كان بين أيدي أشقاء الضحية
قصة الأم التي عفت عن قاتل إبنها في الخليل
في وقت كان قاتل إبن الحاجة رتيبة سويطي من مدينة الخليل بين أيدي أبنائها أشقاء الضحية، وتحت مسدس أحدهم، صدر العفو، ليس من أي شخص، إنما من الحاجة نفسها والدة المقتول.
الحادثة الاستثنائية التي انتشرت في نطاق واسع على شبكات التواصل، لاقت ثناء وترحيبًا من الوسط الإصلاحي في محافظة الخليل.
وأظهر مقطع فيديو وثق واقعة العفو، الشاب مرتكب عملية القتل، داخل غرفة ويحيط به أشقاء الضحية في بلدة بيت عوا قضاء الخليل، وأحدهم يشهر مسدسًا، بانتظار قرار الأم، التي تحاملت على نفسها وعفت عنه أخيرًا.
"عندما وضعوه امامي، وطلب أن يشرب ماء وأن يكلم والده ووالدته، قلت لهم أرفعوا أنا عفوت عنه"، تقول الأم المكلومة صاحبة العفو.
وتعود القصة إلى حادثة قتل وقعت بين أبناء عمومة قبل 12 عامًا، وحينها تعرض القاتل للسجن قبل أن يفرج عنه مؤخرًا، لكن فور خروجه من السجن تم اختطافه من قبل عائلة الضحية.
ويقول الشاب المعفو عنه، إنه لم يتعمد القتل بل تفاجئ بالضحية ولم يقصد بتاتًا قتله بطعنة سكين.
ومثل هذه الحادثة تكاد تكون فريدة من نوعها، ولم يسبق أن حصل مثل هذا العفو، بينما القاتل بين يدي عائلة الضحية.
ويقول رجل الإصلاح في الخليل عبد المعطي السيد لـ"رايـة": "نحيي هذه الأم.. كانت هنالك حوادث عفو سابقة لكنها لم تصل إلى مثل هذه الحادثة".
ويضيف: اناشد كل من لديه مشاكل مع أقارب أو غيرهم أن يقتدي بهذه المرأة.
وعلى المستوى الرسمي في محافظة الخليل لاقت حادثة العفو ترحيبًا، وتم استدعائ الأم للتكريم في مقر النيابة العامة بالخليل.
وقال رشاد الهوارين، رئيس نيابة بلدة دورا جنوب الخليل إنه "بتعلميات من النائب العام احمد براك قامت النيابة باستدعاء السيدة لتكريمها.. نحن سعداء جدا بما قامت به لحفظ السلم الأهلي".