الهيئة العامة لصندوق الاستثمار الفلسطيني تعقد اجتماعها العادي
عقد صندوق الاستثمار الفلسطيني، اجتماع هيئته العامة العادية السنوية في مدينة رام الله، برئاسة الدكتور محمد مصطفى رئيس مجلس الإدارة، وحضور أعضاء مجلس الإدارة، وأعضاء الهيئة العامة، والسيد فادي الدويك مدير عام الصندوق ومراقب الشركات الدكتور حاتم سرحان، ومدقق الحسابات الخارجي السيد عبد الكريم محمود، ممثلا عن شركة إرنست آند يونغ.
وافتتح مراقب الشركات في وزارة الاقتصاد الوطني الدكتور حاتم سرحان أعمال الجلسة، بالطلب من رئيس مجلس الإدارة د. محمد مصطفى ترأس الاجتماع، وتعيين كاتب للجلسة، بعد أن أعلن قانونية الجلسة وقانونية كافة القرارات التي تصدر عنها.
وفي اجتماعها، ناقشت الهيئة العامة تقرير مجلس إدارة الصندوق عن عام 2017، واستمعت إلى تقرير مدقق حسابات الصندوق للسنة المالية المنتهية في 31/12/2017، وصادقت على الحسابات الختامية للصندوق، والتي أظهرت تحقيق الصندوق لأرباح إجمالية قيمتها 41.87، مليون دولار امريكي وأرباحٍ صافية بعد الضرائب بلغت 39.4 مليون دولار أمريكي، في حين ارتفعت الأصول لتبلغ 990.5 مليون دولار نهاية العام 2017 بنمو قدره 16% مقارنة بالعام 2016.
الاستثمار والابتكار بهدف التأثير
وفي تقريره الذي تلاه بالنيابة عن مجلس الإدارة أمام الهيئة العامة، وضح الدكتور محمد مصطفى أن الصندوق اعتمد على نموذج للعمل يقوم على عدد من المحاور، يستهدف الاستثمار والابتكار في القطاعات الاستراتيجية والحيوية، خاصةً تلك التي تملك قدرةً كامنةً كبيرة على النمو والتطور والتأثير في التطوير الشامل للاقتصاد؛ وتحفيز مشاركة القطاع الخاص، وخلق فرص عمل مستدامة، وتقليل الواردات، وتعزيز التصدير، وزيادة الاعتماد على المنتج الوطني، وجذب الشراكات الاستثمارية المحلية والدولية.
شركة مصادر والمساهمة في تحقيق أمن الطاقة
وأوضح الدكتور مصطفى خلال التقرير أن شركة مصادر التابعة للصندوق تعكف على تنفيذ برنامج متكامل للمساهمة في تحقيق أمن الطاقة، وهي تقود برنامجاً استثمارياً في هذا المجال بحجم 2.2 مليار دولار، بالشراكة مع مؤسسات استثمارية محلية ودولية وبعض البنوك الفلسطينية، ويقوم هذا البرنامج على مجموعة من المشاريع في قطاع الطاقة التقليدية والطاقة المتجددة.
وأضاف: " لقد أطلق الصندوق برنامج نور فلسطين للطاقة الشمسية، ورفع سقف الطموح في هذا البرنامج الذي تنفذه شركة مصادر بحيث أصبح الهدف الوصول إلى توليد 200 ميغاوط من الكهرباء من الطاقة الشمسية بحلول العام 2026 من خلال عدد من المكونات التي تتراوح بين محطات توليد الكهرباء متوسطة الحجم في مختلف المحافظات وألواح الطاقة الشمسية على أسطح المدارس.
وأشار الدكتور مصطفى إلى أن البرنامج سجّل في عام 2017 تقدماً ملحوظاً في بناء ثلاث محطات للطاقة الشمسية في محافظات أريحا وطوباس وجنين بقدرة إجمالية ستصل إلى حوالي 20 ميغاوط، بحيث سيتم افتتاح تلك المحطات خلال العام 2018. كما وقع صندوق الاستثمار اتفاقية مع وزارة التربية والتعليم العالي بهدف بناء وتركيب ألواح الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء على أسطح 500 مدرسة في أنحاء الوطن بهدف توليد حوالي 35 ميغاوط. ويسير العمل كذلك نحو تنفيذ محطة جنين لتوليد الطاقة التي ستعمل على الغاز الطبيعي لتوليد 450 ميغاوط، فيما يواصل الصندوق مع شركائه الجهود لاستخراج ثرواتنا الطبيعية؛ سواء من الغاز الطبيعي قبالة سواحل غزّة أو النفط في الضفة الغربية.
شراكات ... الزراعة والتطوير البشري والمنشآت الصغيرة
وفي قطاع الزراعة والصناعات الغذائية، أوضح الدكتور مصطفى أن شركة شراكات تقود برنامجاً استثمارياً بقيمة 86 مليون دولار من أجل التأثير في قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة في فلسطين، بهدف تعزيز الأمن الغذائي وتحفيز الأعمال التكنولوجية وتسريع عملية التنمية البشرية من خلال الصحة والتعليم. ففي قطاع الزراعة مثلاً؛ أسست شراكات في العام 2017 شركة “دالية” وهي مزرعة للعنب اللابذري في المناطق المصنفة (ج)، حيث تهدف هذه الشركة إلى تحفيز الزراعة للأصناف عالية القيمة، وتلبية الحاجة المتزايدة على مثل هذه الأصناف.
وتابع الدكتور مصطفى: "أنهت الشركة كافة الدراسات والمتطلبات لإنشاء أكبر مصنعٍ للأعلاف الحيوانية في محافظة الخليل بالشراكة مع القطاع الخاص المحلي. ويهدف المشروع إلى تزويد السوق المحلي بالأعلاف الحيوانية والبدء بإحلال المستورد منها، حيث تعتبر واردات الأعلاف الفلسطينية، ثاني أعلى واردات بعد قيمة واردات الطاقة السنوية في فلسطين. فيما أنهت شراكات كذلك الخطط والدراسات الاقتصادية اللازمة لتأسيس شركة وطنية للتسويق الزراعي، تهدف إلى تعزيز المنتج الزراعي المحلي ورفد الأسواق المحليّة وفتح المجال أمام تصدير المنتجات الزراعية بالشكل والمستوى التنافسي المطلوب.
شركة عمار: العقار والسياحة
وفي قطاع التطوير العقاري، قال الدكتور مصطفى: "تقود شركة عمار برنامجاً استثمارياً بقيمة 150 مليون دولار يشمل محفظةً استثماريةً كبيرةً في مدينة القدس بالإضافة إلى التطوير العقاري الأفقي، وتطوير المناطق الصناعية، وتنشيط السياحة المستدامة، ولعل من أبرز إنجازات عمار التي نفخر بها لهذا العام، إطلاق مركز القدس التجاري وهو أول مركز تجاري متعدد الاستخدامات في المدينة المقدّسة، وسيكون له الأثر الواضح على اقتصاد المدينة من حيث التجارة والسياحة وخلق فرص العمل. الى جانب توقيع اتفاقية شراكة وإدارة لفندق الكابيتول في القدس".
أما في مجال التطوير الأفقي والذي اعتمدته شركة عمار، أضاف الدكتور مصطفى: "أطلقت الشركة خلال العام 2017 مشاريع “تلال سردا” و” تلال بيرزيت” في محافظة رام الله والبيرة، و"ضاحية الورود" في محافظة جنين. وتهدف هذه المشاريع إلى تطوير الأراضي والعمل على المخططات المكانية والحضرية، وإيصالها بالبنية التحتية الحديثة تمهيدًا لبيعها للمستثمرين من الأفراد والشركات. ويتم العمل على هذه المشاريع بالتوازي مع المشاريع القائمة سواء في مجال المدن الصناعية مثل مدينة أريحا الصناعية الزراعية، أو المجال السياحي من خلال شركة يبوس السياحية التابعة لعمار والتي تدير ثمانية من أبرز الفنادق في فلسطين، بما في ذلك مرافق مثل قصر المؤتمرات في بيت لحم والجراند بارك في مدينة القدس.
الأسواق المالية
وفي قطاع الأسواق المالية، وضح الدكتور مصطفى أن "شركة أسواق تهدف إلى توفير الموارد المالية اللازمة لصندوق الاستثمار من أجل تنفيذ برنامجه الاستثماري، وذلك من خلال الاستثمار في العديد من الشركات المدرجة في بورصة فلسطين. كما تعمل أسواق كذلك من خلال الصناديق الاستثمارية المتخصصة مثل صندوق رسملة فلسطين على استقطاب الاستثمارات العربية والدولية في بورصة فلسطين.
وأضاف الدكتور مصطفى: "إن من أبرز إنجازات أسواق في العام الماضي الاكتتابات العامة، حيث تحولت شركة سند للموارد الإنشائية إلى مساهمة عامّة، وحقق الاكتتاب العام للشركة نجاحاً كبيرًا حيث بلغت قيمتها السوقية في بورصة فلسطين لدى الاكتتاب العام 164 مليون دولار أمريكي. كما حققت شركة الوطنية موبايل في العام 2017 إنجازين كبيرين طال انتظارهما؛ يتمثل الأول في إطلاق خدمات الشركة في قطاع غزّة بعد أكثر من عشرة أعوام على إطلاق الشركة، وإطلاق خدمات الجيل الثالث مطلع العام 2018.
برنامج "روّاد" للتمكين المجتمعي
وفي مجال المسؤولية المجتمعية، قال الدكتور مصطفى: "لطالما عبّر الصندوق عن فخره بما سجّله في مجال الاستثمار المجتمعي، كون الإنسان الفلسطيني يشكّل الثروة الحقيقية لفلسطين. وتحقيقاً لمبدأ إحداث أقصى حد من التأثير على كافة الصعد، فقد اعتمد الصندوق نهاية العام 2017 برنامج “روّاد” ليشمل كافة مبادرات وبرامج الصندوق في هذا القطاع الحيوي.
ويشمل برنامج “روّاد” الذي تواصل تطبيقه مؤسسة فلسطين للتنمية عدة برامج ريادية تهدف إلى تعزيز وتسهيل الوصول إلى التمويل، بالاعتماد على التطوير لرأس المال البشري من خلال التركيز على تحفيز الإبداع والابتكار في القطاعات ذات التأثير الأكبر.
وسجّل “روّاد” الإنجازات في برنامج “إبدأ” بشقيه المالي والتدريبي المبني على تعزيز المعرفة. حيث أنهى البرنامج تدريب 200 مدرس في المعاهد المهنية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي ومنظمة العمل الدولية بهدف إدخال منهاج “تعرف إلى عالم الأعمال” العالمي والذي تم تأطيره ليناسب فلسطين بخصوصيتها، لكي يحصل الخريجين من هذه المعاهد على المعرفة الضرورية لإنجاح أعمالهم الريادية. أما في الشق المالي، فقد نجح البرنامج في إقراض 12 مليون دولار أمريكي للمشاريع الناشئة الصغيرة والمتوسطة، كجزءٍ من مبلغ 30 مليون دولار أمريكي تم تخصيصها لهذا الغرض.
فيما يتواصل العمل على توسيع برنامج التمكين الاقتصادي للاجئين الفلسطينيين في مخيمات اللجوء في لبنان والذي نجح حتى اللحظة بتوفير القروض متناهية الصغر والصغيرة إلى ما يزيد عن 2700 مستفيد، بقيمة إقراض وصلت إلى حوالي 5 ملايين دولار. ويقدر عدد المستفيدين المباشر وغير المباشر بأكثر من 12 ألف مستفيد حتى الآن.
كما استطاع “روّاد” إنهاء المرحلة الأولى من برنامج “منح القدس” الذي تم تنفيذه بتمويل من الاتحاد الأوروبي، والذي نجح بتوفير المنح التطويرية لـ 21 من المنشآت الصغيرة والمتوسطة في مدينة القدس بقيمة وصلت إلى 2 مليون دولار أمريكي، أدت إلى خلق 110 وظيفة جديدة؛ في حين تم توقيع المرحلة الثانية من البرنامج لتعميم الفائدة وتعظيمها حيث ستشمل هذه المرحلة 60 مؤسسة إضافية.