خاص
ظواهر سلبية خلال صلاة التراويح.. كيف يمكن التخلص منها؟
ترتفع وتيرة عبادات المواطنين في شهر رمضان المبارك، وخاصة في صلاة التراويح التي تشهد حضورا كبيرا من قبل المصلين الذين يحضرون بسياراتهم الى المساجد، متسببين بأزمة مرورية في بعض الشوارع.
وبدأت المشكلة بالظهور في بعض مناطق بالضفة، حيث يقوم عشران المصلين بركن سياراتهم في الشارع، دون أن يعيروا أي انتباه الى أن الشارع قد أغلق بشكل تام، محدثة حالة من الفوضى.
وللحديث حول هذه الظاهرة، استضافت "راية"، الوكيل المساعد للوعظ والارشاد في وزارة الاوقاف الشؤون الدينية، الشيخ الدكتور خميس عابدة، الذي دعا الى الالتزام بأخلاقيات الصيام والصلاة والدين.
واعتبر عابدة أن هذه السلوك مؤلم وهو سلوك "انفصامي"، وأصبح جزء من مشكلة، وقال: "ننظر الى هذه الظاهرة على أنها مقلقة ومزعجة، وتجلب الانتقاد الى هؤلاء المصلين".
وأضاف: "المصلي يجب أن يكون قدوة للمجتمع وللمسلمين ولأبنائه، هناك توجيهات من الخطباء والوعاظ، وقد سمعتهم خلال صلاة التراويح وهم ينوهون الى هذه المسألة".
وأشار الى أن الخطباء قالوا لمن يغلق الشارع بسيارته "من كانت له سيارة تغلق الطريق، فإن فتح الطريق أولى من صلاته النافلة"، مبينا أن وزارته تحاول أن تعمم على كافة الأئمة للحديث عنها.
وفي حديث موجه لمن يغلق الطريق بسيارته أمام المسجد، نوه عابدة الى أن ضيق الطريق قد يؤدي الى حوادث وازدحام مروري.
وتابع: "اختناقات الطرق وعدم الاصطفاف السليم، وغالبية المساجد لا يوجد بها تأهيل لمصاف السيارات، ولا نجدها في المخيمات لان المسجد يقع وسط المخيم وقريب من البيوت فتأتيه الناس مشيا على الاقدام".
ويرى عابدة أن من يرتاد بعض المساجد يحاول أن يتكاسل فلا يذهب مشيا، في حين أن الذهاب الى المسجد في الحي الواحد أو المنطقة الواحدة مشيا، "فيه جانب صحي وترويحي عن النفس".
كما نوه الوكيل المساعد بوزارة الاوقاف الى وجود مشكلة أخطر من اغلاق السيارات للطرق خلال صلاة التراويح ويجب الحديث عنها؛ وهي "السيارات غير القانونية" والسائقين غير المؤهلين، والدراجات صاحبة الاصوات المزعجة.
ووجه عابدة مناشدة مخاطبا فيها المجتمع قائلا: "كلنا يد واحدة وبمسؤولية واحدة، سواء الشرطة أو المحافظات ورجال الاصلاح والوجهاء ألا يسكتوا عن تلك الظواهر المقلقة، التي لا تشكل مظاهر حقيقة لثقافتنا ولتراثنا وديننا".
بالإضافة الى ما تم مناقشته سابقا، تطرق عابدة ايضا الى ظواهر سلبية عديدة في المساجد خلال صلاة التراويح، منها ازعاج الاطفال الذين يأتون برفقة عائلاتهم الى الصلاة، وحتى المتسولين الذين يقفون على أبواب المساجد ويغلقون الطريق أمام المصلي.
ولمعالجة تلك الظواهر، أكد أنه يمكن الحديث عنها في المسجد، وقال: "نحن نوجه الامام من خلال تعميمات عديدة مكتوبة ويتحدث بها"، مشيرا في الوقت ذاته الى أن المسألة بحاجة الى تضافر اجتماعي ومؤسساتي.
كما يرى عابدة أنه لو تم سحب عدد من السيارات من باب أحد المساجد مشهور، ويتم اغلاق منطقته، فلن يقوم الناس بالدفاع عنه والتعاطف معه وأن يكون مثالا في بعض المساجد، وأضاف: "هذه سلطة تحافظ على المواطن بشكل عام وتحفظ للطريق حقها" مشيرا الى أن المقصود هو تنظيم السير وليس تسلط الشرطة".
وختم الوكيل المساعد حديثه، "نستطيع ايضا أن نوجه الناس الى عدم اصطحاب الاطفال الى المساجد، هنا ليست حديقة، هذا مسجد بحاجة فيه المصلي الى الخشوع".