القدس وغزة في عناق تاريخي طال انتظاره

راية: سامح أبو دية

للعام الرابع على التوالي، تتواصل انتصارات الرياضة الفلسطينية المحلية على جبروت الاحتلال الإسرائيلي الذي لا يدّخر جهدا لتعزيز الانقسام الفلسطيني في كافة المجالات.

هذا الانتصار يتحقق بإجراء "نهائي كأس فلسطين" بمباراتين في غزة والقدس.

فلسطين، على موعد اليوم عندما يلتقي فريقين من شقي الوطن على أرض قطاع غزة في لقاء رياضي وطني (ذهاب نهائي الكأس)، يتبعه لقاء آخر على أرض القدس عاصمة فلسطين (إياب نهائي الكأس)، يجمع أخوة في الدم والوطن فرقت بينهم إجراءات احتلالية تعسفية طوال سنين مضت.

نتيجة المباراة قد وقعت بالفعل، أهداف كثيرة قد أُحرزت في مرمى الانقسام والاحتلال وباتت تمزق شباكهما، فوجود بعثة نادي هلال القدس في غزة هو فوز حقيقي.

المشرف الرياضي لنادي هلال القدس ورئيس البعثة في غزة بدر مكي، قال إن القدس منذ 10 سنوات لم تلعب في غزة خاصة نادي هلال القدس الذي تربطه علاقات وطيدة مع أندية القطاع، وأضاف: "الرياضة تجمعنا وهذا ما سيحدث".

واعتبر مكي في حديث لـ "راية"، المباراة التي ستجري على أرض ملعب فلسطين وسط مدينة غزة عصر اليوم؛ بـ "التاريخية" رغم المعاناة في القدس وغزة، كما انه سيكون لقاء إيجابيا وفي مستويات غير الرياضية.

وتمنى مكي أن يساهم هذا اللقاء في طي صفحة الانقسام الداخلي، ووجه رسالة قائلا: "لكل من يؤمن بوحدة شعبنا، أن يتخطى هذه المرحلة من الانقسام البغيض"، منوها الى أن "الرياضة تجمع ولا تفرق".

أما بالنسبة للمباراة، فلم يخفِ حلم النادي هذا الموسم بتحقيق الرباعية، "فبعد الفوز بالثلاثية - دوري المحترفين وكأس فلسطين وكأس السوبر- نبحث عن الرباعية ليكون بالفعل الموسم الأبرز والأهم في تاريخ هلال العاصمة".

وخاض هلال القدس، بطل كأس فلسطين، لأندية الضفة، مرانه الرئيس على إستاد فلسطين، بمشاركة جميع اللاعبين، بينما قام الجهاز الفني للهلال بقيادة المدير الفني خضر عبيد، بتدريب اللاعبين على كل أجزاء الملعب المعشب بالعشب الطبيعي، عكس الملاعب في الضفة المغطاة بالعشب الصناعي.

وستكون القدس على موعد مع لقاء تاريخي بملعب فيصل الحسيني يوم السبت القادم، والذي سيحدد بطل كأس فلسطين، إما شباب خانيونس "بطل المحافظات الجنوبية، أو هلال القدس "بطل المحافظات الشمالية".

من جهته، قال رئيس نادي شباب خانيونس حسين أبو شمالة، إن مباراة فريقه ضد فريق هلال القدس لها طابع أكثر من رياضي، "فهو لقاء اخوة وأحبة وذوي قربى انقطعت بهم السبل منذ زمن بعيد، ولم يستطيعوا أن يتقابلوا فتقابلوا في الرياضة وجمعتهم كرة القدم".

وأضاف أبو شمالة لـ "راية"، "المباراة لها دلالات أخرى، وهي تجمع الشمل الفلسطيني وتوحد الوطن، فهؤلاء هم أبناء عاصمة فلسطين وعاصمة العرب والمسلمين، ونشتم عبق القدس فيهم، ونرى صورة الأقصى في عيونهم".

ويرى رئيس نادي شباب خانيونس أنه "لا خاسر في المباراة، وأياً كانت النتيجة فالكل رابح كوننا التقينا، هلال القدس أبطال، وشباب خانيونس أبطال"، متمنيا ان تكون المباراة أمام هلال القدس؛ عنصر دعم لإنهاء الانقسام.

الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، أوضح ان نهائي كأس فلسطين هو انجاز تم تحقيقه منذ 4 سنوات، حيث كان هناك لقاءات بين بطل المحافظات الجنوبية ونظيره في المحافظات الشمالية لتحديد البطل.

وبيّن ابراهيم أبو سليم نائب رئيس الاتحاد، أن هذا الإنجاز الكبير تم تحقيقه من خلال الاتحاد الدولي "الفيفا"، حيث اتخذت الفيفا قرارا بهذا الشأن، كما أن الأسماء التي يتم تقديمها للجانب الإسرائيلي للتنسيق للاعبين والاداريين يتم تقديمها من خلال "الفيفا".

وأعرب أبو سليم في حديث لـ "راية"، عن أمله في أن يتم تحقيق ذات الإنجاز على صعيد بطولة الدوري "المحترفين أو الممتاز"، وأن يكون هناك بطلا واحدا لدوري فلسطين كما هو الحال في بطولة الكأس، لتتحقق الوحدة الفعلية للاتحاد في البطولات التي ينظمها في الوطن.