المجلس الوطني ضرورة والمقاطعون يعزلون أنفسهم
لم يتوقف الجدل حول ضرورة انعقاد المجلس الوطني بالصيغة الحالية او مكان الانعقاد٬ ليدفع بالجبهة الشعبية بعد حركتي حماس والجهاد الإسلامي بمقاطعة جلساته.
لكن لماذا هذه المقاطعة؟ ولمصلحة من؟ السنا متفقين جميعا ان المنظمة هي البيت الواسع للعائلة الفلسطينية ككل؟ وكذلك اليست هذه الفصائل التي قررت المقاطعة كانت دائمة المطالبة والحث على تجديد الشرعيات في المنظمة واجراء الانتخابات من اجل مجلس وطني يكون رافعة العمل السياسي والوطني؟
وفي المقابل لماذا لم يتم البحث في اليات تضمن مشاركة الجميع؟ ونقصد هنا بالمكان الذي شكل ذريعة لدى البعض٬ اليس ممكنا للتكنولوجيا الحديثة ان تتضمن مشاركة الجميع؟ خاصة وأننا نعلم جميعا ان هناك من لا يستطيع الوصول الى رام الله من الفصائل المقاطعة لاجتماع المجلس.
في البداية علينا ان نقر جميعا بأهمية انعقاد المجلس الوطني٬ فحالة الشيخوخة التي يعيشها لا يمكن ان تستمر او ان تكون قادرة على مجابهة التحديات السياسية للمرحلة المقبلة٬ التي كان يتوجب على الجميع فصائل وقوى مجتمعية التكاتف والاصطفاف للتغلب عليها٬ فالقضية الفلسطينية لم تكن في أي مرحلة من المراحل أسوأ ما هي عليه اليوم.
وأيضا علينا ان نلتف حول قرار الرئيس أبو مازن الذي يسعى دائما وبإصرار الى تكريس النهج الديمقراطي عبر خيار صناديق الاقتراع لتجديد الشرعيات وهو ما لمسناه في مؤتمري حركة فتح الأخيرين ومطلبه الدائم لحركة حماس بالعودة الى الشعب لإعادة الهيبة للمؤسسة التشريعية٬ واليوم المجلس الوطني الذي لا يمكن ان يبقى معطلا لن حماس او غيرها لا يردون ذلك لأسباب داخلية عندهم.
نذكر قبل سنتين وأكثر قليلا عندما عزم الرئيس محمود عباس على عقد جلسة المجلس الوطني وقدم حينها هو وعدد من أعضاء التنفيذية استقالاتهم٬ لكن المعارضة الكبيرة وقتها لعقده جرفته واجلته الى حين٬ ونعتقد انه لا حين أكثر الحاحا من الان٬ وعلى المنظمين ان يتدبروا امرهم في تأمين وصول من لا يستطيع الوصول الى رام الله حتى وان كان تكنولوجيا٬ مثلما كانت تشهد جلسات التشريعي منذ نشأته تواصلا بين الضفة وغزة.
ان اعتراض حماس على عقد الجلسة المقبلة وهي الدورة الثانية والعشرين للمجلس الوطني لا يتوقف على حجة عقده تحت حراب الاحتلال٬ فخلافها يبدو انه لا يخرج عن دائرة فكرة المحاصصة التي تتشبث بها منذ ان حصدت الأغلبية في المجلس التشريعي٬ وهي تريد ان تعكسها في المجلس الوطني٬ واعتقد ان هذا الامر ينجر على الجهاد والشعبية ولو بدرجة اقل.
الجميع يتشدق بديمقراطيته ويطالب الاخرين بممارستها٬ ولكن عندما تصل الديمقراطية لباب المنزل نختلف عليها ونبدأ في محاولات تكييفها على أنفسنا ولأنفسنا٬ لا لشيء سوى لان مفهومها لدينا انها تشريف وليست تكليف.
تحاول حماس تجنيد بعض المواقف معها لرفض مخرجات جلسة المجلس الوطني واعتبارها غير شرعية وبالتالي عدم قبولها فلسطينيا سواء بالتشكيلة الجديدة للتنفيذية وأعضاء المجلس او على مستوى البرنامج السياسي٬ لكن الا تعلم حماس ومن يمكن ان يلف لفيفها انهم يعزلون انفسهم بالمقاطعة وانهم لن يكونوا الا بوجودهم في الوطني.