"ذبابة الزيتون" تهدد موسم الشجرة المباركة

يشكو المزارعون في محافظات شمال الضفة من لحوق أضرارٍ كبيرة بأشجار الزيتون نتيجة لآفة خطيرة يقولون إنها تهدد الموسم هذا العام.

ووفقاً لوزارة الزراعة ولما تحدث عنه مئات المزارعين، فإن هذه الآفة الخطيرة تنتشر بشكل كبير في محافظات سلفيت وقلقيلية وطولكرم وعملت على مهاجمة العناقيد الزهرية للأشجار ما أدى إلى توقف نموها ما سيؤثر بشكل كبير على نسبة الإنتاج لهذا العام.

حجم الضرر

مدير زراعة طولكرم المهندس باسم حماد قال لراية إن هذه الآفة تدعى "ذبابة أوراق الزيتون" وهي موجودة في عدد من المحافظات منذ عدة سنوات، لكنها انتشرت بشكل أكبر خلال هذا العام، موضحاً أن 70 من حقول الزيتون في محافظة  طولكرم مصابة بهذه الآفة وهو ما سيؤثر بشكل كبير على إنتاجها، لكنه قال إنه لا يوجد حتى الآن تقدير دقيق حول نسبة التأثير السلبي لهذه الذبابة على المحصول نظراً لاستمرار حالة التقلب الجوي والتي قد تؤثر بشكل سلبي أيضاً على محصول الزيتون.

من جانبه قال المهندس الزراعي مأمون تايه لراية  إن تأثير هذه الآفة سيؤدي إلى انخفاض الإنتاج بنسبة 20-30 بالمئة هذا الموسم، وأن تأثير هذه الآفة لن يتوقف عند مهاجمة العناقيد الزهرية، بل سيكون هناك تشوهات في حب الزيتون الذي ينجو من مهاجمتها للعناقيد على حد تعبيره.

سبل المواجهة

المهندس باسم حماد قال إن مديرية الزراعة في طولكرم قامت بتنظيم العديد من ورشات العمل للمزارعين لرفع الوعي لديهم حول طرق مكافحة هذه الآفة ومخاطرها، كما عقدت لقاءاتٍ مع الإعلام المحلي لذات الغرض، إضافةً إلى اجتماع موسع الخميس الماضي ضم كافة المعنيين بذات الموضوع والمؤسسات العاملة في القطاع الزراعي والجامعات الموجودة والكثير من رؤساء الهيئات المحلية للتباحث في أفضل السبل لمواجهة هذه الآفة، موضحاً أنه يوجد طريقتين، الأولى من خلال الرش الجماعي بالمبيدات الكيماوية وهي ليس بالأمر السهل،  والثانية من خلال إطلاق الأعداء الحيوية لهذه الآفة.

وعن طرق المواجهة هذه،  قال المهندس الزراعي مأمون تايه إن الأعداء الطبيعية لهذه الآفة هي أفضل السبل ، مبيناً أنها موجودة ولكن يجب أن يكون هناك عمل من أجل إكثارها وتوجييها للحقول المصابة، محذراً من أنه  اذا لم يتم مكافحتها فستؤثر مجددا على الزيتون في العام القادم وسيكون تأثيرها أكبر.

من يدعم المزراعين؟

المزارع جمال تايه من ضاحية شويكة في طولكرم، يملك 50 دونماً زراعياً مزروعاً بالزيتون، قال لراية  إن أضراراً كبيرة لحقت بأشجاره، موضحاً أن نسبة الضرر قد تصل إلى 90 بالمئة، داعياً وزارة الزراعة لمساعدة المزارعين في تحديد العلاج الأنجع لهذه الآفة، ودعمهم لشرائه نظراً لارتفاع بعض أنواع العلاجات.

وفي هذا السياق قال مدير زراعة طولكرم إنه تم خلال الاجتماع الأخير لكافة المعنيين بهذه المشكلة، رفع توصيات لوزارة الزراعة، وهي حاليا تقوم بتقييم هذا الموضوع وستحتاج لعقد اجتماعات مع الممولين من أجل إيجاد التمويل اللازم لدعم المزارعين ومساعدتهم في محاربة هذه الآفة.

خطة مواجهة

وأوضح حماد أنه سيكون هناك خطة خلال الأشهر القادمة من قبل وزارة الزراعة لتوصية المزارعين بالطريقة الأفضل  والأنسب للعلاج، مؤكداً ان العلاج في المرحلة الحالية سيكون إجراء وقائي فقط،  بحيث نقتل الآفات التي قد تؤثر على الأشجار في الموسم القادم، فيما أكد المهندس مأمون تايه أن العلاج يجب أن يكون متكاملاً لأن لهذه الآفة 3 أجيال، ويجيب محاربتها في أشهر نيسان وحزيران وآب.