أكاديمية القدس تخرج الدفعة الأولى في التقاضي الدولي
أنهت أكاديمية القدس للعدل الدولي البرنامج التدريبي الأول من نوعه في فلسطين في مجال التقاضي الدولي أمام محكمة الجنايات الدولية، وذلك بإشراف ومشاركة المدعي العام السابق للمحكمة "لويس مورينو أوكامبو"، وبمساهمات من المختصين في المجال من أكاديميين من جامعة القدس وخارجها ومجموعة من العاملين في ملف الجنايات الدولية على المستوى الوطني.
وشارك في التدريب الذي استمر لمدة ستة أيام بواقع خمس ساعات يومياً، مجموعة من أعضاء النيابة العامة ووزارة الخارجية الفلسطينية، إضافة إلى خمسة عشر طالباً من جامعة القدس.
وشمل التدريب شقاً نظرياً استعرض مجموعة من الجوانب القانونية والفقهية والإجرائية التي تتسم بالتعقيد، إضافةً إلى مجموعة من التمارين العملية الواقعية التي تهدف لبناء القدرات العملية في مجال التقاضي أمام المحكمة بما يسلتزم فهم وسائل دعم الملف الفلسطيني أمام المحكمة وغيرها من المنابر القانونية الدولية.
وهنأ رئيس جامعة القدس أ.د. عماد أبو كشك خريجي البرنامج باعتبارهم الدفعة الأولى التي تستفيد من برامج أكاديمية القدس للعدل الدولي التي أطلقتها جامعة القدس قبل بضعة أشهر لتكون أول معهداً دولياً متخصصاً في مجال التدريب والبحث العلمي المتعلق بقانون الجنايات الدولية ومحكمة الجنايات الدولية.
وأشار أ.د. أبو كشك في كلمته في حفل التخريج أن فكرة تأسيس هذا المعهد جاءت استجابة لحاجة فلسطين الماسة لتأهيل كادر متخصص في مجال الجنايات الدولية وأسس المحاكمات أمام محكمة الجنايات الدولية التي باتت فلسطين عضواً فيها، وتنظر المحكمة حالياً في عدة ملفات تتعلق بقضيتها العادلة، منوهاً إلى شح الخبرات المحلية في هذا المجال، تحديداً فيما يتعلق بالشق العملي الإجرائي أمام المحكمة، الأمر الذي دعا الجامعة إلى التعاون مع أهم خبير في هذا العالم في هذا المجال ألا وهو لويس أوكامبو ومعه مجموعة من أهم الخبراء العالميين في هذا المجال لتأسيس هذا المعهد وتوفير التدريب لجملة واسعة من الطلبة والعاملين في القطاعات ذات الصلة.
وفي كلمته، عبّر أوكامبو عن اعتزازه بالعمل في جامعة القدس للتدريس والتدريب في هذا المجال القانوني الحساس، مشيداً بالمستوى الأكاديمي والعلمي الذي تتمتع به جامعة القدس، ومؤكداً أن هذا المعهد سيكون من أهم المعاهد على مستوى العالم في مجال الجنايات الدولية، وخلال فترة قريبة سيؤمه الطلبة والمهنيين من مختلف دول العالم لتلقي هذا التدريب النوعي الذي سيستمر على مدار العام من خلال العديد من البرامج المماثلة التي إعدادها، والتي لا تتوفر إلا في عدد قليل من المراكز في أوروبا.
من جهته وجّه أحد رؤساء النيابة الذين شاركوا في التدريب أ. جميل سجدية شكره لجامعة القدس على هذا البرنامج الثري قائلاً: "تشكل المواضيع التي طرحها هذا البرنامج التدريبي حجر الزاوية في عملنا في نيابة الجرائم الدولية، وهي تعزز مبدأ التكامل في التعامل مع الطلب الفلسطيني المقدم لمحكمة الجنايات الدولية لملاحقة الاحتلال على جرائمه بحق الفلسطينيين من خلال بناء ملفات مهنية يتعاون فيها جميع الأطراف المتخصصة".
يُشار أن جامعة القدس قد أطلقت قبل فترة "أكاديمية القدس للعدل الدولي " كمعهد دولي متخصص يعتبر الأول من نوعه في الشرق الأوسط، ويهدف إلى إعداد برامج اكاديمية وتدريبية في مجال التقاضي أمام المحاكم المختصة بالقانون الجنائي الدولي وانتهاكات حقوق الانسان، مما سيسهم في تطوير القدرات الذاتية والمهارات القانونية في هذا المجال الحساس.