المجلس النرويجي: كوابيس أطفال غزة في ازدياد
اظهر تقييم اجراه المجلس النرويجي للاجئين ان الأطفال في قطاع غزة يعانون من معدلات عالية إلى حد غير طبيعي من الكوابيس ويظهرون علامات متزايدة من التدهور النفسي والاجتماعي نتيجة للاستجابة "العنيفة للاحتجاجات في غزة"بعد أكثر من شهر بقليل على بدءها.
وكان 56 في المئة من الأطفال الذين شملهم التقييم الذي أجراه المجلس النرويجي للاجئين في شهر آذار يعانون من الكوابيس. وارتفعت هذه النسبة إلى 60 في المئة بعد شهر من انطلاق مسيرات العودة الكبرى والتي استشهد خلالها 45 مواطنا، من بينهم 4 أطفال وصحفيان. كما أُصيب أكثر من 6,400 مواطن، من بينهم ما لا يقل عن 530 طفلاً، ترك العديد منهم بأطراف مبتورة وإعاقات دائمة.
وأفاد مديرو عشرين مدرسة قابلهم المجلس النرويجي أن هناك زيادة في أعراض اضطراب ما بعد الصدمة لدى الأطفال، بما في ذلك الخوف والقلق والإجهاد والكوابيس. وعزا مديرو المدارس المستويات العالية من اضطراب ما بعد الصدمة وانخفاض التركيز في المدرسة إلى الاستجابة العنيفة للتظاهرات.
وفي هذا الصدد يقول أمين عام المجلس النرويجي للاجئين يان إيغلاند: "إن العنف الذي يشهده الأطفال في غزة يفاقم الوضع المتدهور مسبقا والذي يؤثر سلبا على صحتهم العقلية، بما في ذلك العيش تحت الحصار طوال السنوات الإحدى عشرة الماضية وفي ثلاث حروب مدمرة حرمت العديد من الأطفال من أقاربهم وأصدقائهم المقربين. والآن ها هم مرةً أخرى يواجهون احتمالاً مرعباً يتمثل في فقدان أحبائهم لأنهم يرون المزيد والمزيد من الأصدقاء والأقارب يتعرضون للقتل والإصابة".
ويقدم المجلس النرويجي للاجئين الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال ويدرب المعلمين من خلال برنامج "نحو تعلم أفضل"، الذي تم تطويره بالشراكة مع جامعة ترومسو في النرويج. يشمل جزء من البرنامج فحص تلاميذ المدارس للكوابيس، وهي واحدة من أكثر علامات التدهور النفسي ذات الصلة. وتشمل الأنشطة تدريب الأطفال على القيام بتمارين التنفس ورسم أحلامهم.
قاد جون، وهو أستاذ في علم النفس التربوي في جامعة ترومسو، تنفيذ برنامج "نحو تعلم أفضل" في غزة منذ عام 2012. يقول جون: "بالنسبة للأطفال الذين نعمل معهم، تستمر الكوابيس لديهم لعدة أشهر وسنوات بعد تعرضهم للعنف". ويشدد على أن هذه الكوابيس هي كوابيس مؤلمة، حيث يستيقظ الطفل في خوف بسببها.
ويتابع: "إن الأزمة الحالية تعيد أيضا الصدمة السابقة وتشكل تهديدا مباشرا للصحة العقلية للأطفال وتنميتهم".
ويقول منسّق برنامج التعليم لدى المجلس النرويجي للاجئين في غزة أسعد عاشور: "يزداد نفاذ صبر الأطفال الذين يعانون من الكوابيس في المدرسة ويصبحون أكثر تعاسة في حياتهم، فهم غير قادرين على التركيز في الصف".
أظهرت ريهام القديح (14 عاماً) تحسينات ملحوظة في التعامل مع الصدمة التي تعرضت لها غزة عام 2014 حتى أصيب والدها في ساقه أثناء التظاهرات. لديها الآن كوابيس يومية تحلم فيها بوفاة والدها أو بتر ساقه.
وأخبرت أرملة جهاد أبو جاموس -الذي استشهد أثناء تواجده في التظاهرات-المجلس حول استيقاظ أطفالها الأربعة في الليل وهم يصرخون ويبكون. تقول غدير: "يبقون شاردين دائماً ويرفضون تناول الطعام والشراب".
وكان يحصل أحمد أيوب (14 عاماً) على الدعم النفسي من خلال برنامج المجلس النرويجي للاجئين في المدارس عندما استشهد في التظاهرات.
لقد أثارت القوة المحضة التي تستخدم ضد المدنيين غير المسلحين قلق الأطباء في مستشفيات غزة الذين يستقبلون أعداداً متزايدة من الأشخاص المصابين بأعيرة نارية وعضلات ممزقة وعظام محطمة.
ويضيف إيغلاند: "ندعو جميع التظاهرات إلى أن تكون غير عنيفة، كما يجب على إسرائيل وقف استخدام القوة المفرطة والمميتة ضد المتظاهرين ومحاسبة المسؤولين عن استخدامها".