خاص
إلى أين تتجه الأوضاع في غزة.. هدنة أم حرب رابعة؟
رغم الهدوء الحذر، لا يعرف ما إذا انتهت جولة القتال المحدودة التي كادت ان تتطور إلى حرب رابعة على قطاع غزة، نهار الثلاثاء، بعدما قصفت المقاومة مستوطنات الاحتلال بقذائف الهاون ردًا على استمرار استهداف الاحتلال لعناصرها التي كان آخرها استشهاد ثلاثة من عناصر سرايا القدس التابعة للجهاد الاسلامي.
وفي وقت أعلنت حركتا الجهاد الإسلامي وحماس عن التوصل لتوافق على تهدئة بتدخل مصري، نفت إسرائيل التوصل إلى أية اتفاق، مما يجعل أجواء الهودء الحذر التي تسود منذ ساعات صباح الأربعاء، ضبابية.
وقال الناطق باسم حركة الجهاد الاسلامي داوود شهاب لـ"رايـة"، إن اتصالات الفصائل بهذا الخصوص كانت مع الجانب المصري الذي ابلغهم بان اسرائيل وافقت على عودة الهدوء وفق تفاهمات 2014، لافتا الى ان المقاومة تراقب السلوك الاسرائيلي على الارض.
وقال الخبير في الشأن الاسرائيلي فايز عباس، إن مسؤولين إسرائيليين اكدوا بان تل ابيب لن تقصف غزة اذا ما التزمت الفصائل الفلسطينية بعدم اطلاق الصواريخ باتجاة المستوطنات المحاذية للقطاع.
واوضح عباس لـ"رايــة"، ان اسرائيل لا تريد حربا جديدة في غزة في هذا التوقيت، مشيرا الى أن القيادة الاسرائيلية تعتبر أن حدودها الشمالية والموضوع الايراني والسوري أهم واخطر بكثير مما يجري في الجنوب.
كذلك يرى المحلل السياسي طلال عوكل أن بعض الوزراء الإسرائيليين يعترفون بأن هذه الجولة انتهت، لكن البيان الرسمي ينفي، "ربما في رسالة للجبهة الداخلية التي تضررت معنويًا ولم تجد ردًا رادعًا من قبل السلطات".
إطفاء مسيرات العودة
وحول دوافع التصعيد الإسرائيلي باستهداف عناصر من المقاومة خلال الآونة الأخيرة، قال شهاب، إن "العدوان الاخير على غزة محاولة اسرائيلية للذهاب نحو مواجهة عسكرية واسعة للنيل من مسيرات العودة السلمية".
ويقول المحلل عوكل إن إسرائيل حاولت جر مسيرات العودة الشعبية لنطاق عسكري لكنها فشلت، مبينًا ان الآوان قد فات ولم يعد مجديًا لإسرائيل تحويل المعركة إلى عسكرية، "لأن مسيرات العودة حققت أهدافها وصنعت رأيًا عالميًا حول غزة".
وقال شهاب أن المقاومة وجهت امس رسالة واضحة بانها قادرة على الرد على اي عدوان اسرائيلي، مشيرا الى ان كافة الخيارات مفتوحة في حال لم تلتزم اسرائيل بالتهدئة.
هدنة طويلة الأمد
وفي وقت جاءت موجة التصعيد، بالتزامن مع تقارير تتحدث عن مساعي مصرية ودولية لعقد هدنة طويلة الأمد في قطاع غزة، قال شهاب إن "اسرائيل تريد هدنة وفق شروطها وتعمل وفق نظرية "كيّ الوعي" اي اقتل اكثر ومارس الارهاب اكثر لتحقيق اهدافها بعزل الشعب الفلسطيني عن خيار المقاومة".
وتابع: فكرة هدنة طويلة الأمد قضية غير مطروحه لدى فصائل المقاومة ولا يمكن القبول بها وتمريرها.
لكن المحلل السياسي طلال عوكل يقول إن الوساطات من أجل هدنة طويلة الأمد لا تزال قائمة، معتبرًا ان ما يجري سواء على حدود غزة او في البحر، أو هذا التصعيد المتبادل من الطرفين يأتي في سياق المفاوضات أو التأثير عليها، ولا يعني أن الطريق انقطع عنها.