داخلياً وخارجياً
بعد الموقف الأوروبي..كيف ستواجه القائمة المشتركة قانون القومية؟
منذ مصادقة الكنيست على قانون القومية العنصري في شهر تموز الماضي، أعلنت القائمة العربية المشتركة في الكنيست عن سلسلة فعاليات محلية وجولات دولية لكشف الأهداف العنصرية لهذا القانون وبحث سبل مواجهته، وقبل أيام فقط عاد وفد من القائمة من جولة أوروبية أجروا خلالها عدة لقاءاتٍ مع مسؤولين في الاتحاد، أبرزها لقاءٌ جمعهم مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغريني، والتي أصرت على لقائهم رغم الضغوط الإسرائيلية، لكن موقف الاتحاد عقب تلك اللقاءات كان مخيباً للآمال كما يرى مراقبون، بعد أن أعلنت الناطقة باسم موغريني أن "قانون القومية" شأن داخلي إسرائيلي.
موقف غير مفاجئ
مسؤول لجنة العلاقات الدولية في القائمة المشتركة يوسف جبارين قال إن ما صرحت به الناطقة باسم موغريني لم يكن مفاجئاً لهم، رغم أنه مخالف لتصريحات سابقة لمسؤولين أوروبين حول قانون القومية العنصري، مؤكداَ أنه لا يتوقع أن يصدر قرار إدانة من خلال اجتماع واحد أو اثنين.
وأضاف جبارين في حديثٍ لـ "زاوية 90" إن ما صدر عن الاتحاد الأوروبي لم يكن قضية محسومة أو قرار رسمي وإنها توجه عام، ربما كان يهدف لصد أي انتقاد إسرائيلي متوقع إزاء اللقاءات الأوروبية مع وفد القائمة، على حد تعبيره، مشيراً الى أن ذلك الموقف يحفزهم على مواصلة العمل والحراك على الساحة الدولية للتأثير على صانعي القرار في إسرائيل.
كما يرى جبارين أن مواقف الدول المؤيدة لإسرائيل داخل الاتحاد الأوروبي مثل هنغاريا وتشيكيا ورومانيا، تصعب على الاتحاد اتخاذ قرارات بالإجماع لإدانة السياسات الإسرائيلية
مواقف داعمة في الغرف المغلقة!
وكشف جبارين لـ "زاوية 90" أن التضامن والدعم كان واضحا خلال اللقاءات الثنائية مع المسؤولين الأوروبيين، لكن قوانين العمل الدبلوماسي ربما لا تعطي من يلتقون بهم الحرية في إصدار بيانات صحفية تؤكد ذلك.
كما بين جبارين أن توجههم إلى الاتحاد الأوروبي كان يهدف إلى تكثيف العمل للضغط على إسرائيل كي تلتزم بما وقعت عليه أمام الاتحاد، وبالتحديد البند المتعلق باحترام حقوق الإنسان والقيم الديمقراطية.
جولة جديدة في جنيف
وعن التحركات القادمة على الساحة الدولية يقول جبارين إن وفدا من القائمة سيبدأ جولة الأسبوع المقبل، ستضم لقاءات مع مسؤولي الأمم المتحدة في جنيف، وستشمل لقاءات مع مؤسسات دولية مؤثرة مثل اتحاد البرلمانيين الدولي، ومسؤولين في الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان، والمقررين الخاصين لحقوق المجموعات القومية والأصلية، بالإضافة لمسؤولين في الحكومة السويسرية، موضحاً أن هذه الجولة تأتي في إطار الحرص على استمرارية وديمومة العمل على الساحة الدولية.
تنسيق دائم مع القيادة الفلسطينية
وأكد جبارين على وجود مشاورات ولقاءات دائمة مع القيادة الفلسطينية لتنسيق الجهود في ظل استمرار الانتهاكات والسياسات العنصرية الإسرائيلية، مشدداً على أنه لا يمكن للقائمة بأن تقوم بأي نشاط دبلوماسي من خلال المؤسسات أو الممثليات الإسرائيلية لأنه سيصب بالأساس لخدمة الدعاية الإسرائيلية.
ويضيف: "نطرح كافة قضايانا بصوت موحد، وهو عدالة القضية الفلسطينية ضد التمييز العنصري وضد الاحتلال وضد توسيع الاستيطان، وهذه مواقف تحظى بإجماع دولي وبالتالي التحدي هو أن نخرج هذه المواقف المؤيدة إلى حيز التنفيذ".