"قصة جواد"..فلسفة التمسك بالأمل والمثابرة
سماح عرقاوي
المثابرة والتمسك بالامل هو عنوان السيرة الذاتية للشاب محمد يحيى الذي تخرج من جامعة بيرزيت بدرجة بكالوريوس في هندسة الميكاترونكس. هذه القصة بدأت حين أعد محمد مشروع تخرجه من الجامعة حول انتاج الكهرباء بطاقة الرياح، ولكن بفكرة مبتكرة، تناسب الظروف المناخية في فلسطين، حيث أنتج توربينا عمودياً لولبياً يمكن من خلاله توليد الكهرباء حتى لو كانت سرعة الرياح منخفضة كما هو حالها غالباً في فلسطين، ولكن رغم أهمية الفكرة إلا أنها لم تحظ بالاهتمام أو الدعم المطلوبين.
ولم يتوقف محمد عند هذه النقطة، فقد تمكن من المشاركة في برنامج تدريبي في جامعة إنديانا في الولايات المتحدة، وكانت المفاجأة أن مشروعه تم اختياره نظراً لإبداعيته وقابليته للتطبيق، وحصل على المركز الثالث متفوقاً على ثلاثين فريقاً مشاركاً، وبعد وقت قصير أخبره أحد أساتذته في الجامعة بان إحدى شركات الكهرباء المحلية ستتبنى مشروعه، فكانت فرحته كبيرة، إلا ان النتيجة كانت عكس ذلك، ويضيف قائلاً:" حاولت التواصل مع الشركة أكثر من مرة للوصول إلى اتفاقية دعم معينة، ولكنّ اتضح فيما بعد أن هذه الخطوه كانت مجرد دعاية إعلانية قصيرة لأغراض غير معروفة، ولم يتم مراجعتي أو مراجعة الجامعة بخصوص المشروع مطلقاً".
ولأن المصائب لا تأتي فرادى، لم يتوقف حال محمد عند خيبة الأمل هذه، بل اكتشف بعد وقتٍ قصير أنه مصاب بمرضٍ خطير، فكان وقع الخبر كالصاعقة عليه وعلى أهله.
وبإرادته واتباعه العلاج اللازم تمكن محمد من قهر مرضه والتغلب عليه شيئاً فشيئاً حتى وصل إلى الشفاء التام، لكنه لم ينس حلمه بتطبيق مشروعه، حيث تقدم لمسابقة جديدة تنظمها جامعة الدول العربية على مستوى الوطن العربي تختص بالتقنيات الصديقة بالبيئة.
ويكمل محمد ما حصل معه قائلاً": شروط المسابقة تتلطب أن يحقق المشروع التنمية المستدامة أيضاً، فقمت بتحويل النفايات البلاستيكية إلى أجنحة لتوربين الهواء، ثم تقدمت بمشروع متكامل قدم خطة العمل وأطلقت عليه اسم "جواد".
ويثني محمد على أهمية التطوير الأخير لمشروعه قائلاً:" جواد كريم، يحقق منفعة كبرى بإنتاج الكهرباء النظيفة المجانية ويتخلص من الفضلات البلاستيكية المضره الغير قابلة للتحلل".
مشروع " جواد " فاز بالمركز الثاني على مستوى الوطن وتمكن محمد من تسجيل انجاز آخر في نفس المجال، واثبات مرة تلو الأخرى أن مشروعه يستحق العمل عليه وتطبيقه.
لكن خيبات الأمل لم تتوقف بعد، فلا الجامعة العربية ولا الجهات الفلسطينية المختصة قامت بتقديم أي دعم مالي أو تقني للمشروع ولا حتى لأي فكرة فائزة وفقاً لما قاله محمد.
ويضيف:" كثيرا ما يسمع عن منح تأتي من الدول الأوروبية لدعم مشاريع أقل تأثيرا من هذا المشروع، لكن تبين لي أن دعم المشاريع يأتي ضمن سياسة محددة للدول المانحة يبدو أنها لا تنطبق على مشروعي !!".
هذه التناقضات والأحداث المتشابكة جميعها تدعونا للتساؤل عن كل ما حدث، وعن سبب عدم تمكن شاب لديه الكثير من الطاقة والعزيمة لانجاز مشروع هام كهذا؟ لكن الأهم أن محمد ما زال يعمل لتحقيق طموحه وحلمه.