هيئة مسيرة العودة: لا نخترق الحدود بل نكسر أبواب السجن السام الكبير
دعت الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار المجتمع الدولي إلى مساندة شعبنا في نيل حقوقه بالحرية والاستقلال وتقرير المصير، ورفع الحصار الإسرائيلي فورًا عن قطاع غزة وبدون شروط.
وطالبت الهيئة في مؤتمر صحفي بمقر وزارة الإعلام بغزة، صباح الأربعاء، بالضغط على حكومة الاحتلال لوقف آلة القتل، لاسيما أنها لا تزال تهدد بمزيد من القتل، وتقديم المسئولين عن ذلك للعدالة.
وقالت: "لقد أصدرت إسرائيل أوامر إطلاق النار لقتل المدنيين العزل، واعتبر وزير جيش الاحتلال أڤيغدور ليبرمان "أنّه لا يوجد أبرياء في غزة"، فحتى اللحظة قتل أكثر من 42 فلسطينيا مدنيا مسالمين، كثير منهم أطفال، وإثنين من الصحفيين، وجرح أكثر من 6000، جراح كثير منهم خطيرة، وقد يبقوا معاقين مدى الحياة".
وأضافت الهيئة في بيانها: "أن إسرائيل تزعم أننا نحاول خرق السياج "الحدود"، لكن رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون وصف غزة بـ "سجن مفتوح"، ووصف كيمرلنج غزة بأنها "معسكر اعتقال"، ووصفت صحيفة هآرتس العبرية غزة بأنها "غيتو"، نحن لا نحاول خرق "الحدود"، نحن نحاول - وبطريقة سلمية - أن نخرج من الفضاء المحكم الإغلاق الذي "نتسمم فيه ببطء"، نحن نحاول كسر أبواب السجن الكبير، ولن نستسلم حتى نكسره ونحقق آمالنا بالحرية والعيش الكريم، ونحن نقدم الكثير من التضحيات البشرية لتحقيق ذلك، والتي لا يمكن أن نحققها بمفردنا، بل بمساعدتكم ومساندتكم لمطالبنا".
وتابعت: "تزعم إسرائيل أنها انسحبت من غزة عام 2005 ولم تعد تحتلها، ولكن الامم المتحدة وجميع منظمات حقوق الإنسان، وحتى بعض القانونيين البارزين في دولة الاحتلال مثل يورام دينشتاين، يتفقون على أن إسرائيل لا تزال هي القوة المحتلة في غزة".
وأشارت الهيئة إلى أن منظمة "هيومن رايتس ووتش" خلصت في تقرير لها أن الحصار "يشكل عقابًا جماعيًا للسكان المدنيين، وانتهاكًا خطيراً للقانون الإنساني الدولي"، بينما صرحت منظمة العفو الدولية أنه "شكل من أشكال العقاب الجماعي، وأن الحصار الإسرائيلي المستمر على غزة يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي.
وذكرت أن قطاع غزة عانى منذ أكثر من 12 سنة من حصار ظالم وغير قانوني وغير أخلاقي، بل حتى قبل ذلك كانت أوضاع غزة مأساوية، حتى أنه في عام 2003، وصف العالم البارز في علم الاجتماع، باروخ كيمرلنج، غزة بأنها "أكبر معسكر اعتقال موجود على الإطلاق".
وقالت الهيئة: "في الواقع إن 97٪ من مياه الشرب في غزة غير صالحة للاستهلاك البشري، حيث تقول سارا روي من مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة هارفارد: "إن البشر الأبرياء، ومعظمهم من الشباب، يتسممون ببطء بسبب المياه التي يشربونها، ومن المحتمل بسبب التربة التي يزرعون بها، كل ذلك بمعرفة وقبول المجتمع الدولي"، مضيفةً: "ماذا يعني هذا: حصار إسرائيل لمليوني شخص نصفهم من الاطفال في منطقة مكتظة بالسكان على وشك أن تصبح غير قابلة للعيش".
ولفتت إلى أنه إلى جانب الحصار المدمر الى الحصار المدمر، فإن قطاع غزة في العشرة أعوام الاخيرة تعرض للعديد من العدوانات الاسرائيلية أدت الى قتل الآلاف وجرح عشرات الآلاف، معظمهم من النساء والأطفال، فخلال عدوان (يوليو 2014) وحدها، قتلت قوات الاحتلال أكثر من ٢١٥٠ فلسطينيا، منهم 550 من الأطفال وحوالي ٣٢٠ امرأة، كما دمرت أكثر من 18000 بيتاً.
وبينت الهيئة أن الشعب الفلسطيني في غزة أطلق في 30 مارس الماضي حملة سلمية واسعة تحت مسمى "مسيرات العودة الكبرى" من أجل تحقيق حقوقنا الإنسانية الأساسية وفِي مقدمتها حق العودة والعيش حياة طبيعية كريمة من خلال كسر الحصار.
وقالت: "طوال سبعين سنة، سعى اللاجئون الفلسطينيون إلى تحقيق حقهم في العودة إلى ديارهم التي هجروا منها عند قيام دولة إسرائيل أو ما نسميه نحن "النكبة"، وهذا الحق كفله القانون الدولي وأكده قرار مجلس الأمن 194، كما أيدته كل من منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش. وطوال عقود طويلة من الزمن، عانينا من احتلال إسرائيلي غير قانوني ووحشي وعنصري".