لا حاجة للسفر
زراعة الشعر .. حلم يتحقق في غزة
تبدو السعادة واضحة على وجه الشاب إبراهيم؛ بعد أن اختفى الصلع من رأسه، حيث تمكن أخيرا من إجراء عملية زراعة شعر داخل قطاع غزة، دون الحاجة للسفر.
إبراهيم الدريملي (25 عاما) كان يعاني من الصلع منذ سنوات؛ وما يتبعه من حرج بسبب صغر سنه، الا أنه وجد ما يبحث عنه داخل غزة دون تحمل عناء السفر والبحث في الخارج.
يجلس الشاب الدريملي داخل مركز الطبيب أحمد المغربي وهو الأول المتخصص بهذا النوع من عمليات التجميل في غزة، وتبدو على وجهه علامات الرضى بعد نجاح عملية زراعة الشعر التي استمرت لأكثر من 4 ساعات.
أما الشاب عبد الله الذي يبدو عليه أكبر سنا مما هو عليه في الحقيقة، فقد قارب أن يصبح "أصلعا"، يقول: "خلال السنوات الماضية كنت اتمنى أن أجد طريقة لأحافظ على ما تبقى من شعر رأسي، قبل ان يغزوه الصلع".
وقرر عبد الله (23 عاما) لحاق نفسه قبل فوت الأوان، فوجد أثناء البحث على الانترنت على أماكن لعلاج الشعر، أنها متوفرة في تركيا ودول أوروبية؛ لكن إغلاق المعبر يحول دون وصوله إليها، ولم يكن يعلم حينها أن زراعة الشعر شقت طريقها أخيرا الى غزة.
وبمصادفة، ظهر للشاب إعلانا عبر هاتفه المحمول، حول وجود طبيب في غزة يقوم بزراعة الشعر، فقرر زيارة مركز الطبيب المغربي، ثم اجراء عملية زراعة.
وينتظر عبد الله إجراء العملية قريبا، بعد أن يحدد الطبيب موعدا لها، ويبدو عليه الرغبة في إجرائها بأسرع وقت ممكن، لمشاهدة رأسه قد اختفى منه الصلع، وغزاه الشعر.
طريقة الزراعة
وعن طريقة زراعة الشعر، يقول الطبيب أحمد المغربي إنه يأخذ بويصلات من مناطق في أسفل الرأس، ويزرعها مجددًا في المكان الخالي من الشعر بطريقة صحية، فينبت شعرًا طبيعيا جديدا.
وأوضح المغربي أن العملية قد تؤدي لحدوث التهابات حال كانت الأدوات غير معقمة جيدا، أو لم يتبع الشخص التعليمات المتمثلة بعدم تعرضه للشمس مدة 72 ساعة متواصلة.
وبهذا الصدد، يقول الشاب الدريملي: "زرعت 500 بويصلة كخطوة أولى، ونجحت العملية بنسبة 100%، والآن اختلف الشكل تماما عما كان عليه من قبل، لذا أتوجه الى زرع 500 أخرى".
التكلفة والوضع الاقتصادي
وعن تكلفة زراعة الشعر، يوضح الطبيب أنها تختلف من شخص الى آخر، إذ تتراوح ما بين (1000 إلى 1500 دولار أمريكي)، وهو مبلغ مرتفع الى حدا ما في ظل الوضع المعيشي الصعب في غزة؛ غير انها تكلفة أقل بكثير؛ مقارنة بمراكز أوروبية ودولية.
ويعطي الطبيب تعليمات خاصة للأشخاص قبل وبعد اجراء العملية، مثل عدم تناول الأدوية والمسكنات قبل العملية بيوم كامل، بينما يمكن للشخص العودة لممارسة حياته بشكل طبيعي بعد مضي بضعة أيام.
المركز الأول المتخصص
ويعتبر الطبيب أحمد المغربي، صاحب المركز الأول المتخصص في زراعة الشعر، حيث اكتسب العلم والخبرة بعد أن سافر الى بريطانيا والهند في رحلة دراسية امتدت لعدة سنوات.
وكان المغربي يعمل بمجمع الشفاء الطبي عام 2005 ثم غادر إلى لندن، وحصل على شهادة الماجستير في جراحة الحروق والترميم والجراحات المجهرية، قبل أن يتوجه إلى الهند، حيث نال هناك الزمالة في جراحة التجميل والترميم.
وبعد أشهر من افتتاح المركز، يعتبر الإقبال على زراعة الشعر شديدا، الا أن تدهور الأوضاع الاقتصادية يحول دون اتخاذ بعض الأشخاص للقرار، في ظل ارتفاع تكلفة زراعة الشعر.
وأوضح الطبيب المغربي أنه أجرى منذ يناير الماضي ما يزيد عن 15 عملية زراعة شعر، قد تستغرق الواحدة منها 10 ساعات متواصلة، حيث حققت نسبة نجاح عالية جدا، وفق ما أكده الطبيب ومن أجرى الزراعة.