أسعار غير مسبوقة
غزة: أسعار الدواجن غير المسبوقة "تهدد" المزارعين!
غزة – راية: سامح أبو دية
تشهد أسواق الدواجن في قطاع غزة هذه الفترة، انخفاضا قياسيا وغير مسبوق في أسعارها، الأمر الذي أدى الى انهيارها، وبات الأمر يهدد بقاء مئات المَزَارِع، كما أصبح يهدد المزارعين بخطر الإفلاس والانهيار.
المزارع أبو محمود نصر الذي وصف الأمر بالكارثة، يقول إن تدني أسعار الدواجن ووصلوها الى نصف ثمنها تقريبا، يسبب خسائر فادحة وغير مسبوقة ويهدد مستقبل المزارع، في غياب آفاق حل وشيك للأزمة.
يضيف نصر لـ "راية"، إن جميع مزارعي الدواجن في قطاع غزة تعرضوا لـ "دمار” وخسائر قياسية تُقدر بالملايين، مشيرا الى أنه خسر وحده أكثر من ألفي دينار أردني؛ في آخر فوج من الدجاج تم بيعه.
وأكد المزارع أن أسعار الدجاج لم تشهد هذا الانخفاض منذ سنوات، موضحا أن سعر كيلو الدجاج في الأسواق وصل الى 6 شواقل، في حين تصل تكلفته الى أكثر من 8 شواقل، في ظل ارتفاع أسعار الأعلاف.
مراسل "راية" التقى بمزارع آخر اكتفى يذكر كنيته "أبو علي"، بعد أن تلقى ضربتين موجعتين في مزارعه، يقول: "تعرضت لخسائر تقدر بـ 30 الف شيقل في مزرعتين للدجاج وخلال أيام".
وتزداد خسائر المزارعين مع نفوق أعداد كبيرة من الدجاج داخل المزارع بشكل يومي؛ بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وفق ما أكده المزارع.
"أبو علي" حمّل المسؤولية لوزارة الزراعة في غزة، داعيا الوزارة الى البحث عن أسباب هذه "الكارثة" التي حلّت بالمزارعين ودعمهم، فضلا عن تخفيض استيراد "بيض الدجاج" ومساواتها مع حجم الاستهلاك.
وعن ايجاد حل لانخفاض الأسعار، نوه المزارع الذي يعمل أيضا كتاجر يبيع الدواجن لمحلات الدواجن؛ الى تحديد كمية "بيض الدجاج اللاحم" التي يتم إدخالها الى قطاع غزة، ومراقبة وزارة الزراعة لهذا الأمر.
أما في الأسواق، فرغم هذا الانخفاض الملموس في الأسعار، الا أن الإقبال على شراء الدواجن لم يكن بحجم هذا التدني غير المسبوق، ولم يلب حاجة الباعة وآمالهم، بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية للسكان.
"محمد" صاحب أحد محال بيع الدجاج، أكد أن الإقبال على شراء الدواجن لم يكن بالشكل المطلوب رغم تدني أسعارها ووصولها الى مستوى لم تصل لها منذ عدة سنوات (6 شيقل)، موضحا أن الباعة لم يتكبدوا خسائر مقارنة بتلك التي تكبدها المزارعون.
وعن سبب ضعف الإقبال، أوضح محمد، أن السبب يعود الى سوء الأوضاع الاقتصادية في غزة، فضلا عن اعتماد المواطنين على استهلاك لحوم الأضاحي في فترة ما بعد عيد الأضحى.
ويُقدر احتياج قطاع غزة من الدجاج بحوالي 3 ملايين دجاجة شهريا، ويتم استيرادها عبارة عن "بيض"، حيث تنخفض كمية الاستيراد في موسم عيد الأضحى، وتزداد في شهر رمضان.
وزارة الزراعة في غزة، أقرّت بخطورة الوضع الذي يمر به المزارعون في غزة، معلنة عن عدة إجراءات لرفع أسعار الدواجن، وحماية المزارعين.
وقال وكيل الوزارة إبراهيم القدرة، إن تدني الأسعار يعود للوضع الاقتصادي الاستثنائي للمواطنين الذي لم يصل الى هذا المستوى من قبل، الأمر الذي انعكس على القدرة الشرائية.
ويضيف القدرة لـ "راية"، أن عيد الأضحى كان سببا في انخفاض الأسعار، حيث ينخفض استهلاك لحوم الدجاج قبل العيد بأسبوعين وبعده بمدة قد تصل الى شهر.
وأوضح أن وزارته اتخذت اجراءً سريعًا بوقف استيراد أجزاء اللحوم البيضاء، كما شددته الوزارة الرقابة على "البيض اللاحم" الذي يدخل قطاع غزة بحيث تكون الجودة أفضل ما يكون.
ووجه القدرة ارشادات ونصائح لمربي الدواجن، بأن يتم تخفيض التربية المعتادة من الدجاج الى 50% أو أقل خلال فترة عيد الأضحى، حتى لا يتعرضوا للخسائر، مشيرا الى أنهم يوجهون تلك النصائح في كل عام.
وحول دعوة المزارعين للوزارة بتحديد استيراد "بيض الدجاج اللاحم"، قال القدرة إن الدجاج الذي يباع حاليا؛ كان قد دخل الى غزة كـ "بيض" منذ حوالي شهرين، وبالتالي لا يمكن فعل أي شيء.
وتابع: "إذا كان هناك زيادة في أعداد البيض، ممكن أن نستخلص العبر في وزارة الزراعة واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان عدم دخول كميات أكبر من استيعاب السوق".
وتوقع وكيل وزارة الزراعة أن تعود أسعار الدواجن الى طبيعتها خلال الأيام القادمة، "وذلك بعد انتهاء الالتزامات التي كانت تثقل كاهل المواطن في عيد الأضحى وبدء الموسم الدراسي".