"انتهاكات الناعمة"
اعلاميون وحقوقيون: الصحفيون يتعرضون للقتل المتعمد والاخراس القمعي
خاص- عامر أبو شباب
اطلق المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان اليوم الأحد تقريرين له حول حرية التعبير بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يوافق الثالث من أيار/ مايو من كل عام في اطار فعاليات حملة "لا لاستهداف الحقيقة".
وجاء التقرير الأول بعنوان، حرية الرأي والتعبير في السلطة الفلسطينية، فيما الثاني فحمل اسم "إخراس الصحافة" ويتحدث عن انتهاكات قوات الاحتلال بحق الصحافيين ووسائل الاعلام. خلال لقاء عقد في قاعة ” اللايت هاوس” غرب مدينة غزة.
وقال راجي الصوراني مدير المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، خلال الفعالية التي نظمت في بمدينة غزة، وحضرها جمع كبير من الإعلاميين والصحفيين والمؤسسات الصحفية والاعلامية وممثلي منظمات حقوق الإنسان ومؤسسات المجتمع المدني وسياسيين ان المطلوب في فلسطين جيل من الصحفيين يمتلكون الشجاعة والقدرة على قول الحقيقة ودفع ثمن ذلك، مع ضرورة الالتزام بالمهنية والمصداقية واحتراف مهنة الصحافة، في زمن رديء بالنظر للاعتداءات المتزايدة بحق الصحفيين والحريات، مبينا أن دولة الاحتلال احتكرت الخبر على مدار سنوات لصالح روايتها وتبرير جرائمها ضد الانسانية.
وأشار الصوراني خلال كلمته في افتتاح الحملة إلى أن قوات الاحتلال قتلت 23 صحفيا فلسطينيا منذ انتفاضة الأقصى، اخرهم الصحفيين ياسر مرتجى واحمد أبو حسين على الرغم من التزامهم بارتداء شارة الصحافة المعروفة، مما يؤكد أن الصحفي هدف مباشر للاحتلال الإسرائيلي.
وشدد الصوراني على أن الصحافة معيار هام لواقع حقوق الانسان والديمقراطية وصيانتها واحترامها يجعل موضوع الديمقراطية حبر على ورق.
الانتهاكات الناعمة
من جانبها قالت عندليب عدوان مدير مركز الاعلام المجتمعي ان حرية التعبير حق دستوري مكفول في القانون الأساسي الفلسطيني و"رغم ذلك فإن الانتهاكات التي تواجه النشطاء والاعلاميين تتصاعد وهي في ارتفاع مستمر في الضفة وغزة"، وفق تعبيرها.
وقالت عدوان لـ "رايـــة" ان ما وصفتها "الانتهاكات الناعمة" تحدث في أكثر من سياق منها قيام سلطة الأمر الواقع في غزة من خلال المكتب الاعلامي الحكومي بإجراءات صعبة للسماح بالأنشطة الاعلامية عبر سلسلة اجراءات تستهدف المواد المراد بثها ليصل الامر في بعض الحالات الى منع البث دون مبررات مقنعة.
وأضافت عدوان أن السياق الثاني للانتهاكات الناعمة تقوم بها العائلة والمجتمع مع الفتيات للحد من رغبتهن في التعبير عن مواقفهن أو مشاعرهن او انتقاد السلطة واضطرارهن لاستخدام أسماء مستعارة.
حماية الصحفي غير متوفرة
بدوره شدد بلال جاد الله مدير مؤسسة بيت الصحافة لـ "رايـــة" على ضرورة توحيد الأجسام الصحفية للعمل على فضح جرائم الاحتلال، والحاجة الماسة للتركيز على توثيق الجرائم والانتهاكات الاسرائيلية بحق الصحفيين خاصة في المحافل الدولية والمؤسسات الاعلامية الدولية، مع أهمية تدخل المجتمع الدولي لحماية الصحفيين وملاحقة قتلتهم والسماح بإدخال معدات سلامة الصحفيين.
بدوره قال الصحفي عادل الزعنون مدير مركز الدوحة لحرية الاعلام ان الانتهاكات بحق الصحفيين منذ مطلع العام الجاري بلغت 224 انتهاكا، منها 41 انتهاكا على يد أجهزة الأمن الفلسطينية.
وشدد الزعنون على أن الاحتلال يتعمد استهداف الصحفيين بشكل مباشر مما يتطلب تفعيل الملاحقة القانونية الدولية لجنود وضباط الاحتلال المسؤولين عن حالات الاستهداف للصحفيين.
وقائع اعتداء على الصحفيين
من جهته اعتبر فتحي صباح مدير المعهد الفلسطيني للتنمية والاعلام ان الانتهاكات الاسرائيلية تأتي في اطار سياسة ممنهجة مما يتطلب اعداد ملفات حرب ضد قادة وجنود الاحتلال المشاركين في تلك الجرائم.
وفي واقع الصحافة الداخلي استعرض صباح واقعة اعتقال الصحفي جهاد بركات في الضفة الغربية على خلفية تصويره موكب رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله أثناء مروره على حاجز عسكري إسرائيلي.
وتناول أيضا واقعة الصحفية هاجر حرب في قطاع غزة التي اعدت تحقيقا استقصائيا حول شبهات فساد في ملف التحويلات الطبية للعلاج في الخارج، حيث أجرت النيابة العامة معها تحقيقا وقدمت لائحة اتهام بحقها ومحاكمتها غيابيا أثناء وجودها للعلاج في الأردن.
مؤشرات خطيرة
بدوره عرض الباحث محمد ابو هاشم الباحث في المركز الفلسطيني واقع الصحافة أمام السلطات الفلسطينية في ظل حالة الانقسام وغياب المجلس التشريعي وقضاء مستقل.
وطرح 7 مؤشرات لاعتداء السلطات الفلسطينية منها سن قوانين تنتهك حرية التعبير مثل قانون الجرائم الالكترونية.