يوم الأرض في ذكراه الـ42
توافق اليوم الجمعة، الذكرى الـ42 ليوم الأرض، الذي جاء بعد هبة الجماهير العربية داخل الخط الاخضر، معلنة صرخة احتجاجية ضد الاستيلاء على الأراضي، والاقتلاع، والتهويد التي انتهجتها سلطات الاحتلال، وتمخض عن هذه الهبّة ذكرى تاريخية سميت بـ"يوم الأرض".
تعود ذكرى يوم الأرض إلى عام 1976 عندما أقدمت سلطات الاحتلال على مصادرة نحو 21 ألف دونم لتنفيذ مشروع أطلقت عليه "تطوير الجليل" وهو مشروع تهويد كاملة للمنطقة، ما دفع أهل الداخل للانتفاضة ضد المشروع.
قرار سلطات الاحتلال مس بشكل مباشر أراضي بلدات عرابة وسخنين ودير حنا وعرب السواعد ومناطق أخرى من الجليل والمثلث والنقب، وعلى اثره تداعت لجنة الدفاع عن الأرض بتاريخ 1 شباط 1976 لعقد اجتماع عاجل في الناصرة، نتج عنه إعلان إضراب عام شامل في 30 آذار من السنة نفسها احتجاجا على ما جرى.
مساء التاسع والعشرين من آذار خرج أهالي قرية عرابة في مسيرة احتجاجية، ضد المشروع التهويدي فقمعت قوات الاحتلال المسيرة، بإطلاق الرصاص وقنابل الغاز تجاه المتظاهرين ما أدى الى استشهاد الشاب خير ياسين 23 عاما، ونتيجة لهذه الاحداث المتسارعة وفي الثلاثين من آذار سقط خمسة شهداء، ثلاثة منهم من مدينة سخنين وهم خديجة شواهنه 23عاما والشهيد خضر خلايلة 30 عاما، والشهيد رجا أبو ريا 23 عاما، والشهيد الفتى محسن طه 15 عام الذي أصيب في رأسه، خلال مظاهرة خرجت في قرية كفر كنا، أما آخر الشهداء هو رأفت الزهيري 21 عاما من مخيم نور شمس قضاء طولكرم، واستشهد خلال مظاهرة في مدينة الطيبة.
الاحتلال صادر ما بين 1948 و1972 أكثر من مليون دونم من أراضي القرى العربية في الجليل والمثلث، إضافة إلى ملايين الدونمات الأخرى التي سيطرت عليها بعيد نكبة 1948، حيث يستغل الاحتلال أكثر من 85% من مساحة فلسطين التاريخية والبالغة و حوالي 27,000 كيلومتر مربعًا، ولم يتبق للفلسطينيين سوى حوالي 15% فقط من مساحة الأراضي، حسب تقرير احصائي رسمي صدر اليوم.
ومنذ ذلك اليوم (30 مارس آذار 1976)، ما فتئ الفلسطينيون في الداخل والشتات، يحيون ذكرى يوم الأرض، لتأكيد تمسكهم في اراضيهم المحتلة والحقوق الوطنية الثابتة وعلى رأسها حق العودة.
وبعد مرور 42 عاماً على ذكرى يوم الأرض تواصل سلطات الاحتلال استيلاءها على مساحات واسعة من الأراضي، وتهجير اصحابها لصالح اقامة وتوسيع مشاريعها الاستيطانية.