رزان النجار مسعفة متدربة لم تمنعها اصابتها من مواصلة رسالتها
خزاعة – راية: عامر أبو شباب
تصوير: أحمد أبو هاشم
بلا كلل أو خوف تخرج المسعفة المتطوعة رزان النجار من بيتها مبكرا تتجه نحو خيمة الاغاثة الطبية في مخيم العودة على حدود بلدة خزاعة شرق محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة.
"بدأت التطوع كمسعفة صباح يوم الأرض (30/3) في الجمعة الألى لمسيرات العودة وتنهي يومها الساعة العاشرة مساء لإنقاذ وإخلاء المصابين" تقول رزان (20 عاما) في حديث مع "رايــــة" .
وتفتخر النجار أنها خلال أول أسبوع كانت المسعفة الوحيدة على خطوط التماس "نقطة الصفر"، قبل نصب النقاط والخيام الطبية وحضور المسعفين من مختلف المؤسسات الرسمية والأهلية، والتحاق عشرات المسعفات بنقاط الرعاية الطبية الأولية.
وتحدث كثير من المسعفين والنشطاء في خيام العودة عن شجاعة وبسالة رزان منذ انطلاق مسيرات العودة قبل 22 يوما وحضورها الدائم وتقديمها الخدمات للجرحى والمصابين في المواقع الامامية دون تردد أو ارتباك.
وتروي رزان بشجاعة أصعب اللحظات التي لن تنساها في حياتها كما تقول وما تعرضت له أثناء قيامها بواجبها الانساني عندما أنقذت إصابتين وقدمت لهما الاسعافات الاولية في المكان الذي وقعا فيه على مقربة من السياج الفاصل، لكنها تضيف وبمرارة وألم شديدين كيف انتشلت المصاب الأبكم تحرير أبو سبلة الذي كان اصيب في رأسه برصاصة من قناص اسرائيلي وتمكنت من نقله إلى الطواقم الطبية في أسرع وقت حيث لا يزال يتلقى حاليا العلاج في العناية المكثفة.
وأفادت وزارة الصحة ان عدد المصابين من المسعفين وعناصر الدفاع المدني بالرصاص الحي والاختناق بالغاز بلغ 44 مسعفا، فيما تضررت بشكل جزئي 19 سيارة اسعاف ودفاع مدني وتم اعاقتها عن العمل.
وعن موقف أسرتها من عملها والمخاطر التي تواجهها، قالت رزان: "الفخر كله يعود لعائلتي الذين دعموا مسيرتي ومنحوني القوة الكافية للاستمرار، وتابعت: "لا أخرج من بيتي إلا بعد دعاء والدي لأني أعلم أنني ذاهبة لاحتمال الموت".
وتعتبر رزان نفسها بأنها تحمل رسالة للجميع أن الفتيات المسعفات قادرات على القيام بأصعب المهام في مهمة لا تنحصر على الرجال.
وأصيبت رزان النجار في الجمعة الرابعة "جمعة الشهداء والجرحى" برصاص مطاطي في القدم وقنبلة غاز في اليد خلال تقديمها الاسعاف للجرحى في الخطوط المتقدمة أمام قوات الاحتلال وقناصته، لكنها تؤكد أنها ستواصل مهمتاه الانسانية.