جدل حول فريضة الصيام
خارج المألوف.. مفكر يطرح الفدية بديلا للصيام وعميد الأزهر بغزة يرد
خاص- راية: عامر أبو شباب
يثير المفكر السوري د. محمد شحرور جدلا كبيرا في التعاطي مع التراث والفكر الاسلامي، من خلال اطروحاته المعاصرة في التعامل مع النصوص الدينية والشعائر الاسلامية، ومن أبرزها اعتباره أن فدية اطعام مسكين هي خيار آخر بديل للصيام، في قراءة معاصرة لآيات القران الكريم، ورأي مخالف للموروث الديني في التعامل مع صيام شهر رمضان بين علماء الدين سابقا وحاليا.
ويطرح د. شحرور اعتمادا على النص القرآني باعتباره النص الأساسي الوحيد والمقدس والكامل، ثلاث حالات: من لديه إمكانية تأجيل الصيام بسبب المرض أو السفر (لا طاقة له)، أو من لديه الطاقة فإما يفدي صيامه (يستبدله) بإطعام مسكين أو يختار الصيام، وهو الاختيار الأفضل، ولا يمكن قبول التفسيرات الموروثة في معنى "يطيقونه" بوضع "لا" قبلها، لتصبح "لا يطيقونه".
ويقول الله تعالى في محكم التنزيل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة 183) {أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} (البقرة 184).
ويضيف شحرور: "الصيام هو منحة من الله تعالى يمكننا الاستفادة منها، ومن اختار الفدية استبدلها بمنحة أقل، علماً بأن الفدية تختلف عن الكفارة، فهنا لا يوجد ذنب يستدعي التكفير".
طرح الفدية بإطعام مسكين بديلا للقادرين على الصيام، مخالف للمعروف لدى علماء الأمة القدامى والمعاصرين، ولاستيضاح الامر توجه مراسل "رايــــــــة" للشيخ د. عماد حمتو عميد المعاهد الأزهرية في فلسطين، الذي اعتبر أن د. شحرور يطرح دوما أمورا "غريبة وعجيبة"، وهي أمور يجب اجتنابها خاصة في أمور لم تتفق عليها الامة في ظل وضوح دلالة النصوص من الكتاب والسنة والاجماع والقياس وعمل أهل المدينة الذي يعد الترجمة العملية للقران الكريم وهدى النبي.
وأوضح الشيخ حمتو في حديث لــ "رايـــــــــة" أن تفسيرات د. شحرور مناقضة للنص والتاريخ من خلال تأويلات ضعيفة، لأن الصيام هو الأصل والخروج عن ذلك بلا قرينة أو موجب لها مرفوض، والفدية هي استثناء في ظل أن الأمة على مدار 1438 سنة تصوم كما أمرها الله.
وفند د. حمتو أراء شحرور بالقول ان بعض العلماء يروا أن الصيام جاء متدرجا بصوم يوم عاشوراء فقط، ثم فرض ثلاثة أيام كما جاء "أيام معدودات" في القران، ثم جاء التكليف النهائي بصوم شهر رمضان بعد رؤية الشهر مع استثناء ذلك المرض والسفر.
وأوضح أن التخيير بين الفدية والصيام جاء خلال الأيام المعدودات فقط في المرحلة الثانية من التدرج، وبعد أن كتب الله شهر الصيام أصبح الاستثناء فقط للسفر والمرض.
يذكر أن المفكر د. محمد شحرور يطرح قراءة معاصرة للمورث الاسلامي وقد انتشرت أفكاره بشكل لافت في الآونة الاخيرة عبر تقديمه عدة برامج متلفزة تعرض أفكاره آخرها برنامج "لعلهم يعقلون" على قناة أبو ظبي خلال شهر رمضان الجاري.