خاص
تحرك إسرائيلي تجاه غزة.. تسوية شاملة أم مسكنات؟
خاص راية:
تتصاعد الأزمة الإنسانية في قطاع غزة يوماً بعد يوم في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي وتعمق الانقسام وما نتج عنه من خطوات وإجراءات كان المواطن في القطاع هو ضحيتها، فيما تحاول إسرائيل استغلال هذه الأزمة الإنسانية لتحقيق مكاسب سياسية وأمنية، من خلال رؤى سياسية ترسم أبعادها مع واشنطن.
وفي سياق ذلك يعقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر اجتماعاً اليوم لبحث الدفع "بحلول إنسانية" في قطاع غزة، وبحث إمكانية التوصل إلى تسوية سياسية فيه وفقاً لما نقلته مواقع عبرية.
عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنان عشراوي قالت لـ "راية" إن إسرائيل تحاول أن تجعل من غزة قضية انسانية بشكل منفصل عن الوضع السياسي وحق تقرير المصير والدولة القابلة للحياة، كما تحاول تكريس فصل قطاع غزة، دون معالجة لأسباب معاناة المواطنين في القطاع من احتلال وحصار وانقسام، وهو ما ترى انه سيكرس مفهوم الدويلة، فيما تبقى الضفة خاضعة لما وصفتها بسياسة الضم التدريجي الإسرائيلية.
وبينت عشراوي أن القيادة على اطلاع وليست في فراغٍ مما يحصل وتعلم أن هناك محاولات لإقصاء القرار الفلسطيني عن طريق التوجه لعناوين أخرى للتعامل مع مفاهيم الإدارة الأمريكية حول الحل النهائي التي تمتنع عن الكلام عن دولة فلسطينية ذات سيادة.
وحول إجراءات التي اتخذتها القيادة الفلسطينية تجاه قطاع غزة للضغط على حماس بما فيها الخصم من رواتب الموظفين، قالت عشراوي إنه يوجد خلل في بعض الخطوات التي اتخذت تجاه غزة ويجب ان يتم معاجلتها مضيفةً أنه تمت المطالبة بذلك في اجتماعاتً متكررة، داعيةً لتدخل الفاعل ورفع معاناة أهل غزة من قبل منظة التحرير ومن قبل مؤسساتها وليس عن طريق التدخل الخارجي الذي يحاول استغلال واقع الانقسام لفرض واقع سياسي جديد.
من جانبه قال نائب رئيس تحرير صحيفة الاهرام المصرية أشرف أبو الهول إن المؤسسات الدولية والدول الكبرى تخشى من تفجر الأوضاع في غزة مع الحصار الخانق وازدياد نسبة الفقر والمرض.
وأوضح أبو الهول في حديثٍ لـ راية أن تلك الجهات الدولية، تعتقد بأن الحل الآن ليس في التسوية السلمية النهائية وإقامة الدولة والاعتراف بالحدود ورفع الحصار، وإنما يمكن في مسكنات لتخفيف الحصار وزيادة المواد التي تدخل غزة وإقامة ميناء وما إلى ذلك، مضيفاً ان هذه الرؤية قاصرة ولا تقدم حلاً حقيقياً.
ويشير أبو الهول إلى أن إسرائيل تسعى للحصول على تنازلاتٍ من فصائل المقاومة في غزة مقابل التسهيلات الإنسانية للمواطنين في القطاع، وذلك بهدف القضاء على كل أشكال المقاومة في القطاع بما فيها المقاومة السلمية.
وعن موقف القيادة الفلسطينية يقول أبو الهول إن السلطة تتابع التطورات ولديها علاقات دبلوماسية و عربية جيدة وتعرف حقيقة المخططات التي تحاك للقضية الفلسطينية، لكنها تجد نفسها في النهاية محاصرة.
ويرى أبو الهول أنه إذا حافظت مسيرات العودة في قطاع غزة على قوة دفعها وسلميتها سيكون لها تأثير قوي وتجذب الرأي العام العالمي وتشكل عنصر ضغط كبير على إسرائيل.
يشار أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتياهو، قال إن تدهور الأحوال الاقتصادية ووقف أموال السلطة الفلسطينية عن قطاع غزة هي الأسباب الحقيقية وراء انتشار مسيرات العودة على طول الحدود مع قطاع غزة، خاصة حول المناطق الجنوبية منه".