العثور على العالم المفقود في قلب غابات الأمازون المطيرة
أظهرت مجموعة أبحاث أن أجزاء من منطقة الأمازون التي كان يعتقد في السابق أنها غير مأهولة، كانت موطن عدد كبير من السكان، ربما وصل إلى مليون شخص في عام 1250 قبل الميلاد.
وكشف علماء الآثار عن وجود ما يصل إلى 1500 قرية محصنة في الغابات المطيرة بعيدا عن الأنهار الرئيسية، والتي لم يتم اكتشاف ثلثيها حتى الآن.
ومن خلال تحليل بقايا الفحم والفخار المكتشفة، وجد العلماء منطقة طولها 1800 كلم، من جنوب الأمازون، تم احتلالها بشكل متواصل من عام 1250 إلى عام 1500 قبل الميلاد.
وكانت الفرضيات السابقة تعتقد أن المجتمعات القديمة فضلت العيش بالقرب من المجاري المائية، ولكن الأدلة الجديدة تظهر أن الأمر لم يكن كذلك.
ويملأ هذا الاكتشاف فجوة كبيرة في تاريخ منطقة الأمازون، ويوفر دليلا آخر على أن الغابات المطيرة التي كان يعتقد في السابق أنها لم تمسها الزراعة أو المهنة البشرية، قد تأثرت في الواقع بأولئك الذين عاشوا فيها.
ووجد علماء الآثار من جامعة إكستر بقايا القرى المحصنة وأعمال الحفر الغامضة والتي تسمى "الجيوغليف"، وهي عبارة عن تصاميم يتم صنعها يدويا من قبل البشر، على شكل مربعات أو أشكال دائرية أو سداسية.
ولا يعلم الخبراء حتى الآن الغرض من هذه الأعمال الترابية، حيث لا يظهر بعضها أي دلائل خاصة، وربما تكون استخداماتها كجزء من طقوس احتفالية.
وقال الدكتور جوناس غريغوريو دي سوزا، من قسم الآثار بجامعة إكستر، إن الأمازون منطقة حاسمة في تنظيم مناخ الأرض، ومعرفة المزيد عن تاريخها، سيساعد الجميع على اتخاذ قرارات ناجعة بشأن العناية بها في المستقبل.
وقال البروفيسور خوسيه إيرارت، المشارك في الدراسة من جامعة إكستر: "لم يتم التنقيب في معظم منطقة الأمازون حتى الآن، ولكن دراسات مثل دراستنا تعني أننا نقوم تدريجيا بتجميع المزيد من المعلومات حول تاريخ أكبر غابة مطيرة في العالم".
ويوضح علماء الآثار أنهم اكتشفوا هذه المنطقة المأهولة سابقا، في ولاية ماتو جروسو البرازيلية الحالية، وأن النتائج التي توصلوا إليها تؤكد أن الذين عاشوا في الموقع ساهموا في تغيير المشهد البيئي للأمازون.