اعلان زين يطرد موظفا في الشركة.. وموجة الانتقادات مستمرة

خاص- حسين ابو عواد:

أثار إعلان مجموعة "زين" الكويتية لرمضان 2018 جدلا كبيرا في صفوف النقاد والنشطاء على موقع  التواصل الاجتماعي تراوح بين مؤيد وناقد له، فالبعض اعتبره " متاجرة سياسية" و"استعطاف للجلاد"، فيما رأى آخرون أنه عبر عن الواقع العربي بشكل صريح.

الاعلان الذي حمل عنوان "سيدي الرئيس"، تناول أزمات عدة في المنطقة العربية كأزمة لاجئي سوريا، وتشريد مسلمي الروهينغا، وقرار الرئيس ترامب بشأن القدس، مجسدا شخصيات سياسية بارزة كالرئيس الاميركي دونالد ترامب، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل وغيرهم من القادة والزعماء المؤثرين حول العالم.

الاعلان صريح ..
ضايقكم سيدي الرئيس ؟
ضايقكم الذل اللي بالإعلان ؟
هذا واقعنا بإختصار فالواقع اذل من ذلك ..
القدس محتله من ١٩٤٨ والعرب نيام وسيدي الرئيس تقال من قبل قادات العرب لا جديد ولا غريب بالموضوع
الغريب هو النخوه والغيره التي نزلت من السماء فجأه!!#اعلان_زين

— حمد المزعل (@7Mezel) ١٧ مايو ٢٠١٨

 ويرى مراقبون ان الاعلان الذي اظهر الرئيس الروسي بوتين وهو يتواجد في منزل طفل سوري للإفطار وكان والده مقعدا، اشار الى انه بوتين هو سبب اصابة الاب من خلال دعم موسكو لسوريا بينما تغاضى الفيديو عن إظهار أي مشهد يحمل مثل هذا الإيحاء للرئيس الأمريكي.

وفي مقابل ذلك ظهر الاعلان وكأنه "استعطاف للجلاد" من  خلال مشهد الطفل وهو يدعو الرئيس ترامب للافطار في القدس بينما كان ترامب يجلس على مكتبه هادئا ومرتاحا.

كما لم يغفل الاعلان قضية اللاجئين وهم يخاطرون بحياتهم في مياه البحر املا في الوصول الى ارض الاحلام" اوروبا"  فيما تظهر المستشارة الألمانية بملامح حزينة تستقبلهم بمشهد اظهر اوروبا بانها الحاضنة للاجئين.

 واظهر الاعلان ايضا مشهدا للرئيس الكوري الشمالي في وقت ذهب الطفل للنوم ولم يستطع ذلك بسبب صوت التفجيرات.

ويختتم الاعلان بمشهد رمزي يذكر ترامب بان القدس عاصمة فلسطين وبعدها تظهر 6 شخصيات بملابس خليجية  يسيرون الى القدس كأنهم الفاتحين لها.

الاعلان يطرد موظفا

لم تكتف الشركة بهذا الاعلان المثير للجدل الذي يحمل اكثر من رسالة سياسية بل قامت بفصل احد موظفيها لانتقاده الاعلان عبر صفحته الشخصية على "الفيس بوك".

"راية" تواصلت مع الموظف المفصول صدام ابو ديه الذي يعمل في قسم "IT" بالشركة حيث اكد بدوره صحة قرار فصله بعد 4 سنوات من عمله في "زين".

ابو ديه اوضح بان قرار فصله من الشركة جاء بعد محاولات حثيثة من قبل ادارة شركة"زين" لاقناعه بحذف النقد الذي نشره عبر صفحته عن الاعلان كونه احد موظفيها ولا يسمح له بانتقاد الشركة الامر الذي رفضه ابو ديه مشيرا الى ان ما نشره هو نقد بناء ولم يحمل اي اهانه للشركة كما انه لم يذكر في منشوره اسم "زين" او انه يعمل لديها.

واعتبر ابو ديه ان قرار فصله تعسفي ويمثل تدخلا في حياته ورأيه الشخصي، لافتا الى ان كتاب انهاء الخدمة الذي تسلمه يوم الاحد الماضي جاء فيه انه تقرر فصله لتجاوز قانون العمل الاردني المادة 28/ط، التي تنص على: "انه يحق فصل الموظف اذا اعتدى العامل على صاحب العمل او المدير المسؤول او احد رؤسائه او اي عامل او على اي شخص اخر اثناء العمل او بسببه وذلك بالضرب او التحقير"، معتبره "زين" ان ما قام به الموظف ابو ديه من تعبير عن رأيه  يندرج في اطار "تحقير" الشركة على حد زعمها.

وبين ابو ديه ان الشركة وبعد فشلها في اقناعه بحذف المنشور وتسليمه قرار فصله، حاولت اقناعه بالتوقيع على كتاب استقاله من قبله لتجنب دفع الحقوق المالية التي تترتب على "الطرد التعسفي" الامر الذي رفضه ايضا الموظف المفصول مؤكد بانه سيلجأ الى القضاء لاخذ حقوقه المالية.

اعلان زين الذي انقسم النقاد والنشطاء بشأنه بين مؤيد ومعارض تصدر قائمة اكثر الهاشتاغات انتشارا كما حقق على "يوتيوب" نحو 5 ملايين مشاهدة.