العائد بدمه.. أنقذ رفاقه فوقع ضحية غدر القناص الإسرائيلي
خاص- راية: سامح أبو دية-
بشجاعة، انطلق الشاب عبد الفتاح عبد النبي لمساعدة شاب آخر تعرض لوابل رصاص ن قبل قناصي الاحتلال المتمركزين على سواتر ترابية قرب السياج الفاصل مع قطاع غزة، نجا الشاب ووقع الشاب المنقذ عبد النبي ضحية القناص الإسرائيلي.
عبد الفتاح ذو الـ 19 عاما؛ خرج من منزله عصر الجمعة، بعد أن أنهى جولته اليومية في العمل، من أجل المشاركة في مسيرة العودة الكبرى التي انطلقت على الحدود الشرقية لقطاع غزة. ينحدر عبد الفتاح من قرية "سمسم" التي سرقها الاحتلال الاسرائيلي من أجداده عام 1948، فخرج من منزله للوقوف في أقرب نقطة لبلدته الأصلية، لكن عاد مضرجا بالدماء.
خلال المظاهرات السلمية تعرض شاب يحمل إطارا لوابل رصاص من قناصي الاحتلال، فهب الشاب عبد الفتاح لمساعدته، وبقوته وشجاعته استطاع حمل الإطار والركض مع الشاب للنجاة، غير أن انسانيته لم تُعجب أحد الجنود؛ فقرر وضع رصاص في رأسه، أنهت حياته على الفور، في مشهد يخلو تماما من الانسانية.
كان عبد الفتاح بعيدا تماما عن الجنود ولا يشكل اي خطر عليهم أو على السياج.
لقطات فيديو، انتشرت على نطاق واسع، أظهرت أن الشاب قد استشهد برصاصة قناص.
لم يكن الشهيد عبد الفتاح يحمل سلاحا ولم يشكل أي تهديد لجنود الاحتلال المتمترسين خلف سواتر ترابية ومدججين بأعتى وأحدث وأفتك الأسلحة المحرمة دوليا.
كان الشاب الضحية قد قرر أن يخرج بملابس جديدة وعطر جميل؛ اشتراها قبل ساعات فقط، تقول والدته: "عاد من العمل متعبا وتناول طعامه ولبس ثيابه الجديدة ووضعه عطره".
تضيف الأم: "أوقفته وسألته الى أين ذاهب في كل تلك الأناقة، فأجاب بانه يتجه للمشاركة في مسيرة العودة"، مشيرة الى أنها حاولت منعه الا أنه كان عاقد العزم على الخروج لتقديم المساعدة بقدر استطاعته للمتظاهرين، ليعود شهيدا بتلك الأناقة.
الشهيد عبد النبي كان مطيعا لوالديه ويساعد والده في مصروفات البيت، بشهادة والديه وأشقائه، الذين أجمعوا على أنه الأقرب الى قلوبهم.
محمد شقيق الشهيد عبد النبي؛ تعرض لطلق ناري في ذلك اليوم، الا أن الطلق استقر في هاتفه المحمول ولم يصيب جسده، الأمر الذي أشعره بالقلق على شقيقه عبد الفتاح.
يقول محمد (22 عاما): "تفقدت جسدي، ثم انطلقت مسرعا للبحث عن شقيقي الاصغر عبد الفتاح، فوجدته منهمكا في مساعدة الآخرين، حاولت اقناعه بالعودة الى البيت الا أنه رفض".
تلقى شقيق عبد النبي خبر استشهاده بعد دقائق في ذات المكان، يضيف: "كان الخبر كالصاعقة، عبد الفتاح كان شجاعا وصاحب قلب جرئ، رغم ذلك لم يشكل أي خطر أو تهديد لجنود الاحتلال".
وتسعى عائلة الشهيد للتوجه الى المحاكم الدولية لمحاكمة الاحتلال الاسرائيلي لقتل ابنها الذي لم يشكل أي خطر أو تهديد خلال مشاركته في مسيرات سلمية.
وأعلنت اللجنة القانونية بمسيرة العودة، عملها الجاد على نحو يضمن التواصل مع منظمات حقوقية محلية ودولية ومع خبراء في القانون الدولي للتحرك القانوني والقضائي لتفعيل كل أدوات القانون الدولي والقانون الدولي الجنائي لمحاكمة قادة الاحتلال على جرائمهم بحق الفلسطينيين العزل.
وطالبت اللجنة القانونية بمسيرة العودة بتشكل لجنة تقصي حقائق مستقلة من قبل مجلس حقوق الانسان ودعم دعوة الامين الامم المتحدة بهذا الصدد، داعية الدبلوماسية الفلسطينية والعربية الي دعوة مجلس حقوق الإنسان لترجمة ذلك في أقرب فرصة.
واستشهد عبد الفتاح و14 آخرين الجمعة، فيما اصيب اكثر 1416 آخرين بينهم 760 اصابة بالرصاص الحي والمتفجر منهم 120 اصابة خطيرة، خلال مشاركتهم في مسيرة العودة السلمية ظهر الجمعة، على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة تزامنا مع ذكرى يوم الارض.