لوحات سياسية
بالخيوط والمسامير- "سحر" تصنع فنا فريدا في غزة
راية: سامح أبو دية
عن طريق الصدفة، وخلال بحثها عبر شبكة الانترنت، تعلمت الفتاة سحر وشاح فنا نادرا وجديدا كليا وهو "الرسم بالخيوط والمسامير" الذي لا يتقنه سوى عدد محدود في العالم، فلجأت إليه كعمل وفن؛ أبدعت فيه وصنعت قطعا فنية متميزة.
الفن والإبداع كان رفيق الفنانة وشاح (25 عاما) منذ نعومة أظافرها، أحبت الرسم والألوان منذ طفولتها، ورسمت عشرات اللوحات لشخصيات مختلفة، وشاركت في مسابقات عديدة.
انقطعت سحر عن الفن خلال فترة دراستها الجامعية، ثم عادت بقوة الى ما تتقنه وتحبه، طوّرت من نفسها وموهبتها، وبحثت عن كل ما هو جديد في عالم الفن، الى أن وجدت نفسها بهذه الطريقة الجديدة من الرسم.
في إطار بحثها عن التميز، رسمت الفنانة وشاح على الزجاج والخشب، واستخدمت الفحم في انتاج لوحاتها، ولم تتوقف عن البحث في كل شيء جديد وغير تقليدي.
من خلال البحث عبر الانترنت، صادفت وشاح فن الخيوط والمسامير، أحبته وقررت العمل فيه، فبدأت بأول لوحة صغيرة وبسيطة حملت عنوان "القدس"، ثم بدأت بالمحاولة والممارسة مرة تلو الأخرى بمجهود ذاتي.
الكثير من لوحات الفنانة سحر عبر فنها الفريد، تعكس من خلاله قضايا سياسية وشخصية، من بينها صورة الرئيس الراحل ياسر عرفات التي كانت بمثابة نقلة نوعية لعملها، وأخرى للرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضمن مجموعة لوحات رسمتها بطريقة فريدة.
وتستخدم وشاح خيوطا من الحرير ومسامير خاصة، وأخشابا معينة في انتاج لوحاتها، فضلا عن استخدامها أدوات خاصة، وهي تحتاج لإنتاج لوحة واحدة الى عدة أيام، في حين بلغت لوحتها بتلك الطريقة حتى الآن 30 لوحة متنوعة.
وتسوّق سحر لوحاتها المرسومة بالخيوط والمسامير عبر منصات التواصل الاجتماعي خاصة موقع "انستجرام" الشبابي، ولاقت اعجابا من المتابعين الذين يبحثون عن شراء هدايا قيّمة تكون عبارة عن شيء مميز ونادر، حيث تتلقى عشرات الطلبات.
وبعد أن لاقى هذا الفن الفريد استحسانا لدى الغزيين، وبعد ان احترفت هذا الفن، تعمل وشاح وتخطط لافتتاح معرض خاص بالرسم عن طريق الخيوط والمسامير، وتعمل جاهدة لإنهاء عدد أكبر من اللوحات لتحقيق هدفها الأول.
وعن طموحها المستقبلي، تحلم سحر بالسفر الى خارج قطاع غزة لدراسة هذا الفن على يد أساتذة في فن الخيط والمسمار، تقول: "أحلم بالحصول على أدوات خاصة لهذا الفن، والتي غير متوفرة في غزة".
الفنانة وشاح طوّرت من موهبتها ذاتيا واعتمادا على أفكارها الخاصة، تضيف: "في الوقت الحالي أحاول استخدام أدوات وأشياء متوفرة من حولي، لصناعة اللوحات، لكنها ليست الأدوات الصحيحة لفن المسامير والخيوط".
وتقول سحر إن الرسم بالخيط والمسمار، هو فن من نوع خاص، يعتمد على الدقة ولا مجال للخطأ فيه، يتم تنفيذه باستخدام مجموعة من المسامير والخيوط الملونة بألوان تناسب اللوحة، ويختلف عن غيره من فنون الرسم كونه يحتاج إلى دقة أكثر.
وتستوحي وشاح أفكارها أحيانا؛ من مناسبات اجتماعية او سياسية التي تمر عليها وعلى الشعب الفلسطيني، "أو من خلال فكرة بسيطة قد خطرت على بالي" وفق قولها، مشيرة الى أنها ما زالت تطوّر من عملها أكثر فأكثر.