فنّانون من العالم يستكشفون مفهوم "الحركة" في فلسطين
أطلق المركز الثقافي الألماني الفرنسي في رام الله، اليوم الثلاثاء، أول برنامج إقامة فنية ينظمها تحت عنوان "على الطريق" ويطرح من خلاله موضوع "الحركة" و"التنقل" في فلسطين.
ويتّخذ البرنامج من بلدة سبسطية التاريخية (شمال نابلس) مقرًا يجمع عشرة فنانين استطاعوا القدوم من أنحاء مختلفة من ألمانيا وفرنسا وفلسطين، والتجمع في حوش دار كايد في سبسطية، في حين لم يتمكن الفنان المشارك من غزة، محمد أبو سل من الحضور بعد رفض منحه تصريحًا للدخول إلى الضفة الغربية للانضمام إلى الفريق.
ويحتلُّ موضوع "الحركة" و"التنقل" الصدارة في الحياة اليومية في فلسطين منذ عهد ليس بقصير؛ التنقل من مكان إلى آخر، واختفاء الأمكنة عن الخارطة، والبدء في رحلة لا تنتهي، أو العدول عن قرار المضي قدمًا في الطريق دون التمكن من العودة، هي أمور قد يواجهها الفلسطينيون، ولكن هذه المرة تُطرح هذه الأمور أمام فنانين من العالم للبحث واستكشاف الموضوع من جوانبه المختلفة.
ويتناول الفنانون المشاركون والذين يزور كثير منهم فلسطين للمرة الأولى هذا الموضوع من خلال ٨ مشاريع سيتم تقديمها بعد انتهاء الإقامة الفنية في معرضٍ بمقر المركز في رام الله بالإضافة إلى مكان إضافي آخر لم يتم تحديده بعد.
وسيُختَتم البرنامج بفعالية تستغرق 24 ساعة، يُشارك فيها جميع الفنانين وتكون على شكل ماراثون فني كما سيتم إصدار مطبوعة، وفقا لبيانٍ أصدرهُ المركز ووصلت "عرب 48" نُسخة عنه.
ويؤكد قيّم البرنامج، جاك برسكيان، ومديرة مؤسسة غوته في فلسطين ومنى كريغلر، ومديرة المركز الثقافي الفرنسي في رام الله آديل سبايسر، أن هدف المشروع، هو جمع فنانين من بلاد مختلفة في فلسطين وإعطائهم الفرصة للعمل على موضوع الحركة والتنقل في بلد ذي جغرافية مفتتة، وهو سياق يشكِّل تحديًا يأملون من خلاله أن يساهم في ترسيخ فهمٍ أفضل لمفهوم الحركة في فلسطين.
ويُشاركُ في البرنامج عدد من الفنانين، وهم؛ محمد أبو سل، وميرنا بامية، وسوزان مطر، وديمة سروجي (من فلسطين)، ولوكاس زيربست، والمجموعة الفنية آدنا مارتنيز وروميو ناطور، ومايكل ماوريسينز (ألمانيا)، وماكسيم بالتيير وياسمين بن عبدالله (فرنسا).
معلومات حول الفنانين المشاركين
من فلسطين:
ميرنا بامية وسوزان مطر
تعمل الفنانتان اللتان أسستا "مجتمع فلسطين للضيافة" على تتبع مسار مكونات الوصفات التقليدية لأطباق تشتهر بها نابلس. مسار البحث سيتم توثيقه من خلال الفيديو وسيقدم فيما بعد، كما تساهم الفنانتان في الفعالية النهائية من خلال مسار طعام يتفحص تاريخ مكونات الوصفات التقليدية تنتهي بمأدبة طعام يشارك فيها الحاضرون.
محمد أبو سل
يُنتج الفنان من خلال الوسائط المتعددة والتفسيرات البصرية المختلفة؛ خطةً متخيلة لمترو أنفاق في غزة بما في ذلك 7 خطوط تربط غزة بمطار غزة الدولي، كما سيلفت الانتباه إلى مشكلة انقطاع الكهرباء الدائمة في غزة حيث يتم اتباع طرق للسير على الأقدام من خلال ضوء القمر.
ديمة سروجي
تُركِّز الفنانة على مهنة صناعة الزجاج التقليدية، والتي تشتهر بها فلسطين منذ قرون، تعمل سروجي مع صانعي زجاج تقليديين في بلدة جبع حيث أنتجت في السابق بالتعاون معهما قطع من الزجاج، ونتيجة لكثير من القيود المفروضة على القرية، فقد تأثر الإنتاج المتعلق بالمهن التقليدية في البلدة. يستكشف المشروع مادة الزجاج نفسها والتي تعكس هشاشة الوضع المحلي وكذلك فيما يتعلق بتنفس الإنسان كأحد أشكال الحركة من خلال العمل على تقنية جديدة في نفخ الزجاج.
من ألمانيا:
لوكاس زيربست
سيطور مصمم الرقص، وصانع الأفلام وفنان الفيديو مشروعا تركيبيا بعنوان مدينة ذات اضطرابات قصيرة؛ بالرجوع إلى التقسيمات أ، ب، ج والتي تحدد التنقلات والحركة في فلسطين، لتصبح المباني الفارغة والمساحات المتروكة مسرحًا، وتتحول الجدران إلى سطوح عرض تسمح للمارين بالمشاركة في العروض الآدائية التفاعلية التي ينتجها الفنان بالتعاون مع راقصين محليين وممثلين باستخدام كاميرا في المساحات الداخلية المتروكة في رام الله وحولها.
المجموعة الفنية: أدنا مارتينيز وروميو ناطور
من خلال السِّيَر الذاتية للموسيقيين وعازفي الإيقاع، سيتم تطوير نوع جديد من الموسيقى بالتعاون مع مجموعات موسيقية فلسطينية من خلال دمجها مع موسيقى لاتينية عربية في سياق محلي. سيتم تقديم هذه الموسيقى من خلال عرض موسيقي حي وعرض دي جيه خلال الفعالية النهائية من البرنامج والتي تستمر ٢٤ ساعة متواصلة، إضافة إلى ذلك تسعى المجموعة الفنية لتناول موضوع الهجرة الفلسطينية بما في ذلك الهجرة إلى أميركا اللاتينية من خلال عمل تركيبي تشارك به في معرض يُنظَّم في بيت لحم.
مايكل مريسينز
سيستخدم الراقص ومعلم الرقص الفنان مايكل مريسينز، الجسم كوسيط في التواصل والاتصال مع الناس في الفضاءات وأماكن التجمع العامة خلال فترة الإقامة الفنية من أجل خلق إطار للحوار وتبادل الأفكار. وسيقوم بتسجيل حكايات الناس بناء على البحث الذي يجريه على مواقع معينة من أجل إنتاج سلسلة من الفيديوهات القصيرة يتم عرضها في الفعالية النهائية. يأمل مريسينز أن يدع الفرصة للمكان أن يتكلم بالنيابة عن نفسه من خلال سكانه.
من فرنسا:
ماكسيم بالتيير
والحركة هما مصدر إلهام هذا الفنان منذ زمن. يستخدم بالتيير في ممارسته الفنية تقنية قديمة في التصوير (سيانوتايب) كما يستكشف العوامل الكيميائية والتقنية ويربط ما بينها من خلال ألوان الزيت على القماش. خلال استكشافه للمكان سيعمل الفنان على خلق مسار في سبسطية يعتمد على النباتات البرية والمعادن الطبيعية حيث يعمل على وضع مخطط فوتوغرافي على قماش. يعود بعدها بالتيير إلى مرسمه في المرحلة الثانية حيث يعد الألوان والمواد لمشروعه الذي سينفذه خلال الفعالية التي تمتد على مدار ٢٤ ساعة.
ياسمين بن عبد الله
خلال مشروعها في تشيلي عام 2015، التقت مصورة الأفلام التسجيلية أشخاصًا تعود أصولهم إلى بيت جالا وبيت ساحور وبيت لحم. قامت خلال تلك الفترة بعمل تسجيلات ومقابلات معهم عن أصولهم الفلسطينية. وفي هذا المشروع تعمل عبد الله على استكشاف العلاقة ما بين هذه البلدات مع مجتمعات الفلسطينيين المهاجرين من تشيلي والذين تركوا فلسطين في الماضي.