشَّعب الفلسطيني على حق العودة وتحرير الأرض.
واشارت الناشطة تيوا اونغ، في كلمة الوفود التضامنية الى دعمها المطلق لإسرائيل قبل مجيئها الى لبنان عام 1982 لكنها اكتشفت بعد ذلك أنَّ الشّعب الفلسطيني هو شعب مقاوم وصادق ويسعى إلى تحرير أرضه بعدما طرد منها.
وأعربت عن حزنها والمها لما حدث للشَّعب الفلسطيني في هذه المجزرة على الرغم من محاولاتها دعم الشَّعب الفلسطيني إلا أنَّ عدد الضحايا كان هائلاً، مؤكدةً أنّ الشّعب الفلسطيني بعد وقوفه في وجه هذه المجزرة علَّم شعوب العالم معنى الصبر لأنهم لم يفقدوا الأمل في إعادة بناء مخيماتهم إلى حين عودتهم.
ورأت أنَّ القضية الفلسطينية تشهد تحديات كبيرة ومحاولات لتصفيتها، داعيةً كافة أطياف الشَّعب الفلسطيني إلى رفض التوطين والتمسك بحق العودة.
وطالبت دينا احمد، في كلمة عوائل الضحايا بالعدالة للشّهداء من خلال محاكمة المجرمين والمشاركين والمحرضين على مجزرة القرن، معربة عن سعادتها لمشاركة الوفود الأوروبية هذا العام كما كل عام بإحياء ذكرى المجزرة.
وبعد المهرجان انطلقت مسيرة شاركت فيها فرق الكشاف والحضور حيث وضع السفير دبور اكليلاً من الزهور باسم الرئيس محمود عباس على النصب التذكاري لشهداء مجزرة صبرا وشاتيلا اضافة الى اكاليل باسم منظمة التحرير وحركة "فتح" وحركة امل والفصائل الفلسطينية والاحزاب اللبنانية.