في كلمة لها نيابة عن رئيس الوزراء خلال حفل تخريج مدارس المستقبل
رصاص: التشبث بحقنا في التعليم سمة ميزت شعبنا على مدار كفاحه
قالت مستشار رئيس الوزراء د. خيرية رصاص: "لقد تحولت الحكومة بتوجيهات من فخامة الرئيس محمود عباس ودولة رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله ومتابعة منهم، بمنظومة التربية والتعليم إلى مرحلة جديدة من الابتكار والمبادرة بعيدا عن التلقين والرتابة والانغلاق، وعملت على نقله من النمط التقليدي إلى التعليم الذكي وتوظيف التكنولوجيا".
وأضافت رصاص: "إن التعليم الذي نريده ونطمح له هو "تعليم نوعي آمن وجامع متاح للجميع"، ولهذا قدنا بكل فخر جهدا كبيرا لضمان شمولية التعليم في فلسطين، والذي توج بقرار مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة، بتشكيل لجنة خاصة لإعداد برنامج وطني لمرضى التوحد والطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة للوصول بخدمات التعليم إلى كل أبناء شعبنا مع مراعاة ظروفهم وفروقهم الفردية".
جاء ذلك خلال كلمتها نيابة عن رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله، في حفل تخريج مدارس المستقبل، اليوم السبت برام الله، بحضور رئيسة مجلس إدارة مدارس المستقبل منال زريق، ومدير مدارس المستقبل شاهر الشنطي، وأعضاء مجلس الإدارة والهيئتين الإدارية والتدريسية، وعدد من الشخصيات الرسمية والاعتبارية.
وتابعت رصاص: "تتجدد فينا صور الفخر والأمل، ونحن نتشارك معكم أعزائي طلبة مدارس المستقبل فرحة تخرجكم. اليوم تزهو بكم بلادكم وترتقي، فعناصر التقدم والتطور التي تراكمونها هي التي تمد شعبكم بالمزيد من القوة والإصرار على الخلاص من الاحتلال الإسرائيلي وبناء دولة العلم والمعرفة والمؤسسات، دولتكم جميعا التي تفخرون بالانتماء إليها وخدمتها".
وقالت مستشارة رئيس الوزراء: "يشرفني أن أنقل لكم جميعا تهاني دولة رئيس الوزراء د. رامي حمد الله وتمنياته بأن تسيروا دائما على درب النجاح والتقدم. إن الاحتفال بنجاحكم هنا في رحاب مدارس المستقبل، هو احتفال بتميز وتفاني كافة العاملات والعاملين في قطاع التربية والتعليم، واعتراف بتراكم الجهد وصيرورته على مدى التاريخ، واحتفاء بالعمل الحكومي الذي أوصل المنظومة التعليمية إلى مستوى متقدم رغم كافة التحديات والمعيقات التي تحاصره. ولنا أن نفخر بأن معدلات الأمية في بلادنا هي من أقل المعدلات في العالم، حيث تشير أرقام الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني إلى أن نسبة محو الأمية تصل إلى 99%".
وأردفت رصاص: "أدرك حجم التحدي والإصرار الذي يعتريكم وأنتم تشقون دربكم وسط الصعاب، كما أدرك القلق الذي تشعرون به وأنتم تخطون أولى خطواتكم نحو الحياة الجامعية وتخصصاتها المختلفة وأعبائها، وأتفهم تماما مخاوف خريجي فلسطين حيال فرص التشغيل المتوفرة ومشقة الوصول إلى سوق العمل."
واستدركت مستشارة رئيس الوزراء: "الحكومة قادت جهدا دؤوبا بالشراكة مع القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني، لاستيعاب الخريجين وخلق فرص العمل، ففتحت المجال رحبا لدعم الريادة والمبادرات والمشاريع الإبداعية الخلاقة، وأدمجت التعليم المهني والتقني بالتعليم العام، وعملت على تقنين التخصصات ومواءمتها مع الاحتياجات المجتمعية وسوق العمل، وأقرت منهاجا وطنيا عصريا متطورا يتوافق مع روح العصر، ويحافظ في الوقت ذاته على موروثنا الوطني ولغتنا وخصوصيتنا الثقافية وقيمنا الاجتماعية والدينية، هذا وقد شرعت وزارة التربية والتعليم، ببناء مدارس التحدي في المناطق المهددة والمتضررة من الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه، وتم إقرار أول قانون للتربية والتعليم في فلسطين. وقد أوصلنا إلى كافة المحافل الدولية ضرورة لجم العدوان الإسرائيلي على مدارسنا وأطفالنا ومعلمينا في القدس والأغوار وسائر المضارب والخرب في المناطق المسماة (ج)، وإعمال حق أطفال فلسطين جميعهم في تعليم آمن ومتطور".
واضافت رصاص: "في سياق كل هذا الجهد لتعزيز جودة ونوعية التعليم وتوسيع نطاقه، فإننا نعتز بتجربة "مدارس المستقبل"، التي أسست قبل عقدين لتواكب متطلبات إعداد وتهيئة أطفالنا وشبابنا، وهي اليوم تواصل تطويرها لبنيتها التحتية ومرافقها وأدواتها التعليمية، وستعمل على تطبيق النظام الدولي كامبردج IGCSE على كافة الصفوف قريبا. ويشهد لمدارس المستقبل أيضا، على جهودها في تعزيز الصحة والوعي البيئي، حيث حصدت المرتبة الأولى في برنامج مدارس صحية وصديقة للبيئة لعام 2016-2017 في محافظة رام الله والبيرة، مناصفة مع مدرسة هواري بومدين".
وشددت المستشارة رصاص: "إننا نعول على التطور المتلاحق في التعليم الخاص الفلسطيني، ونعتبر أن تكامله مع التعليم الحكومي، هو البوابة لتخريج جيل قادر على المنافسة وإنتاج المعرفة والانفتاح الثقافي والإنساني على العالم".
وتابعت رصاص: "لقد كان التشبث بحقنا في التعليم، سمة ميزت شعبنا على مدار كفاحه لاسترداد حقوقه ونيل حريته واستقلاله، وعلينا جميعا تقع اليوم مسؤولية الاستثمار فيه وتطوير مؤسساته والنهوض بخدماته سيما في القدس المحتلة التي تتعرض لأبشع مخططات التهويد والاقتلاع، وحماية المنهاج الفلسطيني فيها".
واختتمت رصاص كلمتها: "ألف مبروك للخريجات والخريجين ولذويهم. وكل التحية للسيدة منال زريق ومدير مدارس المستقبل وكافة المعلمات والمعلمين في هذه المؤسسة التي تحولت بفضلكم جميعا إلى واحدة من بنى الوطن الفاعلة والمؤثرة، التي بها وبجميع مدارس بلادنا، تناط مسؤولية كبرى في بناء وتهيئة قادة المستقبل. أنتم أعزائي الطلبة، صناع الحرية وحراس الهوية والثقافة الوطنية واستثمار فلسطين الأول والأساس".