الموظفون والأونروا.. معركة الثور الابيض

خاص

في اجراء يرفع حدة التوتر بين وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" واتحاد الموظفين فيها، أبلغت الوكالة اليوم موظفي برنامج الطوارئ البالغ عددهم نحو ألف موظف بقرارات فصل نهائية لـ 125 موظفًا فورا ، وتحيل البقية الى دوام جزئي حتى نهاية العام الجاري وذلك من خلال رسائل نصية.

ويواصل المئات من الموظفين الاعتصام داخل مقر الأونروا منذ يوم الاثنين للمطالبة بتراجع الاونروا عن قرارها بإنهاء عقود 956 موظفا على بند الطوارئ، والحيلولة دون المزيد من قرارات تسريح العاملين في المؤسسة الأممية.

نحو الاضراب الشامل

وقال رئيس اتحاد الموظفين أمير المسحال ان الاتحاد أرسل رسالة خطية لمدير أونروا لبدء "نزاع عمل" وصولًا للإضراب الشامل الذي يمس كامل مرافق عمل "أونروا" ضمن فعليات احتجاجية متعددة ومتواصلة.

وأوضح المسحال لـ"رايــــة" أن الاتحاد قدم مقترحات لحل الأزمة في حال كانت مالية فقط وليست سياسية، لكن ادارة أونروا أصرت على قراراتها، مما يدفع 13 ألف موظف وخلفهم المجتمع الفلسطيني للوقوف في وجه قرارات التقليص المتعمد للموظفين عام وراء عام في اطار مؤامرة تهدف الى الحد من خدمات الأونروا للاجئين الفلسطينيين.

وشكك المسحال بعدم قدرة الاونروا على توفير 3 مليون دولار لاحتواء ألف موظف، وقال "كيف ستستطيع توفير 217 مليون دولار لافتتاح عام دراسي جديد في تحدي كبير يجعل من خدمات الأونروا في المناطق الخمسة أمام مصير الانهيار وصولا لكارثة انسانية".

وطالب المسحال المفوض العام للأونروا لإعلان أحد الخيارين: الأول التأقلم مع العجز واحتواء كل الموظفين أو اعلان عدم قدرته على تأمين خدمات اللاجئين وبذلك يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته للحد من كارثة انسانية تطال 5 مليون لاجئ فلسطيني.

الثور الأبيض

المدرس ناهض بارود اعتصم داخل مقر الأونروا رغم أن القرار الأخير لا يطاله شخصيا، مبررا تواجده في الاعتصام بالقول: "أكلت يوم أكل الثور الأبيض"، باعتبار أن فصل موظفي الطوارئ مؤشرا على ان انهاء عمل كل الموظفين خلال عامين أو ثلاثة ضمن مخطط لإنهاء قضية اللاجئين مما يتطلب دعم كل قوى الشعب الفلسطيني لوقف هذا المخطط. 

وقال بارود في حديث مع "رايــة" ان الاونروا تتنصل من دورها في ظروف فلسطينية صعبة وتعمل على تقليص الخدمات المفروضة على الأمم المتحدة لصالح اللاجئين الى حين عودتهم الى ديارهم كما نصت المواثيق الدولية.

مواجهة التصفية

بدوره أكد وليد العوض عضو لجنة قيادة القوى الوطنية والاسلامية أن القوى واللجان الشعبية للاجئين ستدعم بكل قوة اتحاد نقابات موظفي الأونروا في مواجهة قرارات الوكالة التي تهدف الى تصفية مجالات عملها كافة.

وأضاف العوض لـ "رايـــة" أن القوى والوطنية والاسلامية ستقف الى جانب نقابات الموظفين لدعم كل المسيرات والفعاليات والحركة التصعيدية الديمقراطية لإجبار الأونروا على العودة عن قرارات فصل ألف موظف تحت ذريعة الأزمة المالية التي تعاني منها.

واعتبر العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب أن ما تتعرض له الاونروا من محاولة التصفية هو عمل سياسي جزء من صفقة القرن الهادفة لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين باعتبارها أحد الركائز الأساسية لصفقة ترامب.

وشرع مئات الموظفين في اعتصام داخل مقر "أونروا" الرئيس في غزة، منذ يوم الاثنين وحاصروا مكتب مدير عمليات الوكالة في غزة ماتياس شمالي. وتمكنت شرطة غزة بصعوبة اخراج شمالي من مكتبه من بين الموظفين المعتصمين داخل المقر للاحتجاج على التقليصات الأخيرة والمنتظرة جراء الأزمة المالية التي تعاني منها وكالة الغوث.