فيديو
شاهد.. أمواج صناعية لأول مرة في غزة
خاص- راية: سامح أبو دية-
في قطاع غزة، وانطلاقا من قاعدة "الحاجة أم الاختراع"، أطلق المهندس محمد أبو قاسم، العنان لأفكاره غير التقليدية، وبالصبر والإصرار والابداع عمل على تطويرها، ليطلق المشروع الأول من نوعه في القطاع المحاصر وفي فلسطين.
"مسبح الأمواج الصناعية" فكرة مشروع جديدة كليا وغير عادية، عمل أبو قاسم على تنفيذه وتطويره داخل مدينة شارم بارك الترفيهية وسط القطاع، قبل حوالي عامين، والذي لاقى اقبالا واعجابا كبيرين من قبل الغزيين الذين فقدوا شاطئ البحر بسبب التلوث.
أبو قاسم أوضح أن الفكرة نبعت من خلال البحث عن تصميم مكان يحقق المتعة والترفيه للعائلات الفلسطينية وتتوافر فيه شروط الامن والسلامة لهم ولأطفالهم، فكانت الفكرة الأفضل هي تطوير المدينة المائة وإدخال شيء جديد.
وقال إن فكرة حمام السباحة بالأمواج الصناعية يعتمد على حوض بعمق يتراوح بين صفر في منطقة الشاطئ الى 3 متر في المنطقة المغمورة بالمياه على شكل مروحة، والتي تم تصميمها كشاطئ تنكسر عنده الأمواج المولدة صناعياً.
واستخدم المهندس نظام توليد الأمواج الهوائي "مراوح طرد مركزي" ذات قدرة عالية لدفع كميات كبيرة من الهواء عبر أجهزة تجميع وغرف ضغط تعمل على تكوين حركة تموجية بأطوال وترددات متباينة تنتشر بطريقة يمكن التحكم فيها بطول الحوض بأكمله.
ويشير المهندس أبو قاسم الى أن مسبح الموج الصناعي ينتج حاليا أكثر من 10 انواع من الموج عن طريق جهاز تحكم تم برمجته لتنويع المؤثرات الحركية الموجية من حيث المواصفات والمدة الزمنية وطول الموج.
العديد من المعيقات التي واجهت فريق عمل الموج الصناعي في عدة مراحل، حيث استغرق تنفيذ المشروع قرابة 4 أشهر، وكان سببها الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ سنوات، وعدم توفر المعدات الماكينات اللازمة.
تمكن الفريق من إنجاح المشروع داخل المدينة الترفيهية بالإمكانيات المتوفرة في غزة، حيث استغرق تصنيع "الماكينات" التي يعتبر بعضها "ضخم"؛ قرابة 6 شهور بأيدي محلية وابداع فلسطيني خالص، الى أن تم افتتاحه خلال شهر حزيران الماضي.
مسبح الموج الصناعي أخذ طابع شاطئ البحر الطبيعي حتى في ملوحة المياه، حيث عمد فريق العمل على استخدام "مياه مالحة" في غمر المسبح، في حين نوه أبو قاسم الى أنهم راسلوا دول متخصصة في هذا المجال مثل الصين وألمانيا.
وعلى الرغم من المعيقات ومنع الاحتلال الاسرائيلي ادخال المعدات والأدوات اللازمة، الا أن ادارة المشروع أخذت على عاتقها تطوير وتوسيع الفكرة أكثر فأكثر، في المستقبل القريب.
في أحاديث منفصلة، عّبر عدد من المستجمين عن اعجابهم وسعادتهم بوجود مكان آمن وجميل ونظيف في قطاع غزة مثل مسبح الموج الصناعي، خاصة وأن أهالي غزة قد حرموا للعام الثاني على التوالي من الاستجمام في شاطئ البحر بسبب تلوثه بفعل طخ كميات كبيرة من مياه الصرف الصحي اليه.
الشاب عز الدين خليفة (17 عاما)، أعرب عن اعجابه الشديد بمسبح الموج الصناعي، يقول: "في ظل تلوث البحر أصبحنا بحاجة الى مكان ترفيهي يشجعنا على زيارته، ويعوضنا ولو بالشيء القليل من حرمان السباحة في البحر".
المواطن علاء الذي اصطحب أطفاله في الزيارة الأولى لمسبح الموج الصناعي، يقول إن أطفاله أعجبوا به كثيرا واسعدهم، يضيف: "لأول مرة يتم تنفيذ فكرة الموج الصناعي التي كان أطفالنا يشاهدونها عبر التلفاز فقط، وكانوا ينتظرون هذه الأشياء الى أن لامسوها حقيقة الآن".
فيديو: