خاص
هل ينجو الرئيس عباس من الضغوط المالية الامريكية؟
وقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على قانون "تايلور فورس" الذي يمنع وزارة الخارجية الأميركية من تحويل مساعدات للسلطة الفلسطينية، طالما كانت السلطة تحول مخصصات لعائلات الشهداء والأسرى الفلسطينيين، في خطوة يروج الاحتلال الاسرائيلي أنها تأتي لمنع العمليات ضد الاسرائيليين، لكنها تندرج في الواقع ضمن الضغوط الامريكية على السلطة الفلسطينية لثنيها عن موقفها الرافض لصفقة القرن التي اعدها ترامب لعملية السلام.
وامام الضغوط المالية المتزايدة من أكبر ممول للسلطة، تسود شكوك حول مدى قدرة الرئيس عباس على الاستمرار بمواجهة هذا التحدي.
أرقام كبيرة
المحلل والكاتب الصحفي محمد دراغمة أعرب عن اعتقاده في حديث لـ"رايــة"، بأن المرحلة المقبلة ستشهد مزيدا من الضغوط على السلطة الفلسطينية ومحاولة اجبارها على العودة للمفاوضات وفق الرؤية الامريكية تمهيدا لتوقيع صفقة القرن.
وقال دراغمة إن المساعدات الامريكية مهمة و"الارقام التي تتحدث عنها السلطة ليست دقيقة، ففي سنة 2016 وصل التمويل الأمريكي للسلطة لقرابة 700 مليون دولار، وفي سنة 2017 وصل التمويل إلى 600 مليون دولار".
وأضاف: هذه مصاريف مهمة وستؤثر على السلطة لكنها لن تتسبب بإفلاسها لانها نجت من أزمات مالية حادة سابقا.
هل تنجو؟
ويعتقد دراغمة أن السلطة ستنجو في نهاية الأمر من ضغوط الإدارة الامريكية، لاتباعها سياسة وصفها بالذكية. "الرئيس عباس لا يعطي الاسرائيليين اي مبرر لوقف التحويلات المالية، هنالك تنسيق امني تام، يحيد اسرائيل في هذه المعركة"، قال دراغمة.
وأضاف: الرئيس عباس يجد بأن الامريكان سيعودون اليه لانهم لن يجدوا أي طرف عربي يذهب معهم في الصفقة دون القدس ودون حقوق الفلسطينيين.
ورجح أن يؤثر التمويل على مشاريع البنى التحتية والطرق التي تشرف عليها الوكالة الأمريكية للتنمية "usaid".
واستبعد دراغمة أن تهدف الضغوطات الامريكية لإنهيار السلطة إنما لانحنائها حسب تعبيره، مرجعا هذا الأمر إلى العلاقة الوثيقة على مستوى القوى الامنية.
"الأمن الفلسطيني لديه ما يسوق نفسه به امام امريكا، التي احد أهم سياساتها في المنطقة هو الحفاظ على امن اسرائيل.. والسلطة لديها دور في ذلك لذا فالامريكيون لن يستغنوا عنها"، قال دراغمة.
ما احتمالية التعديل؟
وكانت مواقع عبرية، قالت في الأيام الماضية ان ترامب قرر تأجيل صفقة القرن لعدم تهيئة ظروف طرحها.
وفي ذها الشأن، قال النائب الأدرني السابق سمير عويس لـ"رايــة"، إن هناك محاولات من قبل السعودية وجهات عربية أخرى لتعديل بنود الصفقة"، مرجحا أن لا يستمر التأجيل لأكثر من شهر اعتبارا من تاريخ اليوم.
واستبعد في ذات الوقت أن تنجح المحاولات العربية للتعديل، لوجود اتفاق استراتيجي أمريكي- اسرائيلي حول فرض حل في هذه المرحلة بالذات.