على الحدود
غزة: بدء تطريز أطول خريطة لفلسطين
بأيديهن التي تبدو كنقش كنعاني أصيل، وبعيونهن التواقات لزيارة قرى آبائهن وأجداهن، بدأت مجموعة من النساء الفلسطينيات اليوم الخميس، بتطريز أطول خريطة لفلسطين وكتابة أسماء أبرز مدنها وقراها.
ويأتي هذا النشاط، ضمن فعالية "نسج عروق العودة"، التي نظمتها لجنة المرأة بوزارة الثقافة في قطاع غزة، بالتعاون مع الهيئة الأهلية للاجئين، وجمعية رعاية كبار السن، في مخيم العودة على الحدود الشرقية لمدينة غزة.
وقال وكيل الوزارة أنور البرعاوي خلال افتتاح الخريطة: "إن هذه الفعالية الثقافية تأتي ضمن فعاليات الوزارة لدعم واسناد مسيرات العودة الكبرى، التي أبهرت الاحتلال والصديق، وأكدت على تمسك أبناء الشعب الفلسطيني بحقوقهم الوطنية بالعودة وتقرير المصير، وانكسرت على أعتابها كافة المخططات والمؤامرات التي تُحاك لتصفية القضية الفلسطينية".
وأضاف البرعاوي: "إن مسيرات العودة تحكي قصة شعبٍ عظيمٍ بات مصمماً على العودة إلى بيوت أبائه وأجداده التي هجروا منها بأبشع المذابح والمجازر، وسيكتب التاريخ أن الشعب الفلسطيني رغم المؤامرات والتضييق والحصار لم يعدم الوسيلة وأبدع في ايجاد الوسيلة ورسم طريق عودته".
وشدّد على أهمية التمسك بالتراث الوطني الفلسطيني بكافة مكوناته المادية والمعنوية، مؤكداً أنه يعّبر عن الهوية والحضارة الفلسطينية العريقة، ويمثل وثيقة تاريخية لإثبات الحق الفلسطيني.
من جهتها، قالت فدوى الشرفا رئيس الهيئة الأهلية للاجئين: "مسيرات العودة الكبرى قضت وبشكل نهائي على نظريات الاحتلال القائمة على فكرة أن الكبار يموتون والصغار ينسون، وأن الأجيال الفلسطينية الشابة نشأت وترعرعت على حلم العودة الذي طال انتظاره ولديهم شوق عميق لرؤية مدن وقرى أجدادهم التي سُرقت لصالح إقامة وطني قومي لمجموعات بشرية ليس لها أية صلة أو تاريخ في أرض فلسطين".
بدوره، اعتبر عبد الرحمن شحادة رئيس اللجنة المحلية لمناصرة كبار السن، أن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة يمر بمرحلة تاريخية مهمة، وأن مسيرات العودة أعادت الزخم والاعتبار للقضية الفلسطينية، وأكدت أن روح الكفاح والتضحية مازالت تنبعث في صفوف أبناء فلسطين.
من جهتها، قالت رندة الشرفا رئيس لجنة المرأة في الوزارة: "أن الفعالية تحمل رسالة بأن الشعب الفلسطيني شعب حرٌّ أبيٌ، مبدعٌ، يحافظ على تاريخه وتراثه الذي ورثه كابراً عن كابر، وأن هذا الجيل لم ينسَ تاريخه، بل هو يتمسك به أكثر وأكثر، ومسيرات العودة بكل ما فيها من إحياءٍ وتمسكٍ بالتراث والحقوق الوطنية خير دليل على ذلك".
وتخلل الفعالية تنفيذ أمسية شعرية شارك فيها الشعراء فهد الكفارنة، وحمزة الحلبي، وندى مليحة، والطفلة ضحى شرف، كما تم عقد ندوة ثقافية حول فصول نكبة عام 1948 وحق العودة، بالإضافة لفقرات فنية وتراثية.