تقرير
الأولى على فلسطين: كتبت نتيجتها قبل الاعلان عنها بأيام
راية: سامح أبو دية
بعد انتهاء العباسي (18 عاما) من تقديم آخر امتحان "التكنولوجيا"، كتبت ما تتوقعه من نتيجتها التراكمية في الثانوية العامة على سبورة صغيرة، بأقل مما حصلت عليه بـ “عُشر” في المئة، وكتبت أيضا "الأولى على الوطن" و "قدها وقدود"، وبالإنجليزية كتبت "سأرفع رأسكم".
لم تتوقع الطالبة ان تحصل على ما تمنته وعملت على تحقيقه، بل كانت متيقنة من نتيجتها، تقول: "حصولي على هذا المعدل لم يكن بمحض الصدفة، بل بناء على ما قدمته وما حققته طوال العام الدراسي من اجتهاد وعزيمة ودراسة ومتابعة".
وتضيف: "عند الانتهاء من تقديم كل امتحان، كنت أعود للبيت وأضع نتيجة ما قدمته"، وفي نهاية تقديم الامتحانات قامت بحساب نتيجتها، ووضعتها بدقة على سبورتها الصغيرة، التي حملت لها ذات الخبر المميز.
بعد صدور النتائج، عمت الأفراح والاحتفالات ليس في منزل عائلة رانية العباسي فحسب، وانما في حارتها والحي الذي تقطنه "حي الأمل" غرب خان يونس، حيث بدأ المهنئون بالتوافد الى المنزل حاملين الحلوى والورود؛ وسط أجواء جميلة.
وتسرد العباسي عوامل التفوق التي اختصرتها بـ "التخطيط والحلم منذ بداية العام، والتغلب على أي صعوبات قد واجهتها" والتي كان أبرزها انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة، حيث عملت على توفير بدائل مناسبة مثل "البطارية واللدات".
لم تعش الطالبة المتفوقة رانية؛ تلك الفرحة غير المسبوقة من قبل، وتقول وسط أجواء من الفرح: "أنا في قمة السعادة وهو يوم من أجمل أيام الحياة بالتأكيد، والفضل يعود لله عز وجل الذي وفقني، ولمدرستي -طبريا الثانوية للبنات- وأهلي الذين ساندوني طيلة سنوات دراستي، خاصة فترة الثانوية العامة، حتى حصلت على هذا التفوق والتميز".
وعن خططها المستقبلية، فإن حلم المستقبل للطالبة العباسي؛ هو دراسة اللغة الإنجليزية، والابداع فيها، وأن يكون لها اسم ترفع من خلاله اسم فلسطين عاليا، وفق قولها.
وتضيف صاحبة المركز الأول على مستوى الوطن: "أتمنى الحصول على منحة دراسية في دولة النرويج بصحبة شقيقاتي هناك"، وفي حال لم تحصل على منحة، فإنها ستضطر الى استكمال دراستها في جامعات غزة.
ووجهت المتفوقة رانية نصيحة للطلبة المقبلين على "التوجيهي"؛ بوضع الحلم والهدف والاجتهاد والمتابعة أولا بأول "لأن منهاج هذه السنة تحديدا يحتاج لجهد مضاعف، وعدم ترك أي معلومة، ومن ثم تنظيم الوقت، واليقين بأن ما سيأتي هو ليس من خارج الكتب الدراسية، وعدم التوتر والقلق الدائم".
ولم تخفِ العباسي حالة الخوف والقلق التي سيطرت عليها وعلى عائلتها من حولها قبل صدور النتائج، حتى وصلتها درجتها تقول: "لم اتمالك نفسي، وقفزت من شدة الفرحة وعانقت والدتي، وذرفنا دموع الفرح والسعادة"، ثم سرعان ما تلقت العباسي اتصالا هاتفيا من وزير التربية والتعليم العالي مهنئا.
والدة رانية عبرت عن سعادتها الكبيرة في هذا اليوم المميز، بحصول ابنتها على هذا التفوق، وجلست بين جموع المهنئين، متمنية لكل أهالي طلاب وطالبات فلسطين "أن ينالوا ما نالته".
وتقول إن ابنتها كانت من المتفوقين منذ صغرها، وتوقعت تفوقها في أصعب عام دراسي على الطلاب؛ كما قدمت نصيحة لذوي الطلبة "الاهتمام بأبنائهم والتسلح بالعلم، الذي لا يضاهيه سلاح، وتقديم كل ما يلزم لهم".
وتؤكد والدة العباسي أن ابنتها واجهت العديد من المتاعب خلال رحلتها الدراسية في عام الثانوية العامة؛ حتى جنت وحصدت هذا المستوى، الذي بدد التعب، وأنساها ما واجهته من مصاعب ومتاعب.
وكانت وزارة التربية والتعليم أعلنت أمس، نتائج امتحان الثانوية العامة "الإنجاز" للعالم 2018 في الضفة وغزة، حيث بلغ عدد المتقدمين للامتحان (72604) طالبا، ونجح منهم ( 48420) طالبا، كانت رانية العباسي على رأس قائمة المتفوقين منهم.