خاص
اجتماعات غزة وتل أبيب..هل تسفر عن هدنة طويلة الأمد؟
خاص راية
في ظل تصاعد الحديث إعلامياً عن تفاصيل التهدئة التي قد تتوصل إليها حركة حماس مع إسرائيل بوساطة من مصر ومبعوث الامم المتحدة للسلام نيكولاي ميلادينوف، تواصل قيادة حركة حماس اجتماعاتها في القطاع، لبحث إمكانية التوصل إلى اتفاق تحذر منه حركة فتح ، وعلى الطرف الآخر يعقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر اجتماعاً مطولاً، سيطرح خلاله الاتفاق الذي يمكن لإسرائيل أن توافق عليه.
وفي هذا السياق قال الصحفي الإسرائيلي يعقوب عيزرا إن إسرائيل تسعى للتوصل إلى هدنة طويلة الأمد مع حركة حماس، موضحاً أن مسألة "الجنود الأسرى في غزة" لا زالت تعيق التوصل إلى أي اتفاق بين حماس وإسرائيل.
وأضاف عيزرا في حديثٍ مع راية أف أم أن مسألة "الجنود الأسرى في غزة" تشكل حجر العثرة أمام نجاح الجهود المبذولة الآن للتوصل إلى هدنة ما بين حماس وإسرائيل، ففي الوقت الذي تسعى فيه حماس لمبادلة ما لديها من جنود أو جثث بأسرى فلسطينيين، تسعى إسرائيل لأن تشمل الهدنة التي يجري بحثها مع حماس إعادة الجنود المفقودين في غزة، دون الإفراج عن أي أسير فلسطيني.
وأشار عيزرا أن إسرائيل أبلغت مصر أنها غير مستعدة الآن للخوض في مفاوضات صفقة تبادل كما جرى في صفقة شاليط عام 2012.
أما بخصوص المقترحات التي يجري بحثها الآن في تل أبيب وغزة، فأوضح عيزرا انها تشمل تحسين الوضع الاقتصادي في قطاع غزة، وربما ميناء للقطاع، قد يكون في مكان قريب، مثل قبرص أو منطقة أخرى.
وأشار عيزرا أن وزير المواصلات الإسرائيلي يسرائيل كاتس سيقدم خطة شامة بعد ظهر اليوم لمجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر "الكبينت" تتضمن هدنة طويلة الأمد مع حماس بما يشمل الإفراج عن الإسرائيليين ما بين جثامين وأحياء.
وأضاف ان إسرائيل متطلعة من خلال الجهات الأمنية المصرية على مجريات الاتصالات مع حركة حماس وبقية الفصائل، والمبعوث الاممي ميلادينوف هو الذي يتابع هذا الموضوع بالتنسيق مع إسرائيل.
من جانبه قال الكاتب الصحفي المقرب من حركة حماس مصطفى الصواف، إن ما يطرح على حماس الآن هو تهدئة مقابل إخراج قطاع غزة من مأزقه، على حد تعبيره.
وأوضح الصواف في حديثٍ لراية أف أم، أن حماس لا زالت تدرس كل المقترحات، وأنه لا يوجد حتى اللحظة موافقة على أي مقترح، وأنه يوجد تكتم على ما يجري، موضحاً أن نتائج اجتماعات قيادة حماس ستعلن غداً أو بعد غدٍ، وأن كل ما يتم الحديث عنه عبر وسائل الإعلام هو تحليلات وتقديرات.
وأوضح الصواف أن المقترحات التي تبحثها حماس حول تهدئة مع إسرائيل، لا علاقة لها بالمصالحة مع فتح، وأن المصالحة لا زالت تراوح مكانها ولا زالت بحاجة لجهد إضافي.
وحول التصريحات المحذرة من خطورة إقدام حماس على توقيع اتفاق تهدئة مع إسرائيل بمعزل عن السلطة الفلسطينية، قال الصواف لراية، إن تلك التحذيرات غير مبررة، وأن الضفة لا تعاني ما يعانيه قطاع غزة.
وأضاف:" لا يمكن أن تبقى غزة رهيبنة لموقف محمود عباس، وحتى اللحظة عباس والسلطة ترفض تولي زمام الأمور حتى يكون له دور بالتوقيع النهائي مع الإسرائيليين".
من جانبها حذرت حركة فتح، حركة حماس من "توجهاتها الى عقد اتفاق هدنة مع إسرائيل مقابل مساعدات إنسانية".
واعتبرت فتح في بيان ان هذا الاتفاق يأتي "على حساب الوحدة الوطنية وتنفيذ الاتفاقيات الموقعة"، معتبرة هذا التوجه والقرار إن حصل "انقلابا آخر على الشعب والوطن وهدية مجانية لإسرائيل"، على مد تعبيرها.
وقال المتحدث باسم حركة فتح، عضو مجلسها الثوري أسامة القواسمي في بيان صحفي مساء اليوم السبت، أن "الوحدة الوطنية وتنفيذ الاتفاقيات التي قضينا أياما لصياغتها هي الأولى أن تنفذ، لا عقد هدنة مع إسرائيل مقابل مساعدات إنسانية، تسعى من ورائها أميركا وإسرائيل الى فصل القطاع وتمرير مؤامرتهم المشؤومة تحت عنوان "صفقة القرن" وتصفية القضية الفلسطينية".
إلى ذلك قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة، إن قيادة حركة (حماس) ستلتقي اليوم الاحد مع الفصائل لبحث ما طرح عليها من مقترحات حول الحراك القائم بشأن الوضع في غزة.
وأوضح أبو ظريفة في تصريحات له " أن اللقاء الذي سيعقد عصر اليوم وسيحضره بعض قيادات (حماس) في الخارج ممن وصلوا مؤخرا إلى غزة".
وأكد ابو ظريفة رفض الفصائل الفلسطينية لأي قرار فردي، كما أنها ترفض تقديم أي تنازلات او دفع اية أثمان سياسية مقابل رفع الحصار فقط.
وقالت صحيفة هآرتس العبرية إن المجلس الوزاري السياسي – الأمني او ما يعرف بالكابينت سيجتمع، اليوم الأحد، لمناقشة التقدم المحرز في اقتراح التهدئة في قطاع غزة، بوساطة مبعوث الأمم المتحدة إلى المنطقة، نيكولاي ملادينوف، والحكومة المصرية.
وحسب الصحيفة، من المتوقع أن تشمل المرحلة الأولى، إزالة القيود في معبر كرم أبو سالم وزيادة مساحة الصيد، وذلك بالتزامن مع وقف إطلاق النار من القطاع – بما في ذلك وقف إطلاق البالونات الحارقة. وفي المرحلة الثانية، من المخطط إجراء مفاوضات لتبادل الأسرى، في مركزه إعادة الجنود، مقابل دفع المشاريع الإنسانية التي يمولها المجتمع الدولي.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في "المجلس الوزاري" إنه سيتم حسم الأمر في الأيام القريبة، وإذا لم تتم الصفقة، فهناك احتمال كبير بأن تنفجر جولة أخرى من العنف.