تصب في صالح الاحتلال
تصريحات بن سلمان.. "ارهاصات" للإعلان النهائي عن صفقة القرن؟
أثارت تصريحات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والتي تحدث فيها عن حق الاسرائيليين بالعيش بسلام في أرضهم، الكثير من التساؤلات حولها خاصة ما يتعلق بتوقيتها المتزامن مع مساعي الادارة الامريكية لتمرير صفقة القرن.
سياسيون ومراقبون اعتبروا هذه التصريحات غير المسبوقة من قيادة عربية تجاه إسرائيل، لا تخدم القضية الفلسطينية وانما تصب في صالح الاحتلال.
وفي هذا السياق قال السياسي الأردني من أصل فلسطيني وعضو المجلس المركزي الأرثوذكسي أميل الغوري، إن تصريحات بن سلمان غير مقبولة، وان فلسطين بالنسبة للعرب وبعيدا عن الاتفاقيات السياسية هي كاملة لمواطنيها الحقيقيين.
واضاف في حديث لـ"رايـة"، ان حديث بن سلمان اعتراف علني بأن جزءا من فلسطين ليس ملكا للشعب العربي، لافتا الى ان هذه التصريحات تأتي في سياق ارضاء الرئيس الاميركي دونالد ترامب واسرائيل وتندرج ضمن مخطط تحويل الصراع في منطقة الشرق الأوسط من صراع عربي - إسرائيلي إلى صراع عربي – ايراني.
واعتبر الغوري أن تصريحات بن سلمان بمثابة "ارهاصات" للإعلان النهائي عن صفقة القرن التي بدأت بالاعتراف الامريكي بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقل السفارة اليها، كما انها تمثل تطبيعا مجانيا مع الاحتلال.
وكان بين سلمان وفي إشارة علنية أخرى على أن الروابط بين الرياض وتل أبيب تزداد قربا، صرح في مقابلة مع مجلة (ذا أتلانتيك) الأمريكية، ان للإسرائيليين الحق في العيش بسلام على أرضهم، وانه إذا تحقق السلام، سيكون هناك الكثير من المصالح بين إسرائيل ودول مجلس التعاون الخليجي.
وفي اطار "صفقة القرن"، رأى الكاتب الصحفي الأردني عريب الرنتاوي أنه بغض النظر عن جدية ادارة ترامب في اعلان الصفقة التي يقول إنها ستفاجئ الجميع، الا انها لن تلقى النجاح والالتفاف العربي حولها كما كان يُظن قبل اشهر بسبب عوامل متعددة.
واعتبر الرنتاوي لـ"رايـة"، ان ما بعد مسيرة العودة ليس كما قبلها، وان ما كان يمكن تصويغه وتسويقه لبعض القادة العرب بخصوص هذه الصفقة بات متعذرا، موضحا بأن ما بدى للحظة انه موقف القيادة فقط هو الرافض للصفقة ظهر بشكل ملموس انه موقف الشعب الفلسطيني بأسره.
واشار الكاتب الصحفي الأردني الى ان صفقة القرن وان ادخل عليها تعديلات متلاقية مع الحد الادنى لمطالب الفلسطينيين، الا انها لن تخرج بسبب رفض اسرائيل وقتها لتلك التعديلات.
ورأى الرنتاوي ان الادارة الامريكية في مأزق بعدما قدمت نفسها على انها صاحبة الحل السحري وتحضر لصفقة لا يمكن رفضها٬ فالجانب الفلسطيني اكد رفضه لها، بعد ان اعتبر الادارة الامريكية طرفا غير نزيه في عملية السلام مطالبا برعاية دولية.
