وسيط ذات تأثير على حماس
هل تكون قطر وسيطا في صفقة تبادل أسرى؟
قال معهد أبحاث "الأمن القومي" التابع لجامعة تل أبيب، إن إسرائيل تحاول التعامل مع الدور القطري في قطاع غزة، بما لا يتعارض مع سياستها، وتسعى أيضا لإقناع مصر بقبوله.
وأضاف المعهد في دراسة بحثية، أصدرها اليوم الخميس، أن إسرائيل قد ترى في النفوذ القطري وسيلة لتخفيف التدخل الإيراني في القطاع، فضلا عن إمكانية أن تكون قطر وسيطا ذات تأثير على حماس، ربما من خلال صفقة تبادل الأسرى.
وأوضحت أن دعم قطر لحركة حماس، واستثماراتها المالية في غزة، يساعدها كثيرا في سياستها الخارجية، ويزيد منسوب تأثيرها في الشرق الأوسط، مقابل الغضب المصري الواضح من ذلك، مما يجعل إسرائيل في حالة من عدم الوضوح إزاء التعامل مع هذا الوضع.
وقال يوآل جوزينسكي وكوبي ميخائيل الباحثان في المعهد، "إن إسرائيل تبدو حائرة إزاء التعامل مع السلوك القطري في غزة، فهي من جهة لديها مصلحة مع قطر لوقف تدهور الحالة الإنسانية في القطاع، ومن جهة أخرى حريصة على عدم تراجع علاقاتها الاستراتيجية مع مصر".
يشار الى وزير الجيش الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، قال الشهر الماضي، إن حكومته تقوم باتصالات سرية من خلف الكواليس بهدف إعادة الجنود المحتجزين لدى حركة حماس في قطاع غزة منذ العدوان الأخير عام 2014.
كما أفادت وسائل اعلام عبرية أن ألمانيا ستتوسط بين إسرائيل وحركة حماس لعقد صفقة تبادل للأسرى.
وأشار جوزينسكي، مدير وحدة دراسات الخليج العربي في المعهد، إلى أن الاتصالات واللقاءات الإسرائيلية القطرية تتواصل رغم عدم وجود علاقات رسمية بينهما، لكن إسرائيل تدرك تماما أن استمرار الدعم القطري للأوضاع الاقتصادية بغزة من شأنه إرجاء المواجهة العسكرية مع حماس، في حين أن هذا الدعم القطري لغزة يمنحها نقاطا إيجابية، لا سيما أمام الإدارة الأمريكية، وتساعدها في أزمتها مع دول الخليج.
ورغم أن قطر تعلن أنها لا تقدم مساعدات مالية مباشرة لحماس، لكنها تأوي في أراضيها قيادة الحركة بزعامة خالد مشعل الرئيس السابق لمكتبها السياسي، وتعتبر الدولة العربية الأكثر دعما لقطاع غزة، ووصل منذ انتهاء حرب غزة الأولى 2008، حتى اليوم قرابة 800 مليون دولار، بحسب الدراسة.
الدراسة تلفت الانتباه إلى تصريح أعلنه جيسون غرينبلات مبعوث ترامب إلى المنطقة مؤخرا، حين ذكر أن التعاون بين إسرائيل وقطر كفيل بمساعدة أهالي غزة، ورغم التصريحات الإسرائيلية الأخيرة المعادية لقطر بسبب دعمها لحماس، لكن التعاون الثنائي بينهما فيما يتعلق بمساعدة غزة آخذ بالازدياد، مما يجعل هذه المسألة رهنا بالمكاسب والخسائر.
ميخائيل، المشارك بإعداد الدراسة، رئيس الشعبة الفلسطينية بوزارة الشؤون الاستراتيجية، قال إن إسرائيل قد ترى في النفوذ القطري وسيلة لتخفيف التدخل الإيراني في القطاع، فضلا عن إمكانية أن تكون قطر وسيطا ذات تأثير على حماس، ربما من خلال صفقة تبادل الأسرى، وقد تكون قطر شريكة في إقامة مشاريع اقتصادية كبيرة في غزة كالجزيرة المائية مقابل شواطئها، ومطار جوي.
كما أن إسرائيل تراقب مواقف باقي دول الخليج من تنامي النفوذ القطري في غزة، حيث تسعى لمزاحمتها بهذا الدور، لا سيما دولة الإمارات العربية المتحدة، التي ترسل أموالا ومساعدات من خلال محمد دحلان، مما يجعل السلطة الفلسطينية تخشى من حصول قطاع غزة الخاضع لسيطرة حماس على دعم جديد هذه المرة، من دولة جديدة هي الإمارات، التي لا ترتبط مع السلطة بعلاقات جيدة، وفق دراسة المركز الاسرائيلي.
وأوضحت الدراسة أن مصر التي وقعت للتو على اتفاقية الغاز مع إسرائيل لا تنظر بإيجابية كبيرة للتدخل القطري المتزايد في غزة، لا سيما وأنه يترافق مع نفوذ تركي متنام في القطاع، وهاتان الدولتان تربطهما علاقات جد سيئة مع نظام السيسي في القاهرة، مما يجعل الأخيرة ترى في وجود الدوحة وأنقرة في حديقتها الخلفية ممثلة بقطاع غزة تجاوزا لخطوط حمراء، من شأنه إثارة بعض التوتر بين القاهرة وتل أبيب.
وأشارت الدراسة إلى أن كل ما تسعى إليه إسرائيل هو تنسيق طبيعة الدور القطري بغزة مع الإدارة الأميركية، وأن تضغط الأخيرة لتخفيف وطأة غضب مصر تجاه نفوذ الدوحة في القطاع، وخفض مستوى التوتر بين الدولتين العربيتين.