"التعاون" وشركاؤها يضعوا حجر الأساس لمدرسة القلب الكبير للصم في مدينة قلقيلية
قامت "التعاون" اليوم بوضع حجر الأساس لإنشاء مدرسة "القلب الكبير" النموذجية الثانوية مع سكن داخلي للصم في مدينة قلقيلية، وبتمويل من مؤسسة القلب الكبير، وبالشراكة مع بلدية قلقيلية وجمعية الامل للصم، وذلك في حفلِ حضره كل من مدير عام "التعاون" الدكتورة تفيدة الجرباوي، والعميد حسام أبو حمدة نائب محافظ محافظة قليلية، ورئيس بلدية قلقيلية الدكتور هاشم المصري، والسيدة نائلة فحماوي مديرة مديرية التربية والتعليم في المحافظة، والسيد حاتم مسلم ممثل وزارة الحكم المحلي والسيد وليد نزال مدير جمعية الامل للصم، والسيدة عزية جبر ممثلة مديرية التنمية المجتمعية. وممثلي المؤسسات الرسمية والامنية والشعبية وجمعيات وممثلي فصائل العمل الوطني وشخصيات اعتبارية ومدعوين.
وبدأ الحفل بالسلام الوطني الفلسطيني، تلته كلمة لرئيس بلدية قلقيلية الدكتور "محمد هاشم" المصري والتي أكد فيها على ان مدرسة القلب الكبير ستخدم الطلاب الصم من جميع المحافظات ولن تقتصر فقط على مدينة قلقيلية، وستكون باكورة المدارس المتخصصة للصم على مستوى الوطن. مقدما شكره لكافة المؤسسات الداعمة لترى هذه المدرسة النور، خاصا مؤسسة التعاون بشكره لتقديمه المشاريع الحيوية للمدينة.
وخلال كلمته في الاحتفال شكر العميد حسام ابو حمدة نائب المحافظ كل الجهات الشريكة مؤكداً على أهمية المشروع لمدينة قلقيلية، وعلى ضرورة وأهمية الإرتقاء بمستوى الخدمات التعليمية المقدمة لفئة الصم، والتي ستساهم في دمجهم في المجتمع ليكونوا أشخاصاً منتجين وفاعلين. واكدت السيدة نائلة فحماوي مديرة مديرية التربية والتعليم في المحافظة على ضرورة توفير التعليم للذكرو والاناث ولفئة الطلبة الذين يعانون من اعاقات، مشددة على أن الوزارة تولي اهتماماً خاصا لطلبة ذودي الاعلاقات عبر دعم وتشجيع المؤسسات والجمعيات التي تقدم الخدمات التعليمة لهم.
من جانب اخر أشاد السيد حاتم مسلم مدير عام مديرية الحكم المحلي في قلقيلية على عمل المؤسسات الاهلية التي تحرص على تحقيق التتنمية المستدامة، مؤكداً انه لايمكن تحقيق هذا النوع الفاعل من الاستدامة من دون اشراك كافة فئات المجتمع خصوصا فئة الصم وذوي الاعاقة، وتقديم التعليم اللائق لهم.
وفي كلمتها عبرت الدكتورة تفيدة الجرباوي عن سعادتها لوضع حجر الأساس والبدء الفعلي ببناء المدرسة التي سترى النور قريباً، مؤكدة على أن "التعاون" أولت إهتماماً خاصاً بفئة ذوي الاعاقة من خلال تنفيذ العديد من المشاريع كإنشاء وتطوير مراكز التأهيل في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان، بالإضافة الى تطوير عمل عدة برامج ومؤسسات عاملة في هذا الميدان عبر تجهيزها بالمعدات والأدوات المساعدة وتدريب الكوادر وتطوير نظامها الإداري والهيكلي. وأضافت: "إننا نأمل من خلال إفتتاح مدرسة القلب الكبير والسكن الداخلي أن نوفر فرص التعليم الثانوي لأكبر عدد ممكن من فئة الصم من جميع مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة ، وليكونوا افراداً فاعلين ومنتجين في مجتمعهم". كما توجهت بالشكر لمؤسسة القلب الكبير على دعمها السخي لتمويل هذا المشروع المهم والاساسي، وشكرت أيضاَ جميع الشركاء اللذين ساهموا في انجاح هذا المشروع
وأوضح السيد زليد نزال مدير جمعية الامل للصم ان عدد الصم في الضفة بلغ 45 الف شخص، واكثر من 90% منهم من الاميين الذين لم يتمكنوا من الالتحاق بالدرسة، مؤكدا على أن مدرسة القلب الكبير هي حلم تحقق وسيزهر قريبا لخدمة الطلبة الصم، كما شكر الداعمين على هذا المشروع الضخم والمهم.
وقالت السيدة مريم الحمادي، مدير مؤسسة القلب الكبير: "نتطلع من خلال رؤية قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة القلب الكبير، إلى تنفيذ المشاريع التي تحدث أثراً مستداماً، انطلاقاً من رغبتنا في المساهمة بتمكين المجتمعات، ويعد هذا المشروع واحداً من أهم المبادرات التي نعمل على تنفيذها في فلسطين، تقديراً منا لاحتياجات الأطفال الصم وتوفير فرص التعليم لهم".
وأكدت الحمادي أن أهمية هذا المشروع تكمن في أنه يفتح آفاقاً جديدة أمام فئة الصم، بحيث لا يمنحهم فرصة الحصول على التعليم الأكاديمي خلال المرحلة الأساسية فقط، كما كان الحال سابقاً، وإنما يتيح لهم فرصة مواصلة الدراسة حتى المرحلة الثانوية، وتشجيعهم على استمرار التعليم المهني أو الجامعي مستقبلاً، من أجل خدمة مجتمعهم ووطنهم، والمشاركة الفاعلة في التنمية للوصول إلى حياة أفضل.
هذا ومن المقرر الانتهاء من عملية بناء وتجهيز المدرسة والسكن الداخلي خلال 18 شهراً، وقد تم تصميم مبنى المدرسة حسب المواصفات العالمية لذوي الاعاقات، مع قدرة استيعابية لـ 300 من الطلبة الصم من مرحلة الروضة وحتى الصف الثاني عشر/الانجاز. وستشتمل المدرسة على 18 صفاً دراسياً، وقاعات للحاسوب ومكتبة وقاعة متعددة الاستخدامات، بالإضافة الى قسم لعلاج النطق وفحص السمع ومطبخ وصالة طعام وسكن داخلي للطلاب الذين يقطنون خارج محافظة قلقيلية من الذكور والإناث.
ومن الجدير بالذكر، أن هذا العام يصادف مرور 35 عاماً على تأسيس "التعاون"، وهي مؤسسة سويسرية مسجلة كفرع في فلسطين. تأسست عام 1983 وتعمل في فلسطين وفي مخيمات الشتات الفلسطينية في لبنان. تنفذ "التعاون" مشاريعها التنموية والإغاثية ضمن سبعة برامج رئيسية: التعليم، والتنمية المجتمعية، وتمكين الشباب، ودعم الأيتام، والثقافة، واعمار البلدات التاريخية، والمتحف الفلسطيني.