إخلاء مصابين دون علاج كامل
مشافي غزة تلفظ أنفاسها ومئات الجرحى في خطر
خاص – غزة
قالت المتحدثة باسم الصليب الأحمر بغزة سهير زقوت ان قطاع غزة تكبد تكلفة انسانية أعلى من قدرته على التحمل خلال الاسابيع الماضية بعدما زادت الأوضاع الانسانية صعوبة تفوق الوضع الصعب أساسا.
وأوضحت زقوت لــ "رايـــــة" أنه رغم تمكن أطباء غزة من انقاذ حياة الكثيرين ومحاولة عدم خسارة أطراف المصابين، إلا أن عددا من الجرحى ينتظرون رحلة شفاء طويلة ومعقدة تحتاج إلى أشهر أو سنين من العلاج، وقد ينتهي البعض منهم بإعاقات تلازمهم مدى الحياة.
يذكر أن آخر احصائية لوزارة الصحة بغزة أفادت أن اجمالي عدد الشهداء جراء اعتداءات الاحتلال منذ انطلاق مسيرة العودة في 30 مارس وصل الى 116 شهيدا و 13300 اصابة منها 330 ما زالت خطيرة.
وأضافت زقوت أن القطاع الصحي في غزة لا يحتمل هذا العدد من المرضى في ظل شح الأدوية والمستلزمات الطبية خاصة أن المئات من المرضى يحتاجون 3-4 عمليات معقدة حتى تستمر رحلة الشفاء.
وكشفت أن المستشفيات اضطرت خلال الفترة الماضية الى إخلاء المصابين قبل حصولهم على الرعاية الصحية الكاملة وهو أمر له تبعات على حياتهم وعلى أطرافهم علما أن أغلب الاصابات كانت بالغة في الأطراف السلفية من الجسد.
وأكدت زقوت أن القطاع الصحي يحتاج تدخلا فوريا وعاجلا وسريعا وإمدادا بالأدوية والمستلزمات الطبية والفرق الطبية المتخصصة.
وقالت ان الصليب الأحمر قدم مساعدات لنحو 1000 اصابة خطرة واستقدم فرق جرح متخصصة جاءت من جنيف لمساعدة الطواقم الطبية في القطاع خاصة عمليات دقيقة في الأوعية الدموية والعظام لكن تلك المساعدات لا تسد كافة احتياجات قطاع غزة الطبية.
من جانبه كشف منير البرش مدير عام الصيدلة بوزارة الصحة بغزة في تصريحات صحفية، أن مستشفيات وزارة الصحة والمستشفيات الخاصة في القطاع وصلت نسبة الاشغال بها الى الـ 100%، وباتت بحاجة إلى كميات كبيرة من الادوية وإلى نقل أعداد كبيرة من مصابي مسيرات العودة إلى الخارج.
وأشار البرش إلى أن طبيعة الاصابات الناتجة عن استهداف قناصة الاحتلال للمشاركين بمسيرات العودة صعبة ومعقدة، وتحتاج لعدد كبير من العمليات وهي تفوق بكثير قدرة الطواقم الطبية المتواجدة، داعياً الوفود الطبية حول العالم للحضور وتقديم الدعم والمساندة للطواقم الطبية بغزة.
وشدد البرش على أنه من غير المقبول أن تبقى الخدمة الصحية بعزة تعاني هذه الأزمة الدوائية الحادة، مبيناً ان استمرارها لن يؤمن للمريض فرصة علاجية كاملة، وقد تدخل المريض في مربع خطير يترتب عليه أثار سلبية غير مسبوقة ستظهر في القطاع الصحي حال استمرار الأزمة.