الرئيس يوجه رسالة للأسرة التربوية
وجه الرئيس محمود عباس رسالة إلى الأسرة التربوية أكد فيها على الاستمرار ببذل كل جهد ممكن في سبيل خدمة التعليم، والتصدي لكل محاولات أسرلته في القدس العاصمة، والتحريض ضد مناهجنا الوطنية وذلك من خلال الحكومة الفلسطينية والعمل الدؤوب لوزارة التربية والتعليم العالي، استمرارا لمسيرة التطوير والتميز.
وأثنى الرئيس في الرسالة على جهود الأسرة التربوية ومهنيتها، وانجازاتها مؤكداً على ضرورة أن تبقى فلسطين حاضرة في كافة المحافل والميادين، حتى يدرك أبناؤنا طريق الخلاص والاستقلال.
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى:" قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَاب"
وفيما يلي نص الرسالة كاملة..
أخواتي وإخوتي، أبنائي وبناتي، ماجدات وفرسان الأسرة التربوية، أخاطبكم اليوم، وأنا على سرير التعافي، وأنتم تعدّون العدة لانطلاق امتحان الثانوية العامة، وتستكملون التحضيرات للعام الدراسي القادم؛ لأبارك لكم هذا الشهر الفضيل، وأبارك فيكم طموحكم ونبل مهنتكم التي شققت من خلالها بدايات حياتي المهنية والتي ما زلت اعتز بها؛ فمهنة التعليم مشرفة وعظيمة.
أترحّم بداية على أرواح شهداء فلسطين والشهداء من أطفالنا وطلبتنا ومعلمينا وموظفينا الذين خسرتهم أسرتنا التربوية، نتيجة استهدافهم برصاص الاحتلال.
أحييكم وأنتم تسطرون كل يوم أبهى حروف الإنجاز والتألق في سِفر العلم والمعرفة، وهذا ما نريده؛ أن تبقى فلسطين حاضرة في كافة المحافل والميادين، حتى يدرك أبناؤنا طريق الخلاص والاستقلال.
بكل فخر واعتزاز نثمن عالياً جهودكم وجهود قيادتكم التربوية الحكيمة والتي جسدتموها معاً لتطوير التعليم عبر إعداد المناهج العصرية الجديدة، وإدخال نظام الثانوية العامة الجديد، ورقمنة التعليم، ودمج التعليم المهني والتقني في التعليم العام، وتوسيع إدخال الطاقة النظيفة للمؤسسات التعليمية، والاهتمام بالتعليم ما قبل المدرسي، وتعزيز النشاطات اللامنهجية من خلال برنامج النشاط الحر وذلك في إطار بيئة قانونية وفرناها عبر مصادقتنا على قانوني التربية والتعليم العالي.
لقد قدمتم وتقدمون أروع الصور المشرقة عن فلسطين وتاريخها وصمودها أمام دول العالم؛ وهنا أستحضر المعلمين الفلسطينيين الأوائل وأولئك الذين عملوا ولا زالوا يعملون في بلدان عربية شقيقة وأثبتوا عبر الأزمان تميز الإنسان الفلسطيني وإيمانه برسالة العلم في مختلف أرجاء المعمورة.
في القدس التي تعاني الكثير، لن ندخر جهداً في سبيل خدمة التعليم، والتصدي لكل محاولات أسرلته في القدس العاصمة، والتحريض ضد مناهجنا الوطنية وذلك من خلال حكومتنا والعمل الدؤوب لوزارة التربية والتعليم العالي، استمرارا لمسيرة التطوير والتميز.
وفي قطاع غزة نعتبر دعم التعليم هناك أولوية، وفي المناطق المصنفة (ج) وتلك المهددة كالبلدة القديمة في الخليل والمهمشة في كافة أرجاء الوطن، ففلسطين تحتاج إرادتكم وإصراركم وعزيمتكم وستنتصر رسالتكم السامية لا محالة مهما اشتدت المحن.
ختاما أدعو لكم بالرفعة ودوام التوفيق مستحضراً مقولة الراحل محمود درويش:
واقفون هنا، قاعدون هنا، دائمون هنا، خالدون هنا، ولنا هدف واحدٌ واحدٌ واحدٌ: أن نكون.
__________________________________________________
محمود عباس
رئيس دولة فلسطين
رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية