عزون بلا صرف صحي
تقرير: لواء ابو هنية-
اعباء اقتصادية وتحديات كبيرة تقع على كاهل اهالي بلدة عزون في محافظة قلقيلية مثلهم مثل كثير من سكان القرى والبلدات التي يلفها جدار الفصل ويطبق عليها حصاراً ويحد من حرية حركتها ونشاطها الزراعي والتجاري.
وتبرز في القرية أزمة عدم وجود شبكة صرف صحي، لتشكل عبئا مختلفا على كاهل سكانها، بدفعهم للاعتماد على عمليات نضح الحفر الامتصاصية التي تكلف في اقل معدل حوالي مئة شيكل شهريا، في وقت تعاني بلدية عزون نفسها من اعباء مالية وضعف للامكانيات.
وتعتبر بلدة عزون من البلدات المركزية في محافظة قلقيلية حيث تتوسط بموقعها عدة قرى وبلدات، وتبلغ مساحتها ككل 24 كم مربع وعدد سكانها ما يقارب 11 الف نسمة.
ونظراً لاتساعها من حيث المساحة وزيادة في عدد سكانها بمرور الوقت، شهدت مؤخراً تطوراً كبيراً حيث تم انشاء عدة مشاريع من قبل المؤسسات الداعمة في مجالات مختلفة منها المدارس، والطرق، وشبكة المياه، وبناء خزان مياه، واعادة تأهيل بئر المياه.
الا انها ما زالت بحاجة الى مشاريع حيوية أخرى ومن ضمنها مشروع الصرف الصحي، فالنظام الحالي المعتمد على الحفر الامتصاصية لا يلبي تطلعات اهالي البلدة، ويؤثر على البيئة والصحة العامة اضافة الى الاعباء المالية.
ففي عزون ما يقارب 2000 حفرة امتصاصية، منها حوالي 80% ما تم حفره قديما في حرم الشارع وبقرب خطوط شبكة المياه الرئيسية ومناهلها، مما يزيد من احتمالية اختلاط مياه الصرف الصحي بالمياه النقية، وهو ما يشكل خطراً صحياً على السكان، الذين يعتمدون على نظام نضح الحفر الامتصاصية والتي تؤدي الى انبعاث الراوئح الكريهة، ناهيك عن سيلان المياه العادمة في الشارع العام، يؤدي الى مكره صحية. كما انه يتم حفر الارض على أعماق تصل الى 4 أمتار مما يؤثر على قوة ومتانة القواعد والأساسات للبناء القريب منها وبالتالي ستصبح حياة الناس في خطر وخاصة اذا تعرضت البلدة لهزة أرضية .
اضافة الى أنه وبعد عملية النضح، تنقل الحمولة وتكب في الأراضي الزراعية المجاورة مما ينتج تجمع برك للمياه العادمة المخلفات الصلبة التي تشكل مصدراً للافات والامراض. كما أنها تؤذي وتقتل الناباتات والمزروعات والحيوانات لاحتوائها على مواد كيماوية، علماً بان النباتات والحيوانات هي مصادر الغذاء والحياة للناس.
ومما يفاقم المشكلة قيام بعض سائقي الناضحات بتفريغ الحمولة في أراضي زراعية قريبة من ابار المياه المخصصة للشرب في البلدة، وهذا بحد ذاته كارثة بيئية حيث أن مياه الصرف الصحي مع مرور الوقت ستنفذ الى داخل الأرض وتختلط مع المياه الجوفية والتي من المفترض أن تكون نقية وخالية من أية تلوثات حفاظا على صحة الناس.
وتكمن أهمية وجود شبكة صرف صحي في المحافظة على الأراضي الزراعية، والمياه الجوفية، والمنظر الجمالي للبلدة.
كما تساهم في زوال الروائح الكريهة المنتشرة في البلدة، ودعم اقتصاد الفرد بتخفيض التكاليف الناتجة عن النضح المستمر للحفر، وزيادة الاستثمارات، واعادة استخدام المياه العادمة في الزراعة وتقليل استهلاك مياه الشرب في مجالات الزراعة والحفاظ على الموارد، وتشغيل أيدي عاملة داخل قطاع الصرف الصحي، والحفاظ على الصحة العامة للمواطنين، وعلى الطرق داخل البلدة بسبب المياه العادمة المنتشرة داخل البلدة، واستغلال مسطح البلدة على أكمل وجه وعدم التعدي على الطرق، وحماية أرواح المواطنين من الانهيارات في الحفر الامتصاصية وأخطارها.
رئيس بلدية عزون وجدي سلامة يوضح أن "دراسة ميدانية شاملة تم تنفيذها في بلدة عزون والقرى المجاورة لمشروع الصرف الصحي في البلدة، الا أن ربط هذه المناطق مع بلدة عزون يحتاج الي مخصصات وكلف مالية عالية في ضوء اتساع رقعة المنطقة وطبيعتها الجغرافية."
ويؤكد سلامة بأن البلدية على استعداد تام لتنفيذ مشروع شبكة الصرف الصحي ولكن بسبب ارتفاع تكلفة المشروع الباهظه، عليهم انتظار المؤسسات المانحة والداعمة لتوفير التمويل والدعم لتنفيذ مثل هذا المشروع.