القسطرة العلاجية لقلب الأطفال في مستشفى المقاصد تشهد تميزاً في علاج عيوب القلب الخَلقية
سجل قسم القسطرة العلاجية لقلب الأطفال في مستشفى المقاصد الخيرية الإسلامية، سلسلة من الإجراءات الناجحة لعلاج تشوهات وعيوب خلقية في القلب، أجراها اختصاصيا قلب الأطفال د. نائل اللحام ود. محمد أبو طاقة، وبالتعاون مع طاقم التخدير برئاسة د. عدنان فرهود وفنيي قسم القسطرة في المشفى، وذلك باستخدام تقنية القسطرة العلاجية ودون إجراء عمليات القلب المفتوح.
وبين د. محمد أبو طاقة أن القسم أجرى ثلاث عمليات مميزة خلال الآونة الأخيرة، حيث تم بنجاح إغلاق ثقب في القلب لطفلة تبلغ من العمر 5 سنوات، حيث أجريت لها في البداية قسطرة تشخيصية كما تم تصوير القلب بواسطة المنظار للتأكد من فعالية إغلاق الثقب بواسطة القسطرة، وأضاف أبو طاقة أنه بعد التشاور مع د. نزار حجة رئيس قسم جراحة قلب الأطفال قد تقرر إغلاق الفتحة عن طريق مظلة حجمها 26 ملم، حيث تكلل الإجراء بالنجاح ودون حدوث أية مضاعفات.
أما الحالة الثانية فقد كانت لشاب يبلغ من العمر 23 سنة تبين أنه يعاني من وجود ثقب في القلب بطول 2.1 سم، وأوضح د. أبو طاقة أن الشاب عانى في السابق خثرة دموية إلى الرئتين، حيث خضع لعملية قلب مفتوح في أحد المستشفيات ووضع مرشح (فلتر) الوريد الأجوف السفلي، مضيفا أن وجود هذا المرشح قد اضطر الطاقم إلى إجراء القسطرة العلاجية عن طريق الدخول من الرقبة إلى الوريد الجوفي العلوي من أجل إغلاق الثقب في القلب، وهي طريقة تعد نادرة ولم تتبع سوى لحالتين في أحد المشافي التركية.
وأضاف د. أبو طاقة أن تدخلا آخر بالقسطرة العلاجية للقلب تم إجراؤه لطفل يعاني من اختلال في مسار الأوعية الدموية؛ حيث يتم تزويد جزء من الرئة بالدم عن طريق الشريان الأبهر بدلا من الشريان الرئوي، الأمر الذي تسبب للطفل في حدوث التهابات متكررة في الرئة.
وأوضح د. أبو طاقة أن الإجراء العلاجي نجح في إغلاق الشريان المغذي للمنطقة المصابة من الرئة عن طريق وضع سدادة للشرايين، مؤكدا أن نجاح القسطرة العلاجية قد جنب الطفل الخضوع لعملية جراحية لإزالة الجزء المصاب.
من جهته أكد د. نائل اللحام أن نسبة نجـاح القسطرة العلاجية لإصلاح ثقوب القلب تصـل إلى 90%، كما تمتاز بقصر الوقت وانخفاض احتمالية حدوث مضاعفات لدى المريض، مبينا أن القسطرة لم تعد إجراءا تشخيصيا فقط بل باتت بديلا للعديد من جراحات القلب المفتوح؛ حيث تستخدم في إغلاق بعض الثقوب الموجودة في القلب لدى الكبار والأطفال، وتستخدم القسطرة العلاجية أيضا لتوسيع الفتحة بين الأذينين في بعض الحالات المرضية وحالات التشوهات الخلقية مثل حالة انعكاس الشرايين TTA.
فيما نوّه د. نزار حجة إلى أن ارتفاع عدد القسطرات التي تجرى سنويا إلى 350-400 قسطرة علاجية وتشخيصية سنويا، سيسهم بشكل فاعل في الوصول إلى الهدف المنشود والمتمثل برفع عدد عمليات القلب المفتوح للأطفال سنويا، وتوفير أسرة للمرضى في وحدة العناية الحثيثة التابعة للقسم.