مصالحة المصالح
لا ندري على ماذا يتحاورون في القاهرة اذا كانت حماس ما زالت تصر على التمترس وراء شروطها ومطالبها.
جولات المشاورات والاتصالات تجري على اشدها، وفود تحضر وأخرى تغادر وجهات عديدة تصب جهدها من اجل الوصول الى اتفاق، القاهرة وملادينوف والدوحة، ولا نعرف هل تتقاطع هذه الجهود مع بعضها ام ان هناك خطوطا متباعدة وافكارا مضادة.
على كل حال ما الذي جد لفتح ملف المصالحة من جديد؟ ومن المستفيد من المصالحة غيرنا نحن الفلسطينيين؟ ولماذا نجد نيكي هيلي مندوبة اميركا في الامم المتحدة متحمسة للمصالحة وتدعو لدعمها؟ وأيضا إسرائيل كما نقل عنها انها رفعت الفيتو عن إتمام المصالحة؟
ان عملية تحريك العالم للمصالحة هذه المرة ليس من اجل المصالحة ولا حبا في اتفاق الفلسطينيين ولم شملهم بقدر ما يراد منها ان تكون قاعدة لتمرير صفقة القرن من بوابة الحل الانساني في قطاع غزة مستغلين ضعف حماس بعد خسارتها العديد من حلفائها وحاجةَ الناس في غزة للخلاص من سنوات الحصار الطويل وعذابات الفقر والحاجة.
السلطة من جهتها لها غايتها من المصالحة، فعدا عن رغبتها في طي صفحة الانقسام، فهي لا تريد ان يتم تجاوزُها في معادلة الحل الإنساني التي يسير بها ملادينوف بتعليمات اميركية إسرائيلية.
الخطورة في كل ما يجري ان المشاورات لم تعد أهدافُها تقتصر على المصالحة بين الحركتين فتح وحماس وانما باتت متداخلة مع التسوية السياسية القادمة من خلال توجهات أمريكية وإسرائيلية لإيجاد حلول للوضع الإنساني في قطاع غزة، حتى لو تركت القضايا الأخرى بما فيها الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام لتأتي لاحقا والتي ربما لا تأتي .