في غزة التاريخ
“راية” تأخذكم في جولة بمسجد هاشم جد الرسول الكريم
خاص – راية: عامر أبو شباب
قطاع غزة الساحلي جنوب فلسطين يربط بين الشام ومصر، وقارة آسيا بأفريقيا، لذلك تعد مدينة غزة القديمة ممرا هاما يحكي تاريخا من الحضارات والحروب، ومن أهم صفحات غزة انتسابها الى هاشم بن عبد مناف الجد الأعلى للرسول محمد صلى الله عليه وسلم عندما طلب جسده ثرى أرضها كمرقد في رحلة الشتاء والصيف، ليتحول قبره الى مسجد من أهم مساجد قطاع غزة.
وكان السيد هاشم بن عبد مناف تاجراً صدوقاً اعتاد أن يمر بمدينة غزة في رحلاته التجارية إلى الشام، في ذهابه وإيابه، فيقيم فيها أياماً وليالي، وفي إحدى الرحلات مرض السيد هاشم وهو في غزة ثم توفِّي فيها، وعمره 25 عاماً.
وتفيد الروايات التاريخية أن السيد هاشم مدفون بمغارة بجانب والده، وقيل عليه أو تحت رجليه، وقال ابن هشام في سيرته: "ومات عبد مناف بغزة، وهو أول من سنّ الرحلتين لقريش للتجارة، وكان في كل سنة يأتي لمدينة غزة ويقيم فيها مدة الصيف، وفي آخر مرة من رحلته توفي بها، ودفن بإجماع المؤرخين، ولذلك نسبت المدينة إليه، وكان مدفنه بموضعه المعروف، وكان بلقعاً لا بناء فيها بالقرب من سور المدينة من الجهة الشمالية القريبة".
ويقول مدير دائرة التوثيق والمخططات بوزارة الأوقاف الفلسطينية عبد اللطيف أبو هاشم، أن مدينة غزة تعد من أكثر مدن فلسطين مساجد وقد يعود ذلك لكثرة الحروب التي تعرضت لها المدينة وكثرة الغزاة.
وعن قدوم هاشم بن عبد مناف جد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، أوضح أبو هاشم أنه عندما حدثت مجاعة في مكة جاء لإحضار الطعام من الشام، ومر بغزة ومات ودفن فيها، ونسبت المدينة اليه وتشرفت بالنسب لجد الرسول الاعظم.
واعتبر أنه أهم مسجد بمدينة غزة رغم وجود مساجد أقدم منه وذلك تكريما للرسول وتقديرا للربط بين مكانة مكة وفلسطين حتى قبل الاسلام.
تحكي الروايات أن السيد هاشم بن عبد مناف- جد الرسول (ص) دُفن في كهف بجانب سور مدينة غزة وهي ذات الزاوية الشمالية الغربية من المسجد حالياً.
وفي العصر الإسلامي بدأ أهل غزة بدفن موتاهم في المنطقة المجاورة للقبر تيمناً بالسيد هاشم، وفي أوائل القرن الثاني عشر الميلادي، أزيلت المغارة "الكهف" وأحيط القبر بالجدران تعلوها رقبة ثمانية الشكل تضللها قبة كبيرة.
وقرر السلطان عبد المجيد الأول عام 1855، إنشاء بيت للصلاة، وذلك بعد أن قدم مفتي الأحناف في غزة أحمد بن محيي الدين الحسيني طلباً بهذا الخصوص للسلطان.
وبني المسجد وفق الطراز المملوكي بنظام العقود "الأقواس"، وبيت الصلاة هو شبه مربع ومغطى بعقود متقاطعة، وبه محراب يتجه نحو القبلة, ومنبر يتربع في الجهة الشرقية من المسجد.
وحدثنا خلال جولة "رايــــة" مؤذن سابق للمسجد، أن المسجد يزوره السياح من كل أنحاء العالم، باعتباره من أقدم مساجد غزة مع مسجد عثمان بن عفان وكاتب ولايتي.
بدورها قالت هيام البيطار رئيس قسم المتاحف في وزارة السياحة والآثار، ان مسجد السيد هاشم مسجد أثري في حي الدرج القديم بغزة بني في العهد العثماني في عهد السلطان عبد المجيد الأول عام 1850 وأسس على الطراز المملوكي.
وأضافت البيطار ان المسجد تضرر خلال الحرب العالمية الاولى عندما أصابت محراب الصلاة قنابل الطائرات البريطانية أثناء قصفها غزة.
وكان مسجد السيد هاشم يحتوى على مكتبة مهمة فيها مخطوطات وكتب نفسية جدا كما كان المسجد يضم مدرسة ومأوى للغرباء وعابري السبيل.